أيها المسلمون، ماذا فعلتم بأقباطنا؟

محمد عبد المجيد Ýí 2010-01-11


 

 

أوسلو في 11 يناير 2010
مذبحة نجع حمّادي التي سقط فيها شهداءٌ أقباطٌ لم تكن مفاجأةً لي، والمذبحة القادمة، التي لا أعرف متى، وأين ستحدث، لن تكون هي أيضا مفاجأة!
يخطيء المصريون حين يظنون أنَّ القاتل هو ذلك المُتهَمَ الماثلُ أمام عدالةِ، أو ظلمِ، المَحْكمَةِ بعدما ثبتتْ عليه التهمة، ولم يبق إلا حُكم القضاءِ وتنفيذه.
كلنا قتلة، من رئيس الجمهورية إلى الأم التي تصمت ببلاهة ريثما يحكي لها ابنها الصغيرُ عن التلميذ المسيحي الذي يجلس بجواره في الفصل.
طاعونٌ أصاب المصريين وهم لا يعرفون أنَّ صَمْتهُم دعوة للوباءِ بأنْ يستشري في الجسدِ المصري البليدِ الذي لا تحَرّك فيه ساكناً التحذيرات والكتابات والاشارات الصريحة والضمنية، فالانهيارُ بدأ يوم تحوّلنا إلىَ بلهاء لا يقرأون، وإذا قرأنا اكتفينا بالعناوين، وإذا مررنا على التفاصيلِ سقطت من ذاكِرَتِنا قبل أنْ نطوي الورقة أو ننتقل إلىَ موقعٍ إنترنتيي آخر.
مذبحة نجع حمادي تخرج لنا لسانَها، فهي أمام أعيننا منذ ثلاثين عاما أو يزيد، وقد شاهدت مثلها مئات المرّات دون أنْ تراق دماءٌ، ظاهرياً، أو يُشيّع أقاربُ الضحايا أحبابَهم.
شاهدت المذبحة وأنا أجادل مسلمة تقول لي بأنها لا تشتري دواءً لابنِها المريضِ تحت أيّ ظرفٍ لو كان الصيدليُ مسيحياً!
وشاهدت المذبحة وأنا أقرأ سؤالا من مسلم غبي إلى شيخ أحمق يستفتيه رأيَّ الإسلامِ في صديقه المسيحي الذي عاده في مَرَضِه، وجلس على طرفِ فِراشِه، فهل أصبح الفراشُ نجساً؟
وشاهدت المذبحة في مفرداتِ لغةٍ سقيمةٍ تعْثر في ثناياها علىَ دماءٍ غيرِ مرئية، فالقبطي هو الآخر، وهو الذمّي، وهو دافعُ الجزيةِ ليحميه المسلمون على خط بارليف، وهو الكافرُ، وهو الوَثنيُّ الذي يريد بناءَ كنيسةٍ بجوار المسجدِ، وهو الذي ينبغي أنْ لا يشاركه المسلمُ في أعيادِه، ولا يبعث تهنئة له، ولا يتذوق طعامَه, وهو المتعاطفُ مع إسرائيل ( رغم أن كل الجواسيس تقريبا مسلمون)، وهو المحرومُ من أنْ يكون شهيدا في الدفاع عن بلده في الوقت الذي ينعم المسلمُ بالجنة والحور العين لو قاوم غزاة وطنه.
وشاهدت المذبحة عندما قصّ عليَّ صاحبي القبطي أنَّ صديقَ طفولته المسلم تديّن، وترك لحيته تغطي نصفَ وجهه، ورفض أنْ يُصافِحَه بعدما عرَفَ الطريقَ إلىَ اللِه، ولما قال لوالدته: كل سنة وأنتِ طيبة يا حاجة!، رَدّتْ عليه قائلة: والمسلمون طيبون!
وشاهدت المذبحة في مناهج الدراسةِ ووسائل الإعلامِ وألعابِ الأطفالِ، والتربية المنزلية، ومنع الأقباط من مناصب عِدّة في بلدهم، وشاهدتها في كل نقاشٍ متخلفٍ عن خانة الديانة في البطاقة الشخصية.
وشاهدت المذبحة عندما أصبح للمسلمين قضاياهم، وللأقباط همومهم، وأضحت الرؤية السياسية ملتصقة بالهلال أو الصليب، وهرب المصريون من مواجهة نظامٍ عفن، وفاسد، ونتن، وإرهابي، وبلطجي، واستخرجوا من بطون وتراث وتفسيرات الإسلام والمسيحية مبررات الجُبن والضعف والتخاذل والطاعة العبودية وتفضيل لقمة العيش الذليلة على حياة الحرية والشرف والعصيان والمقاومة والرفض والتمرد.
وشاهدت المذبحة على البال توك، وفي القنوات الدينية التي تستقطب حواة ولاعبي الثلاث ورقات، ومفجري الفتنة الطائفية، ثم انضمت إليهم في السنوات العشر الماضية آلاف المواقع والمنتديات الدون كيشوتية التي تحارب طواحين الهواء، ويدّعي كل من يضع أصابعه على الكي بورد أنَّ الله منحاز إليه.
نحن غزاة مدينتنا، كما قال الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة:
حين جلسنا نصخب في أعراس الجن
حين أجبنا الغرقى بالضحات
حين أجاب الواحد منا
مادمت بخير فليغرق هذا العالمَ طوفان
كنا نحن الأعداء
كنا نحن غزاة مدينتا!
المذبحة تدخل عقدها الرابع قريبا، وهي مستمرة في كل مكان، وتستطيع أن تشاهدها لو كان في قلبك متسع لحب مصر والمصريين، وكلنا شاهدناها في مطاردة الكتاب والمفكرين الذين غادروا مصر هربا فتصادف هروبهم مع أشقائهم الأقباط الذين قرروا اللجوء إلى أحضان أمريكا وكندا والغرب.
المذبحة أيضا في مشاعر تحتضنها أضلعٌ، وتخفيها صدورٌ، وتحتفظ بها قلوبٌ لم تعُدْ تخفق بهجة للآخر.
مع أنني مؤمنٌ بأننا نحن المسلمين نتحمل النصيبَ الأكبرَ من الفتنةِ الطائفيةِ التي لم تعُدْ نائمة، وأنَّ التكفيرَ استخرجناه من ألسنةِ أباطرةِ الفتوىَ المنتشرين كالجَرَادِ في فضائياتنا وصحفِنا وكتبنا الغثةِ والرخيصةِ المرّصوصة بترابها على أرفف عتيقة في مكتبات فوضوية، وعلى أرصفة تجاورها أعقابُ سجائر ملقاة، إلا أن أقباطنا .. أحبابنا .. شركاء الوطن يتحملون قدرا لا بأس به من المسؤولية الجماعية عن إنهيار مصر العاجل أو الآجل!
كان يجب على كل قبطي أن ينخرط في المعارضة المصرية لنظام الطاغية مبارك، فهو الذي أمر أجهزة أمنه بأن تسيء للأقباط، وهو الذي رفض حقوقهم المشروعة، وميّز بينهم وبين المسلمين، واحتكر مناصب كبيرة للمسلمين فقط.
وكان يجب على كل قبطي أن يعمم مطالبه في حقوقِ الأقباط، فتصبح حقوقَ الانسان المصري، ويخرج كمصري قبطي مدافعا عن معتقل من الإخوان المسلمين ولو كان على نقيضه تماماً في الرأي والفكرة والنهج والإيمان، فحقوق الإنسان المصري العادلة هي الطريق لمساواة المسلمين بالأقباط.
وأخطأ أحبابنا عندما انخرطوا في منظمات قبطية تطالب بالانفصال، وبعودة الاستعمار، وبالمساواة بين الصليب الشرقي والصليب الغربي، وباعتبار الاسلام هو الخصم، وبتجاوز كل الأخلاقيات في وصف نبي الإسلام وحياته العامة والخاصة، واستقطاع مشاهد ملوثة من كتب صفراء فاقع لونها تضر الدين أكثر من أعدائه.
وأخطا قداسة البابا شنودة الثالث عندما أعطى إشارات لتأييده جمال مبارك ليرث بلدا مدمََرا، وعلى شفا الانهيار، فيكمل مسيرة والده الارهابي، وحينئذ يجلس المصريون، مسلمون وأقباط، يبكون بلدا رائعا لم يحافظوا عليه، ولم يدافعوا عنه.
وأخطأ شركاء الوطن عندما اعتبروا أنفسهم عنصرا من عنصري الأمة الاثنين، فالمسلمون والأقباط عنصر واحد أتحدى أي خبير في علم وظائف الأعضاء أو الآثار وطبائع الشعوب أن يستخرج فارقا واحدا بين مسلم وقبطي.
النظام الفاسد في مصر يصنع قبحا، وانهيارا، ويدمر كل صور الجمال في الفكرة، والمعتقد، والمشاعر، والعلاقات الأخوية، وعلينا نحن أن نقاومه، ونصنع زمنا جميلا، ونلتحم رغم أنفه، ونهزم الحمقى الذين يظنون أن الله، تعالى، سينحاز يوم القيامة لفريق وفقا لخانة الديانة في البطاقة الشخصية.
مذبحة نجع حمادي، كغيرها في الماضي والحاضر والمستقبل، نتيجة طبيعية لافرازات مريضة في أذهان متخلفة يظن أصحابها أن كراهية الآخر ترضي العلي القدير، وتفسح لصاحبها مكانا في الجنة.
نجع حمادي موجودة في عقولنا ونفوسنا وصدورنا كعفريت من الجن يتلبسنا، ولن يخرج إلا بثقافة التسامح، وقبول الآخر، والتوقف عن السخرية من معتقدات الغير.
عندما تفكر، ولو للحظة واحدة، أن هذا أفضل من ذاك لأنه يعتنق دينك، الاسلامي أو المسيحي، فأنت في الواقع مشترك في مذبحة بين المسلمين والأقباط لم تحدث بعد.
عندما تستخرج من القرآن الكريم أو العهدين القديم والجديد آيات يفسرها هواك على أنك أقرب إلى الله من أخيك الآخر، المختلف عنك في العقيدة، فأنت في الواقع تشعل فتيلا لنار ستحرق وطنك في يوم ليس بعيدا.
هل تريد أن تسحب البساط من تحت أقدام القتلة من المتطرفين والمتشددين، ونظام البغي المباركي، فالأمر في غاية البساطة، وجارك المسلم أو القبطي على مبعدة أمتار منك، والابتسامة والمصافحة والكلمات الطيبة لا تكلف كثيرا.
أعود لنجع حمادي، وأبعث خالص التعازي للشهداء الأقباط الذين سقطوا في مذبحة الكراهية والطائفية والبغضاء والعَمى والتخلف الذهني.
وأعتذر لكل قبطي عما حدث، فنحن كلنا قتلة، وأثوابنا ملوثة بدماء الشهداء منذ أن رضينا بنظام طائفي، إرهابي، يقف على رأسه طاغية يكره أن يرى مصر تعيش في أمن وأمان ورخاء وسلام ومحبة.
وقبل أن تشهد مصر المذبحة الكبرى التي لن تقوم لأرض الكنانة بعدها قائمة، علينا أن نرفض شرعية حكم الطاغية وابنه، وأن نقاومهما بوحدة الهلال والصليب، وأن نرفض كل صور الحوار حول أفضلية دين على الآخر، وأن تتوقف المواقع والمنتديات والفضائيات عن توجيه سهامها لعقيدة الآخر.
مصر في حاجة لأقباطها كحاجتها لمسلميها تماما، وأي مقاطعة من مسلم لقبطي أو العكس هي مساهمة كريهة في مذبحة قادمة .. لا تبقي ولا تذر.
كلنا قتلة ومن كان منا بلا خطيئة فليرجم الآخر بحجر!
وسلام الله على مصر.
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو   النرويج
Taeralshmal@gmail.com
 
  
 
 
 
 
 
 
اجمالي القراءات 13183

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (14)
1   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44855]

مذابح الأقباط منذ (عُمر بن الخطاب ) يا طائر الشرق والشمال .

مذابح الأقباط قديمة يا طائر الشرق و الشمال  ، منذ عُمر بن الخطاب ، ومنذ (مالك ،والبخارى وإبن حنبل والشافعى ، وإبن تيمية ) ، وحديثة مُنذ أن كفروا  ,وأهدروا دم صاحب كتابات (المسكوت عنه فى تاريخ عمر بن الخطاب) ،ومنذ أن كفروا وأهدروا دم ،وحاولوا إغتيال كاتب هذا التعليق لأنه قال لهم ناصحاً ذات يوم  فى جريدة الأهرام المصرية (نُريد كتاباً دينيا واحداًفى مصر )لتلاميذ و طلاب التعليم الأساسى والإلزامى ،يجمع قيم الأديان جميعها ، ويُعلمهُ  مُعلم واحدا  لتلاميذ الفصل كله دون تمييز  سواء كانوا  مسلمين أو مسيحيين . ..


.والغريب أنهم الآن يكررون طلبى ذاك ويتشدقون به  على لسانهم ويؤكدون على انه المُنقذ  للإحتقان الطائفى  فى التعليم المصرى ، بعد أن نسبوه لأنفسهم ،ونسوا قائله ،المحكوم عليه غيابيا بالسجن بسبب هذه الأقوال فى محاكمهم ، والمُهدر دمه من قٍبل مؤسساتهم الدينية الرسمية وغير الرسمية .


إذن مُسوغات ذبح الأقباط تمت فى أديان المسلمين جميعا  منذ القدم ولا زالت سارية حتى قيام الساعة. وليس للمسلمين ولا للمسيحين خلاص منها إلا إذا ساعدوا أصحاب  الفكر القرآنى ،وعملوا على تبنيه ونشره بكل الوسائل الممكنة  ليخلصهم من مخلفات وسموم أصحاب الحديث والفقه والمذاهب الدموية الداكنة اللون .


2   تعليق بواسطة   أيمن عباس     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44864]

ليت أخلاق السبعينات تعود .

كان المصريون قديماً عنصر واحد كما تقول سيادتكم وليس عنصرين كما يطلقونها في الإعلام .


وهناك وقائع حقيقية في منتصف سبيعنات القرن الماضي تؤكد على هذا المعنى ، وأن المصري الأصيل لا يمكن أن تفرق فيه بين مسلم وقبطي.


كان هناك رجل مصري أصيل يعمل بالتدريس ، وكان مسلماً وقد رزقه الله بأربعة بنات في أعمار مختلفة، وقد توفيت زوجته وكان له جار قبطي وله زوجة وأولاد ، كان صديقاً له وكان نعم الجار له هو واسرته ، وكان هذا المدرس المسلم عندما تستدعيه الظروف أن يسافر ويغيب عن بيته وعن بناته لمدة أيام كان لا يأمن إلا جاره القبطي وزوجته أن يرعيا بناته الأربعة فكان يستضيفا هو وزوجته  هؤلاء البنات الأربعة ولا يتركوهم إلا بعودة والدهما .


فهذه أخي الكريم هى صفات المصري الأصيل في اوائل ومنتصف السبعينات ، وقبل أن تحرقه نار التعصب والتي كان سببها رجال الدين والعقول الملوثة بالمعتقدات السامة .


3   تعليق بواسطة   عابر سبيل     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44865]

أرجو من الجميع مشاهده هذا الفيلم ..

هذه هى حرية العبادة التى يتمتع بها الأقباط فى مصر


www.freecopts.net/arabic/arabic/content/view/5544/29/


4   تعليق بواسطة   مهندس نورالدين محمد     في   الإثنين ١١ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44866]

نزار قباني يلخص الوضع

الموت في فنجان قهوتنا...

وفي مفتاح شقتنا..وفي أزهار شرفتنا...

وفي ورق الجرائد.. والحروف الأبجدية

ها نحن؛ يابلقيس ندخل مرة أخرى لعصر الجاهلية

ها نحن ندخل في التوحش؛ والتخلف؛ والبشاعة؛ والوضاعة؛

ندخل مرة أخرى عصور البربرية

حيث الكتابة رحلة بين الشظية....والشظية

حيث اغتيال فراشة في حقلها...صار القضية....

 


5   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الثلاثاء ١٢ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44875]

المودة بين عنصري الأمة .

نعم أستاذنا محمد عبد المجيد ذكرهم بما يجب عليهم فعله تجاه أخوتهم الأقباط من تسامح ومودة ونصرة الضعيف والمحتاج ، هذه أخلاق الإسلام التي أمرنا بها ديننا الحنيف في القرآن الكريم { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82. لقد أخبرنا الله تعالى أنهم هم الأقرب مودة لنا من غيرهم . لأن بهم القسيسين والرهبان ، وأن داء الكبر لم يتمكن منهم .


فلماذا نترك أوامر الله لنا في قرآنه الكريم ونتبع االأوامر الشيطانية .

 


6   تعليق بواسطة   فتحي مرزوق     في   الأربعاء ١٣ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[44896]

المسلم المتزمت ...عليهم دفع الجزية .

الأستاذ المحترم / محمد عبد المجيد كل كلمة إوردتها في مقالك تنبض الحقيقة ، وهناك الكثير والكثير من القصص الحية التي نعيشها  فهذه إحداها توضح قصر بصر وبصيرة  أحد الزملاء بالعمل  وهو يناقش زميله المسلم وكان ملتحيا ومتزمتا وكانا الاثنين مسلمين وهما في خضم النقاش والحوار الديني


فكان الأول يقول بأن الاقباط مواطنون مصريون مثلنا ،لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، وهم إخوة لنا لافرق بين مسلم وقبطي الا بالعمل والتفوق والمنافسة الحرة الشريفة ،


فرد عليه الملتحي المتزمت وقال لا بل لأنهم مختلفين عنا في الملة فعند تطبيق الشريعة يجب عليهم دفع الجزية ، وهم صاغرون ، كما جاء بالقرآن! قال المسلم المستنير : اتق الله يا مسلم يا ملتحي أنت فاهم الاسلام غلط ، وللأسف كان يحضر النقاش زميل ثالث لهما قبطي يعمل معهما في نفس المؤسسة الحكومية ، وكان هذا القبطي المسيحي المصري كثيرا ما ينقذ ذلك المتلحي في العمل من أخطاء كان يقع فيها وعندما يزوغ من أعماله المكلف بها وكان القبطي ينقذه ويقوم بالعمل مكانه لكي لا يقع زميله الملتحي تحت طائلة قانون العمل ،ولكي لا يخصم من مرتبه ، وكان القبطي يقول إن هذا الزميل المتزمت الملتحي متزوج ويعول أولادا كثر يعني بالعامية " صاحب عيال" يجب أن نتكاتف كي لا يخصم من مرتبه الذي هو  قوت أولاده، ولكن القبطي عاتبه بشدة وقال له " بقى أنا بستميت علشان ما يتخصمش من مرتبك اللى هو قوت عيالك وانت عايز تدفعني مرتبي كله جزية؟ والله مأنا عنت شايلك خالص."

هذا حدث حقيقي ومثال صارخ لإجحاف حقوق الأقباط في وطنهم مصر من جانب كثير من المسلمين المتزمتين السطحيين الذين يضرون بمصر أكثر مما ينفعونها ، ويسئون للإسلام دائما 


أفيقوا أيها المصريون قبل قدوم الطوفان .


 


7   تعليق بواسطة   نورا الحسيني     في   الأحد ١٧ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45020]

دعابة مصرية مائة في المائة .

‘ليك أستاذ / عبد المجيد  وللقراء الكرام  هذه الدعابة  التي تنمو على خفة الدم المصرية ، والتى أفقدتها لنا الوهابية المقيتة .(يوجد كاهن لإحدى الكنائس وفى ذهابه من و إلى المنزل لابد أن يسير على شرطي مرور فكان يحرر له يوميا مخالفتين وحاول معه بكل الطرق التفاهم أن يثنية عن التعصب إلا انه لم يفلح معه وأخيرا قرر الأب الكاهن شراء عجله حتى يتخلص من تعصب شرطي المرور وفى أثناء عودته ليلا قابلة الشرطي انت مش خايف وأنت ماشى لوحدك بالليل فرد الكاهن لا انا معايا الأب والابن والروح القدس وهنا انتهز الشرطي ألفرصه وقال له ومركب معاك ثلاثة كمان لازم تدفع مخالفة فورية )


8   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الأحد ١٧ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45021]

الأستاذ عثمان محمد علي والإنقاذ من الاحتقان الطائفي

أخي العزيز الأستاذ عثمان محمد علي


عندما يحكم عليك المتطرفون، ويرجمونك في غيابك فأنت في قائمة الذين يغيّرون التاريخ!


مطاردة الفكر كانت وستظل سوط الارهاب العاجز أمام نعمة العقل، وما أجمل أن يدافع المرءُ عمن يختلف معهم.


لذا كتبت في مقالي أعلاه بأن القبطي الذي يخرج في مظاهرة مدافعا عن عضو في جماعة الإخوان المسلمين، يختلف معه وعنه في كل شيء، هو ذلك الذي سيؤسس لثقافة التسامح.


لا أريد أن اشير إلى كتاب واحد أو عشرة أو حتى مئة كتاب تمكن التشدد من استخراج قنابل من صفحاتها، وعراقيل أمام التقدم من إسرائيليات في أحشائها، لكن تاريخنا كله يحتاج إلى عملية غربلة، وتصفية، وتنقية.


المعركة طويلة، وقد تطول إلى يوم يبعثنا الله، وتأكد أن دين السلطان هو دين العامة، ويستطيع زعيم في قصره أن يقنع قلوب الملايين بدينه، ولا يستطيع كل علماء الأرض اقناع حفنة بعملية حسابية عقلانية .


إنه قدر القلم الذي أقسم به رب العزة بنون، وما يسطرون.


وتقبل تحياتي القلبية.


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو   النرويج


 


9   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الإثنين ١٨ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45043]

الأستاذ أيمن عباس والقبطيات الأربع

أخي العزيز الأستاذ أيمن عباس،


أحسنت بقص حكاية القبطيات الأربع، فالأمانة ليست مرتبطة بدين أو عقيدة أو مذهب، والإنسان يمكن أن يكون صادقا وأمينا ومراقبا جيدا لضميره دون أن ينتسب لدين محدد، ولكنه يستطيع أن يستخرج من الدين أفضل مافيه، ويستطيع أيضا أن يقوم بتأويل نصوص الدين لتناسب هواه.


تحياتي القلبية


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو النرويج


10   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الإثنين ١٨ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45044]

لينك مهم من عابر سبيل

 


شكرا، اخي عابر سبيل، لمشاركتك الرد في إيراد لينك مهم يتعلق بالموضوع ذاته.


 


مع تحياتي


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو   النرويج


11   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الإثنين ١٨ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45045]

مقتطفات قبانية من نور الدين محمد

أخي نور الدين محمد،


قد أختلف أو أتفق مع نزار قباني، رحمه الله، ولكن لا شك أن دبابيسه التي تدخل في مسامات أجسادنا ولا تؤثر فيها، قد يأتي اليوم الذي تساهم فيه هذه الأشعار في انتفاضة المقهورين.


 


مع تحياتي


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو    النرويج


12   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الإثنين ١٨ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45046]

نعمة علم الدين والتذكير بآيات التسامح

شكرا ،نعمة علم الدين، على التذكير بالتسامح تجاه شركاء الوطن، أما الاستدلال بآيات القرآن الكريم فهي تختلف من شخص إلى آخر، ومن أراد البحث في تنزيل التنزيل عن أشياء شريرة ولم يعثر عليها، فإنه يستطيع التأويل وفقا لما في نفسه.


 


مع تحياتي


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو   النرويج


13   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الإثنين ١٨ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45054]

الأستاذ فتحي مرزوق يضرب مثالا من الواقع المصري

أخي الكريم الأستاذ فتحي مرزوق،


مثال جيد وواضح وحقيقي ذلك الذي جئت به عن القبطي وزميله الملتحي في العمل الذي يريد أن يجبره على دفع الجزية وهو صاغر!


للأسف الشديد هذا هو تفكير الكثيرين من المسلمين، مهمتنا أن نثبت لشركاء الوطن أننا لا نميز بينهم وبين مسلمينا.


مع تحياتي


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو   النرويج


14   تعليق بواسطة   محمد عبد المجيد     في   الإثنين ١٨ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[45055]

الأخت نورا الحسيني ودعابة من الكوميديا المصرية

الأخت العزيزة نورا الحسيني،


وأنا أيضا في شوق شديد لخفة الدم المصرية، لكنها انحسرت كثيرا مع وصول بدايات الطوفان وثقافة الفهلوة وموت الكتاب.


دعابتك ابتسمت لها، لكنني أبحث عن مصريات كوميدية استلقي منها على ظهري من الضحك، وهذه لن نسمعها قبل أن نودع الزمن القبيح.


شكرا لاهتمامك الكريم بكتاباتي.


 


محمد عبد المجيد


طائر الشمال


أوسلو   النرويج


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-07-05
مقالات منشورة : 571
اجمالي القراءات : 5,909,466
تعليقات له : 543
تعليقات عليه : 1,339
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Norway