يوم القيامة فى القرآن

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2009-02-21


بسم الله الرحمن الرحيم
يوم القيامة
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد
هذا كتاب عن يوم القيامة فى القرآن .
السؤال عن الساعة :
سأل الكفار النبى (ص)عدة مرات عن موعد قيام القيامة فمرة بصيغة "متى هذا الوعد إن كنتم صادقين "بسورة الملك ومرة بصيغة "يسألونك عن الساعة أيان مرساها "بسورة النازعات ومرة بصيغة "متى هذا الفتح إن كنتم صادقين "بسورة السجدة وقد طلب الله من نبيه (ص)أن يقول لهم :

المزيد مثل هذا المقال :

-"إنما علمها عند ربى "كما بسورة الأعراف و"قل إنما العلم عند Çedil;لله "كما بسورة الملك "وهذا يعنى أن الله وحده هو العليم بموعد القيامة .
-أن الله لا يكشف عن وقت الساعة إلا لوقت القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قل إنما علمها عند ربى لا يجليها لوقتها إلا هو "
-أن الساعة ثقلت أى غاب علمها عن مخلوقات السموات والأرض وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت فى السموات والأرض".
-أن الساعة تأتى بغتة أى فجأة وفى هذا قال بنفس الآية "لا تأتيكم إلا بغتة "
-أن أكثر الناس يجهلون أن علم الساعة خاص بالله وحده وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون ".
-أن وظيفة الرسول (ص)هى إنذار من يخشى الساعة وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها إنما أنت منذر من يخشاها ".
-أن الكفار يسألون النبى (ص) عن القيامة كأنه خبير بموعدها وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "يسألونك كأنك حفى عنها " .
-أن الكفار كانوا يقولون عن الساعة :ما ندرى ما الساعة أى لا نعرف ما القيامة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين وفى هذا قال تعالى بسورة الجاثية "وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندرى ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين"
طول يوم القيامة :
إن طول يوم القيامة هو 50000 سنة وفى هذا قال تعالى بسورة المعارج "تعرج الملائكة والروح إليه فى يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ".
علامات القيامة الأولى :
فى أول يوم القيامة تحدث العلامات التالية :
-إنشقاق القمر وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "اقتربت الساعة وانشق القمر "
-خروج دابة من الأرض تتحدث مع الناس وفى هذا قال تعالى بسورة النمل "وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون " .
أسماء القيامة :
- يوم الفصل أى الحكم بين المتخاصمين وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "إن يوم الفصل كان ميقاتا ".
- الطامة الكبرى وهى الغاشية العظيمة وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "فإذا جاءت الطامة الكبرى ".
- الصاخة وهى المسمعة للموتى وفى هذا قال تعالى بسورة ق"يوم يسمعون الصيحة بالحق "وذكر الاسم بقوله بسورة عبس "فإذا جاءت الصاخة ".
- اليوم الموعود أى الذى وعد فيه الله المسلمين بالجنة والكفار بالنار مصداق لقوله بسورة الأعراف "ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم"وذكر الاسم بقوله بسورة البروج "واليوم الموعود ".
- اليوم العسر أى العسير أى المذل للكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "يقول الكافرون هذا يوم عسر "وقال بسورة المدثر "فذلك يومئذ يوم عسير على الكافرين غير يسير "
-يوم الجمع أى يوم بعث الخلق بالساهرة مصداق لقوله بسورة التغابن "يوم يجمعكم ليوم الجمع ".
- يوم التغابن أى التخاصم بين الكفار مصداق لقوله بسورة ص"إن ذلك لحق تخاصم أهل النار "وتخاصم الكفار والمسلمين وفى الاسم قال بسورة التغابن "ذلك يوم التغابن"
-يوم الخروج أى البعث وفى هذا قال تعالى بسورة ق"يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ".
-الآزفة أى الساعة وهى القيامة وفيها قال تعالى بسورة النبأ"أزفت الآزفة ".
-يوم الفتح أى الفصل أى الحكم بين الناس مصداق لقوله بسورة السجدة "قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ".
-القارعة وهى التى تقرع أسماع الخلق ليقوموا من موتهم وفى هذا قال تعالى بسورة القارعة "القارعة ما القارعة ".
-الغاشية وهى المصيبة التى تصيب الناس بالحياة وفى هذا قال تعالى بسورة الغاشية "هل أتاك حديث الغاشية ".
-يوم الدين أى الجزاء وفيه قال تعالى بسورة المطففين "الذين يكذبون بيوم الدين ".
-القيامة وهى البعث مصداق لقوله بسورة القيامة "لا أقسم بيوم القيامة ".
-يوم البعث أى إحياء الموتى مصداق لقوله بسورة الروم "فهذا يوم البعث ".
-اليوم الأخر أى الذى ليس بعده يوم دنيوى وفيه قال بسورة النساء "ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ".
-اليوم المشهود أى المحضور من كل الخلق وفيه قال تعالى بسورة هود"وذلك يوم مشهود ".
-اليوم العظيم أى الكبير وفيه قال تعالى بسورة مريم "فويل للذين كفروا من مشهد يوم عظيم ".
-الوعد الحق أى الميعاد الذى توفى فيه كل نفس أجرها وفيه قال بسورة الأنبياء "واقترب الوعد الحق ".
-الساعة وهى الوقت المحدد للقيامة وفيه قال بسورة الروم "ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون ".
-يوم التلاق أى اللقاء مع الأخرين والجزاء وفيه قال تعالى بسورة غافر "لينذر يوم التلاق ".
-يوم الحساب أى نيل الجزاء العادل وفى هذا قال بسورة غافر "من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ".
-يوم التناد وهى النداء على الموتى ليبعثوا وفيه قال تعالى بسورة غافر "ويا قوم إنى أخاف عليكم يوم التناد".
-اليوم الأليم أى المذل للكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "فويل للذين ظلموا من عذاب يوم أليم ".
-اليوم الحق أى العدل الواقع وفيه قال تعالى بسورة النبأ"ذلك اليوم الحق ".
-يوم الوعيد أى تحقق القول بالعذاب للكفار وفى هذا قال تعالى بسورة ق"ونفخ فى الصور ذلك يوم الوعيد ".
-يوم الخلود أى البقاء بلا موت مصداق لقوله بسورة ق"ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود ".
-اليوم الثقيل أى المذل لهم وفيه قال بسورة الإنسان "ويذرون وراءهم يوما ثقيلا ".
-يوم الحسرة أى الحزن أى العذاب المؤلم للكفار وفى هذا قال بسورة مريم "وأنذرهم يوم الحسرة ".
ما يحدث للكون يوم القيامة :
1- الأرض :يمد الله الأرض أى يزلزلها أى يرجفها أى يدكها عن طريق حملها دكة واحدة فتقوم بإلقاء ما فيها أى التخلى عنه أى إخراج أثقالها أى تبرز ما فيها وفى هذا قال تعالى بسورة الإنشقاق "وإذا الأرض مدت وألقت ما فيها وتخلت "وقال بسورة الزلزلة "إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها "وقال بسورة المزمل "يوم ترجف الأرض "وقال بسورة الحاقة "وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة "وقال بسورة الكهف "ويوم نسير الجبال وترى الأرض بارزة ".
2-الجبال :يحمل الله الجبال مع الأرض فيدكها دكة واحدة أى ينسفها نسفا أى يبسها بسا فتسير فى الجو فتمر مر السحاب فتصبح قاعا صفصفا أى أرضا مستوية لا عوج فيها أى لا أمت لا بروز فيها وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة "وقال بسورة طه "ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربى نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا "وقال بسورة التكوير "وإذا الجبال سيرت "وقال بسورة النمل "وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب ".
3-السماء:تنشق أى تنفطر أى تتفتح السماء فتصبح أبوابا أى منافذا مفتحة ومن ثم تصبح واهية وهى تشبه الدهان وهو الطلاء وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "وانشقت السماء فهى يومئذ واهية "وقال بسورة الإنفطار "إذا السماء انفطرت "وقال بسورة النبأ "وفتحت السماء فكانت أبوابا "وقال بسورة الرحمن "فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان "ووسيلة تشقق السماء هى الغمام أى السحاب وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "ويوم تشقق السماء بالغمام "وبعد أن تكون السماء حجمها كبير يصغرها الله عن طريق طيها وذلك عن طريق كلمة كن وقد عبر الله عن هذا بكلمة يمينه وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "والسموات مطويات بيمينه "وقال بسورة الأنبياء "يوم نطوى السماء كطى السجل للكتب ".
4-الشمس والقمر :ينشق القمر أى ينقسم عدة أقسام فى أول يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "اقتربت الساعة وانشق القمر "ويحدث للقمر خسوف للقمر حيث يختفى عن أنظار الناس ويجتمع القمر مع الشمس وفى هذا قال بسورة القيامة "يسأل أيان يوم القيامة فإذا برق البصر وخسف القمر وجمع الشمس والقمر"وأما الشمس فتكور أى تصبح كرة تجرى فى الفضاء حتى تجتمع مع القمر وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير"إذا الشمس كورت ".
5-النجوم :وهى الكواكب التى تنتثر أى تنكدر أى تتساقط وفى هذا قال تعالى بسورة الإنفطار "وإذا الكواكب انتثرت "وقال بسورة التكوير "وإذا النجوم انكدرت ".
6- البحار :وهى تتفجر أى تتسجر أى تشتعل وفى هذا قال تعالى بسورة الإنفطار "وإذا البحار فجرت "وقال بسورة التكوير "وإذا البحار سجرت "
7-العشار وهى إناث المخلوقات ويحدث لها عقم فتتعطل عن الإنجاب وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "وإذا العشار عطلت ".
8-الوحوش وهى تحشر أى تبعث يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "وإذا الوحوش حشرت ".
9- الملائكة :تنزل الملائكة يوم القيامة ويراها الناس عيانا وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا "و"يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين" .
10-الولدان وهم الأطفال يصبحون شيبا أى شعورهم بيضاء وفى هذا قال تعالى بسورة المزمل "يوما يجعل الولدان شيبا ".
11- العرش الإلهى يحمله ثمانية من الملائكة فى السماء الذين يقفون فى نواحيها وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ".
خلق الكون الجديد :
بعد إتمام هدم الكون القديم يبدله الله بأرض وسموات أخرى أكبر وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات "والجنة وحدها تكون بعرض الأرض والسموات القديمة مصداق لقوله بسورة آل عمران "وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض "وتشرق الأرض بنور ربها أى بأمر من الله ممثل فى خلق مصدر للنور جديد وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "وأشرقت الأرض بنور ربها ".
النفخ فى البوق :
البوق هو الناقور وهى آلة لإصدار صوتا أى صيحة أى نداء أى دعاء أى نقر وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "يوم ينفخ فى الصور "وقال بسورة المدثر "فإذا نقر فى الناقور "وقال بسورة يس"إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون "وقوله بسورة ق"واستمع يوم يناد المنادى من مكان قريب "وعدد مرات النفخ مرتين :
الأولى :يحدث فيها صعق أى موت كل المخلوقات الموجودة فى السموات والأرض عدا من أراد الله وهم حملة العرش والنافخ فى الصور وكرسى العرش وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله "وفى المستثنين من الموت قال بسورة الحاقة "والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ".
الثانية ويحدث فيها قيام الموتى وهو البعث أفواجا وهو فزعهم وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "ونفخ فى الصور فصعق من فى السموات ومن فى الأرض إلا ما شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون "وقال بسورة النبأ"ونفخ فى الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم جميع لدينا محضرون " وقال بسورة النمل "ويوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السموات ومن فى الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين ".
ونتيجة النفخة الثانية هى البعث الذى يخرج الناس فيه للساهرة وهى أرض الحشر وفى هذا قال تعالى بسورة النازعات "فإنما هى زجرة واحدة فإذا هم بالساهرة "والناس يقفون فى صفوف فيها مصداق لقوله بسورة الكهف "وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا وعرضوا على ربك صفا ".
الورود على النار :
يورد الله الخلق كلهم على النار بمعنى يوقفهم خارج النار وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا "لأن المسلمون مبعدون عن النار وهم يكونون بعيدا عنها بحيث لا يسمعون صوتها وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ".
إعطاء الكتب المنشرة :
بعد البعث والوقوف صفوفا خارج النار يخرج الله لكل واحد من الخلق كتابا منشورا يتسلمه المسلم فى يده اليمنى والكافر بشماله فيقول الله له :اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا وفى هذا قال تعالى بسورة الإسراء "ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ".
أما المسلم فيقول :هاؤم شاهدوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه ويعود لعائلته فرحا مسرورا وفى هذا قال تعالى بسورة الحاقة "فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه "وقال بسورة الإنشقاق "فأما من أوتى كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب إلى أهله مسرورا " ونتيجة لهذا يبيض وجه وهو نفس المسلم أى يفرح أى يضحك وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "يوم تبيض وجوه"وقال بسورة عبس "وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة " وقد فسر الله الكتاب بأنه النور الذى فى أيديهم وهى أيديهم اليمنى وفى هذا قال تعالى بسورة الحديد "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم "وأما الكافر فيقول :"يا ليتنى لم أوت كتابيه ولم أدر ما حسابيه يا ليتها كانت القاضية ما أغنى عنى ماليه هلك عنى سلطانيه "كما بسورة الحاقة ويقول الكافر لما ينظر فى كتابه يا ليتنى كنت ترابا وفى هذا قال بسورة النبأ"يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا"ويقولون :يا عذابنا مال هذا الكتاب لا يترك قليلة ولا كثيرة إلا عدها وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " ويقول :يا ثبوراه أى يا هلاكاه وفى هذا قال تعالى بسورة الإنشقاق"وأما من أوتى كتابه وراء ظهره فسوف يدعوا ثبورا "ونتيجة هذا يسود وجهه أى تحزن نفسه مصداق لقوله بسورة آل عمران "وتسود وجوه "وهو نفوس مرهقة متعبة ذليلة مصداق لقوله بسورة عبس "ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة " وهم مرهقون أبصارهم خاشعة ناصبة وفى هذا قال بسورة المعارج "خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة "وقال بسورة الغاشية "وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة "ويرى المسلم الكفار سكارى أى متمايلين وهم ليسوا سكارى أى ليسوا مخمورين ولكنهم بسبب عذاب الله يتحركون حركات غير سليمة وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد" .
والمراد بقراءة الكتاب هو رؤية الأعمال مصورة بالصورة والصوت بدليل الفعل ليروا بقوله بسورة الزلزلة "يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم "ويسمى إيتاء الكتاب وضع الكتاب مصداق لقوله بسورة الزمر "ووضع الكتاب "والكفار يكونون خائفين مما فى الكتاب مصداق لقوله بسورة الكهف "ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ".
وبإعطاء الكتاب يكون الله قد قضى بين الناس بالحق دون ظلم وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "ووضع الكتاب وجاىء بالنبيين والشهداء وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون "وهذه هو الموازين القسط وهو القضاءات العادلة فمن ثقلت موازينه أى فمن قبلت أعماله وهى الإسلام يكون مفلحا يدخل العيشة الراضية وأما من خفت موازينه أى من رفضت أعماله وهى الكفر يدخل النار وفى هذا قال تعالى بسورة المؤمنون "فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم فى جهنم خالدون "وقال بسورة القارعة "فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية وما أدراك ما هيه نار حامية ".
النار وما حولها وما فيها:
الشهادة :
فى يوم القيامة يخرج الله من كل أمة من الأمم شهيد أى قائل للحق عليهم بما فعلوه معه وهو رسولهم أو داعيهم للحق وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا "ويكون المسلمون شهداء على الناس الكفار أى قائلين للحق أى حكام عليهم بما عملوا وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا "ومن ضمن المسلمين الملائكة والآلهة المزعومة كمريم (ص)فهؤلاء يشهدون على الناس وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون "
ولا أحد يوم القيامة يقدر على الكلام أى الخطاب أى الشهادة يوم القيامة فالكل خاشع ساكت فلا يسمع أحد إلا صوته الداخلى وفى هذا قال تعالى بسورة طه "وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا "وقال بسورة النبأ "رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا ".
محرمات على الكفار :
حرم الله على الكفار التالى يوم القيامة :
-النطق وهو الكلام أى الإعتذار عن كفرهم وفى هذا قال تعالى بسورة المرسلات "ويل يومئذ للمكذبين هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون "ويستثنى من ذلك من أذن له الله بالكلام كما قال تعالى بسورة هود " يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه".
- الشفاعة أى مناصرة النفس أو الأخرين لهم بالكلام وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "ولا يقبل منها شفاعة "وقال بسورة المدثر "فما تنفعهم شفاعة الشافعين "ويستثنى من ذلك من أذن الله له بالشفاعة كما قال تعالى بسورة طه " يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضى له قولا"
-البيع وهو الفدية أى العدل أى دفع مقابل مالى للخروج من النار وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يوم لا بيع فيه "و"ولا يؤخذ منها عدل ".
-الخلة وهى الصداقة فليس لهم صديق حميم يدافع عنهم وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "يوم لا بيع فيه ولا خلة ".
-عدم جزاء نفس عن نفس شيئا أى عدم تحملها عذاب النفس الأخرى وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ".
-كلام الله وهو نظره أى تزكيته أى رحمته وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم فى الأخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم "
تقسيم الناس :
يتفرق الناس يوم القيامة لفريقين المؤمنين والكفار وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "ويوم تقوم الساعة يومئذ يتفرقون فأما الذين أمنوا وعملوا الصالحات فهم فى روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاىء الأخرة فأولئك فى العذاب محضرون "وينقسم المؤمنون لفريقين هم أصحاب الميمنة وهم القاعدون عن الجهاد والسابقون المقربون وهم المجاهدون وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون ".
إلغاء الأنساب :
يلغى الله يوم القيامة الأنساب وهى سلاسل النسب فلا يخاطب الإنسان باسمه وأسماء الآباء وإنما يعطيه كتابه فى يده أيا كانت بدلا من الخطاب بالاسم وفى هذا قال تعالى بسورة النور "فإذا نفخ فى الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ".
فى النار وما يتبعها:
-جمع الكفار حول النار :يجمع الله الكفار وشياطينهم وهم شهواتهم وهم القرناء فيوقفهم خارج جهنم جثيا وبعد هذا ينزع أى يخرج من كل شيعة أى قوم أيهم أشد على الرحمن عتيا والمراد رئيسهم حتى يقدمهم للنار وفى هذا قال تعالى بسورة مريم "فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ".
-السؤال عن المكوث فى الدنيا : يتخافت أى يتكلم الكفار فيما بينهم فيتساءلون كم لبثنا فى الدنيا فيقول بعضهم لقد لبثتم عشرا أى ساعة بينما أفضلهم قولا يقول لقد لبثتم يوما واحدا وهم يقسمون على هذا وفى هذا قال تعالى بسورة طه "يوم ينفخ فى الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم إن لبثتم إلا عشرا نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم طريقة إن لبثتم إلا يوما "وقال بسورة الروم "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة ".
-عرض النار على الكفار : يعرض الله جهنم للكفار يوم القيامة فى شاشات عرض حتى يعرفوا ما سيلاقونه من الألم وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا".
-الدعوة للسجود :بعد أن يكشف عن ساق أى بعد أن يعلم كل مخلوق جزاء عمله بتسلم الكتاب يدعو الله الكفار للسجود لله فلا يقدرون على السجود لله وفى هذا قال تعالى بسورة القلم "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ".
-الحلف الكاذب :فى يوم القيامة يقسم الكفار لله على أنهم على دينه وهو الحق كما يحلفون للمسلمين فى الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة المجادلة "يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ".
-السوق للنار :
تسوق الملائكة الذين كفروا من أرض الساهرة للنار فى شكل زمر أى جماعات أى أفواج حتى إذا وصلوا لأبوابها انفتحت وقال لهم خزنة النار وهم الملائكة :ألم يجيئكم رسل منكم يقرئون عليكم أحكام إلهكم ويعرفونكم جزاء يومكم هذا ؟فيقول الكفار بلى ويقال لهم ادخلوا بلاد جهنم خالدين فيها فبئس مقام الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى "و "وقيل ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين ".
-أبواب جهنم :جعل الله للنار سبعة أبواب مفتحة لكل باب منهم جزء مقسوم أى عدد معلوم من الكفار يدخلون منها وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ".
-هل من مزيد؟ بعد أن يدخل الكفار النار يقول الله لها :هل شبعت أى امتلأت فتقول هل من مزيد ؟وفى هذا قال تعالى بسورة ق"يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ".
-القرين :فى النار يقول القرين لله عندما يتهمه صاحبه بإضلاله :ربنا ما أضللته ولكنه كان فى ضلال مستمر فيقول الله لهم لا تتنازعوا لدى وقد قدمت لكم بالوعيد ما يغير القول عندى وما أنا بمنقص حق العباد وفى هذا قال تعالى بسورة ق"قال قرينه ربنا ما أطغيته ولكن كان فى ضلال بعيد قال لا تختصموا لدى وقد قدمت إليكم بالوعيد ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد "وفى الجنة يتساءل المسلم :لقد كان لى صاحب يقول :هل أنت مصدق أننا إذا توفينا وكنا فتاتا وعظاما هل إننا مبعوثون فيقول الله للمسلمين هل تريدون مشاهدة الصاحب فيصعدهم الله على الأعراف فيرى القرين فى أرض النار فيقول المسلم تالله إن كدت لتدخلنى النار ولولا رحمة إلهى لكنت من المعذبين وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "قال قائل منهم إنى كان لى قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرءاه فى سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين "
-الطعام :طعام الكفار فى النار واحد يسمى بثلاثة أسماء هى الضريع والزقوم والغسلين وهو ذا غصة أى ألم وهو لا يسمن ولا يغنى من جوع وفى هذا قال تعالى بسورة الغاشية "ليس لهم طعام إلا من ضريع لا يسمن ولا يغنى من جوع "وقال بسورة الحاقة "ولا طعام إلا من غسلين "وقال بسورة الدخان "إن شجرة الزقوم طعام الأثيم "وقال بسورة المزمل "وطعاما ذا غصة "وهو شجرة تنبت فى أصل وهو أرض الجحيم وطلعها وهو ثمرها يشبه رءوس الشياطين وهى شعور الكفار وهم يملئون منها البطون وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين إنها شجرة تخرج فى أصل الجحيم طلعها كأنه رءوس الشياطين فإنهم لأكلون منها فمالئون منها البطون " .
-الشراب :يشرب الكفار فى النار من عين آنية الحميم وهو الغساق وهو ماء كريه وهو يشربونه بعد الأكل من الزقوم شرب العطاش وهو يشوى وجوههم ويقطع أمعاءهم وفى هذا قال تعالى بسورة الغاشية"تسقى من عين آنية "وقال بسورة النبأ "لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلا حميما وغساقا "وقال بسورة الواقعة "لآكلون من شجر من زقوم فمالؤن منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم "وقال بسورة الكهف "وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوى الوجوه "وقال بسورة محمد "وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم ".
-القيود :جهز الله للكفار سلاسل أى أغلال أى حبال من مسد أى من حديد مربوطة فى أعناقهم وهى مربوطة من الطرف الأخر فى أعمدة ممتدة وطول كل سلسلة 70 ذراعا وكل واحد منهم فى صفد أى قيد وهى تقمعهم أى تمنعهم من الخروج من النار وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان "إنا أعتدنا للكافرين سلاسلا وأغلالا "وقال بسورة المسد "فى جيدها حبل من مسد "وقال بسورة غافر "إذا الأغلال فى أعناقهم "وقال بسورة الهمزة "إنها عليهم مؤصدة فى عمد ممددة "وقال بسورة الحاقة "خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم فى سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه"وقال بسورة إبراهيم"وترى المجرمين يومئذ مقرنين فى الأصفاد"وقال بسورة الحج "ولهم مقامع من حديد كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ".
-الثياب:يلبس الكفار ثياب مفصلة من النار وهى سرابيل من القطران وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار "وقال بسورة إبراهيم "سرابيلهم من قطران"
-الظل :الظل فى النار من يحموم أى من مصدر شديد الحرارة ومن ثم فهو ليس ببارد ولا كريم وهو له ثلاث اتجاهات لا يمنع عن الكفار اللهب وهو الحرارة المتأججة التى ترميهم بشرر أى قطع من اللهب يشبه الجمالات الصفر وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة"وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال فى سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم "وقال بسورة المرسلات "انطلقوا إلى ظل ذى ثلاث شعب لا ظليل ولا يغنى من اللهب إنها ترمى بشرر كالقصر كأنه جمالات صفر ".
-الصب على الرءوس :إن الكفار يصب فوق رءوسهم الحميم والمراد يرش فوق أدمغتهم الماء الحارق حتى يحرق جلودهم وما يدخل منه فى الفم يحرق بطونهم وهو الغواش وفى هذا قال تعالى بسورة الحج "يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما فى بطونهم والجلود "وقال بسورة الأعراف "ومن فوقهم غواش ".
-المكاوى :المكاوى تكون هى الذهب والفضة التى كنزوها فى الدنيا فيوقد عليها حتى تتمدد وتسخن فيكويهم الله بها فى جباههم وجنوبهم وظهورهم ويقال لهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تجمعون وفى هذا قال تعالى بسورة التوبة "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها فى سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم يوم يحمى عليها فى نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ".
-حرق الجلد :إن الله يحرق جلود الكفار بالنار وكلما نضجت أى انتهى الإحساس بالألم منها بدلهم بجلود جديدة ليحرقها مرة أخرى وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ".
-السحب :تقوم الملائكة بسحب الكفار فى النار على وجوههم جرا شديدا ويقولون لهم اعرفوا ألم النار وفى هذا قال تعالى بسورة القمر "يوم يسحبون فى النار على وجوههم ذوقوا مس سقر ".
- الإمساك :يمسك الكفار فى النار من النواصى وهى الأدمغة وما عليها ومن الأقدام وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصى والأقدام"
-المهاد :إن أرض النار بها عذاب من تحت أرجلهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "لهم من جهنم مهاد "وقال بسورة العنكبوت "يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ".
-أفعال النار :عندما يلقى أى يدخل الكفار النار يسمعون لها شهيقا وهى تتحرك تكاد تتقطع من الغضب عليهم فيسألهم خزنتها ألم يجئكم رسول منكم وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "وللذين كفروا بربهم عذاب جهنم وبئس المصير إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهى تفور تكاد تميز من الغيظ كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير "وللكفار فيها زفير كما لهم شهيق وفى هذا قال تعالى بسورة هود "فأما الذين شقوا ففى النار لهم فيها زفير وشهيق ".
-سيماه الكفار :للكفار فى النار سيماه أى علامات يعرفون بها وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "يعرف المجرمون بسيماهم "وهى الوجود الذليلة المرهقة الخاشعة الأبصار
-الفرار من الأقارب يهرب الكافر من أخيه وأمه وأبيه وزوجته وأولاده وهو يريد أن يفتدى من عذاب النار بكل أقاربه وكل من فى الأرض حتى ينجو منها وفى هذا قال تعالى بسورة عبس "يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه "وقال بسورة المعارج "يبصرونهم يود المجرم لو يفتدى من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته وأخيه وفصيلته التى تؤيه ومن فى الأرض جميعا ثم ينجيه ".
-عداوة الكفار :يعادى الأخلاء وهم الأحباء فى الدنيا بعضهم يوم القيامة إلا المسلمين وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين "ويقول الواحد منهم :يا عذابى ليتنى لم أتخذ صاحبا خليلا لقد أبعدنى عن الحق لما أتانى وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءنى ".
-ما يقول الكافر بعد دخول النار :يقول الكافر كما بسورة الفجر "يا ليتنى قدمت لحياتى"وعندما يقفون على النار يقولون كما بسورة الأنعام "ولو ترى إذ وقفوا على النار فقالوا يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين "وهم يقولون فى المكان الضيق فيها يا ثبوراه وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان "وإذا ألقوا منها مكانا ضيقا مقرنين دعوا هنالك ثبورا "
-خزنة النار :هم الملائكة وعددهم تسعة عشر ملاكا وهم غلاظ شداد لا يخالفون أمر الله ويفعلون ما يقال لهم وفى هذا قال تعالى بسورة المدثر "عليها تسعة عشر وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة " وقال بسورة التحريم "عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون "وينادى الكفار كبيرهم مالكا فى النار فيقولون ليحكم فينا إلهك فيقول لهم إنكم باقون فى النار وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "ونادوا يا ملك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون ".
شهادة الأعضاء :عندما يدخل الكفار النار يشهد عليهم بما فعلوا السمع و الأبصار والجلود بما كانوا يعملون فيقولون لجلودهم لم أقررتم علينا فيقولون أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء وهو أنشأكم أسبق مرة وإليه تعودون وفى هذا قال تعالى بسورة فصلت "حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله الذى أنطق كل شىء وهو خلقكم أول مرة وإليه ترجعون "وتشهد أى تقر عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون وفى هذا قال تعالى بسورة النور "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ".
-حوار الكفرة والملائكة :إذا دخل الكفار النار قالت لهم الملائكة :ألم يجئكم مبلغ فيقولون بلى قد جاءنا مبلغ فكفرنا وقلنا ما أوحى الله من حكم إن أنتم إلا فى جنون كبير وقال الكفار لو كنا نسمع أى نعقل ما كنا من أهل النار وفى هذا قال تعالى بسورة الملك "كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شىء إن أنتم إلا فى ضلال كبير وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا فى أصحاب السعير "وخاطبوا مالكا فقالوا له ليقض فينا ربك أى ليغير ربك حكمه فينا فقال إنكم باقون فى النار وفى هذا قال تعالى بسورة الزخرف "ونادوا يا ملك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون "وقال الكفار للخزنة اطلبوا من ربكم يرفع عنا يوما من الألم قالوا أو لم تكن تجيئكم رسلكم بالآيات قالوا بلى قالوا فاطلبوا أنتم وما طلب الكفار إلا فى ضياع وفى هذا قال تعالى بسورة غافر "وقال الذين فى النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب قالوا أو لم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا فى ضلال "وقال لهم الخزنة ألم يجئكم رسل منكم يبلغون لكم أحكام الله ويبلغونكم جزاء يومكم هذا قالوا بلى وفى هذا قال بسورة الزمر "وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى "ويقول الكفار للملائكة السلام عليكم ما كنا نفعل من كفر فتقول الملائكة لهم مستهزئين بلى إن الله خبير بماكنتم تفعلون فادخلوا النار باقين فيها فلبئس مقام الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة النحل "فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين ".
-حوار الكفار مع الله:يقول الله للكفار عن طريق الملائكة أين شركاؤكم أى آلهتكم المزعومة فقالوا له والله ربنا ما كنا كافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للذين أشركوا أين شركاؤكم الذين كنتم تزعمون ثم لم تكن فتنتكم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين "ويقول لهم الله :يا معشر الجن قد توليتم من الإنس وقال أنصارهم من الإنس إلهنا تمتع بعضنا ببعض ووصلنا موعدنا الذى حددت لنا قال النار مقامكم باقين فيها إلا من أحب الله وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام "ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذى أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله"وقال :يا معشر الجن والإنس ألم يجئكم أنبياء منكم يبلغون لكم أحكامى ويبلغونكم جزاء يومكم هذا قالوا أقررنا على أنفسنا أننا كافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأنعام " يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتى وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا"ويقول الله لهم لقد أتيتمونا كما أنشأناكم أسبق مرة لقد زعمتم أن لن نجعل لكم بعثا وفى هذا قال تعالى بسورة الكهف "وعرضوا على ربك صفا لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا"وقال الكافر إلهى لم جمعتنى كافرا وقد كنت مسلما قال هكذا جاءتك أحكامنا فعصيتها وكذلك اليوم تترك رحمتك وفى هذا قال تعالى بسورة طه "قال رب لم حشرتنى أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "ويقال له :لقد كنت فى سهوة عن هذا فكشفنا عنك حجابك فعقلك اليوم سليم وفى هذا قال بسورة ق"لقد كنت فى غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد "وقال لهم ألم تكن أحكامى تبلغ لكم فكنتم بها تكفرون قالوا إلهنا انتصرت علينا شهوتنا وكنا قوما كافرين إلهنا اخرجنا من النار فإن رجعنا فإنا كافرون قال ابقوا فيها ولا تحدثون إنه كان جمع من خلقى يقولون إلهنا صدقنا فاغفر لنا أى ارحمنا وأنت أفضل الراحمين فجعلتموها أضحوكة حتى أتركوكم طاعتى وكنتم بهم تستهزئون إنى أعطيتهم اليوم بما أطاعوا إنهم هم الفائزون وفى هذا قال بسورة المؤمنون "ألم تكن آياتى تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون قال اخسؤا فيها ولا تكلمون إنه كان فريق من عبادى يقولون ربنا أمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم وكنتم منهم تضحكون إنى جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون "وقال لهم هل كفرتم بأحكامى ولم تحيطوا بها معرفة أم ماذا كنتم تفعلون وفى هذا قال بسورة النمل "حتى إذا جاءوا وقال أكذبتم بآياتى ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون " ويقول لهم أين مقاسمى المزعومين فيقولون إلهنا هؤلاء الذين أضللنا أضللناهم كما ضللنا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يطيعون وفى هذا قال تعالى بسورة القصص "ويوم يناديهم فيقول أين شركاءى الذين كنتم تزعمون قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون "ويسألهم ماذا أجبتم المرسلين وفى هذا قال "ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين"وهم يقولون له إلهنا رأينا وعرفنا فأعدنا نعمل حسنا إنا مؤمنون وفى هذا قال بسورة السجدة "ولو ترى المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إنا موقنون"فيقال لهم فذوقوا بما تركتم العمل لجزاء يومكم هذا إنا تركنا رحمتكم وذوقوا عذاب البقاء بما كنتم تصنعون وفى هذا قال "فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم وذوقوا عذاب الخلد بما كنتم تعملون "وهم يقولون له كما بسورة الأحزاب "يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا"وهم ينادون فى النار "ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذى كنا نعمل "فيرد الله عليهم "أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير "كما بسورة فاطر ويقول الله لهم كما بسورة فاطر "هذه النار التى كنتم بها تكذبون أفسحر هذا أم أنتم لا تبصرون اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواء عليكم إنما تجزون ما كنتم تعملون "وهو يسألهم أليست النار بالصدق قالوا بلى وربنا فقال لهم فاعرفوا الألم بما كنتم تكذبون وفى هذا قال تعالى بسورة الأحقاف "ويوم يعرض الذين كفروا على النار أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ".
-الحوار بين الكفار :إن كل أمة تدخل النار تلعن سابقتها أى تطلب غضب الله لها حتى إذا اجتمعوا كلهم فى النار قالت الأمة الأخيرة للأولى ربنا هؤلاء أبعدونا عن الحق فأعطهم عذاب زائدا من النار فقال لهم لكل زيادة ولكن تجهلون وقالت الأولى للأخيرة ما كان لكم علينا من فضل فاعرفوا الألم بما كنتم تعملون وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "قال ادخلوا فى أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس فى النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا ادراكوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فأتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون وقالت أولاهم لأخراهم فما كان لكم علينا من فضل فذوقوا العذاب بما كنتم تكسبون "ويقول الضعاف للكبار :لولا أنتم لكنا مسلمين فقال الكبار لهم هل رددناكم عن الحق بعد أن أتاكم ؟لقد كنتم كافرين وقال الضعاف لهم بل خداع الليل والنهار حين تقولون لنا أن نكذب بالله ونطيع معه شركاء وفى هذا قال بسورة سبأ "يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين قال الذين استكبروا للذين استضعفوا أنحن صددناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم بل كنتم مجرمين وقال الذين استضعفوا للذين استكبروا بل مكر الليل والنهار إذ تأمروننا أن نكفر بالله ونجعل له أندادا " ويقال لهم هذا فوج داخل لا أهلا بهم إنهم داخلوا النار فقال الكفار المتأخرين لهم بل أنتم لا أهلا بكم أنتم قدمتموهم لنا فبئس المقام فقالوا جميعا إلهنا من قدم لنا الضلال فزده عقابا مستمرا فى النار وفى هذا قال بسورة ص"هذا فوج مقتحم معكم لا مرحبا بهم إنهم صالوا النار قالوا بل أنتم لا مرحبا بكم أنتم قدمتموه لنا فبئس القرار قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا فى النار "وقال الضعاف للكبار :إنا كنا أتباع لكن فهل أنتم متحملون بدلا منا بعضا من العذاب فقال الكبار لهم إنا كل فيها إن الله قد قضى بين الخلق وفى هذا قال بسورة غافر "وإذ يتحاجون فى النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيبا من النار قال الذين استكبروا إنا كل فيها إن الله قد حكم بين العباد "وقال الكبار لهم لو هدانا الله لعرفناكم سيان عندنا أجزعنا أم أصبرنا ما لنا من مهرب وفى هذا قال بسورة إبراهيم "قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص ".
-أسماء النار :ومنها : الجحيم كما بقوله بسورة النازعات "وبرزت الجحيم لمن يرى "وهى الحطمة كما بقوله بسورة الحطمة "وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة "وهى لظى كما بسورة المعارج "كلا إنها لظى "وهى الصعود كما بقوله بسورة المدثر "سأرهقه صعودا "وهى سقر كما بقوله "سأصليه سقر "وهى جهنم كما بسورة الرحمن "هذه جهنم "وعذاب السموم كما بسورة الطور "ووقانا عذاب السموم ".
- الشيطان والكفار:لما حكم الله بين الناس قال الشيطان وهو القرين :إن الله أخبركم خبر الصدق وأخبرتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن وسوست لكم فأطعتمونى فلا تعاتبونى وعاتبوا أنفسكم ما أنا بمنقذكم وما أنتم بمنقذى إنى كذبت بما كفرتم من قبل بى وفى هذا قال تعالى بسورة إبراهيم "وقال الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما أشركتمون من قبل "
-المنافقون :يكون المنافقون فى النار فى الدرك الأسفل وهو الدرجة العظمى من العذاب لقوله تعالى بسورة النساء"إن المنافقين فى الدرك الأسفل من النار ".
الجنة وما فيها وما حولها :
-السوق للجنة :تسوق الملائكة المسلمين من الساهرة حتى يصلوا لأبواب الجنة فتفتح لهم وتقول لهم خزنتها :سلام عليكم طبتم فاسكنوها مستمرين وقال المسلمون الحمد لله الذى صدقنا قوله وأعطانا الأرض ننزل من الجنة حيث نريد فنعم ثواب الفاعلين وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين وقالوا الحمد لله الذى صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ".
-العيون :فى كل جنة من الجنات عينان تجريان أى تنضحان مصداق لقوله بسورة الرحمن"فيهما عينان تجريان "و"فيهما عينان نضاحتان"ومن بين العيون عين مزاجها كافور مصداق لقوله بسورة الإنسان "إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا عينا يشرب بها "وعين سلسبيلا مزاجها وهو طعمها زنجبيل وفى هذا قال تعالى "ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا عينا فيها تسمى سلسبيلا"وعين تسنيم هى عين الرحيق المختوم لقوله بسورة المطففين "يسقون من رحيق مختوم ختامه مسك وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ومزاجه من تسنيم عينا يشرب بها المقربون "وعين ماء لقوله بسورة الواقعة "وماء مسكوب "وهذه العيون الأربع هى أنهار الماء واللبن والخمر والعسل المذكورة بقوله بسورة محمد "مثل الجنة التى وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى "وهى تجرى من تحت أرض الجنة مصداق لقوله بسورة البقرة "أن لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ".
-السرر :وهى الأرائك أى الفرش وهى مرفوعة عن الأرض وهى مصفوفة أى موضونة وهم يرقدون عليها متقابلين هم وأزواجهم وتظلهم ظلال جميلة وهذه الفرش بطائنها وهى حشوها من إستبرق ورفرف أخضر وعبقرى حسان وهم لا يحسون فيها بشمس أى حرارة أو بزمهرير وهو البرد وفى هذا قال تعالى بسورة الغاشية "فيها سرر مرفوعة "وبسورة الواقعة "وفرش مرفوعة "وقال بسورة الطور "متكئين على سرر مصفوفة "وقال بسورة الواقعة "على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين "وبسورة يس"هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون "وقال بسورة الرحمن "متكئين على فرش بطائنها من استبرق "و"متكئين على رفرف خضر وعبقرى حسان "وقال بسورة الإنسان "متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ".
-الأكواب والكوؤس والأباريق والآنية :أدوات الشرب موضوعة أمامهم مصداق لقوله بسورة الغاشية "وأكواب موضوعة "وهى كئوس دهاق أى مليئة لقوله بسورة النبأ "وكأسا دهاقا "والكأس بها شراب طعمه كافورا أو زنجبيلا وفى هذا قال بسورة الإنسان "يشربون من كأس كان مزاجها كافورا "و"ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا "والآنية والأكواب مصنوعة من الفضة الشفافة أى القوارير وفى هذا قال "ويطاف عليهم بأنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة "ومن الذهب لقوله بسورة الزخرف "يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب "ويطوف الولدان بالأكواب والأباريق والكئوس على المسلمين وفى هذا قال بسورة الواقعة "يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين "وهذه الكئوس ما فيها لا يجعل المسلم يلغو أى يأثم أى يسكر لقوله بسورة الطور "يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ".
-النمارق :وهو الوسائد التى توضع على الأرائك وهى مصفوفة منظمة وفى هذا قال بسورة الغاشية "ونمارق مصفوفة ".
-الزرابى :وهى البسط والسجاجيد وهى منتشرة فى أرض الجنات لقوله بسورة الغاشية "وزرابى مبثوثة ".
-الأساور وهى الحلى وهى تكون من الفضة أو الذهب أو اللؤلؤ لقوله بسورة فاطر "يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا "وقال بسورة الإنسان "وحلوا أساور من فضة".
-الثياب :تكون ثياب المسلمين من الحرير وهو السندس الأخضر والإستبرق وهو الحرير اللامع مصداق لقوله بسورة الحج"ولباسهم فيها حرير"وقال بسورة الإنسان "عليهم ثياب سندس خضر واستبرق ".
-الولدان وهم الخدم وهم يطوفون عليهم لإجابة طلباتهم بالأكواب والأباريق والكئوس وهم يشبهون اللؤلؤ المنثور أو المكنون فى حسنهم ونظافتهم وفى هذا قال تعالى بسورة الواقعة "يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين "وقال بسورة الإنسان "ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا "وقال بسورة الطور "ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون ".
-الظلال:وهى الأشجار ذوات الأفنان التى تجعل ظلالها دانية وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان "ودانية عليهم ظلالها "وبسورة الرحمن "ذواتا أفنان ".
-الفواكه :فى الجنة من كل نوع فاكهة زوجان لقوله بسورة الرحمن "فيهما من كل فاكهة زوجان "وهم يختارونها مما يشتهون لقوله بسورة الواقعة "وفاكهة مما يتخيرون "و"وفواكه مما يشتهون "وقطوف الفاكهة دانية أى قريبة معطاة لهم لقوله بسورة الحاقة "قطوفها دانية "وهم يأكلونها لقوله بسورة الزخرف "لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون "ومنها السدر المخضود والطلح المنضود لقوله بسورة الواقعة "فى سدر مخضود وطلح منضود "وبلح النخل والرمان لقوله بسورة الرحمن "فيهما فاكهة ونخل ورمان "وهى فاكهة متشابهة الطعم والمنظر حتى أن المسلمين يقولون عنها هذا الذى رزقنا من قبل وفى هذا قال تعالى بسورة البقرة "كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ".
-اللحم :يأكل المسلمون لحم الطير الذى يريدون لقوله بسورة الواقعة "ولحم طير مما يشتهون ".
-الحور العين والزوجات:وهى كواعب أتراب أى أبكار عرب والمراد عذروات جميلات متساويات يشبهون اللؤلؤ المكنون وهن موجودات فى الخيام لم يجامعهن إنسان قبلهم ولا جان وهم يشبهون الياقوت والمرجان والبيض المكنون وهم يتزوجون منهم وفى هذا قال تعالى بسورة النبأ "وكواعب أترابا "وبسورة الواقعة "إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا "و"وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون "وقال بسورة الرحمن "حور مقصورات فى الخيام فبأى آلاء ربكما تكذبان لم يطمثهن إنس من قبل ولا جان "و"كأنهن الياقوت والمرجان "وقال بسورة الصافات "وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهم بيض مكنون "وقال بسورة الطور "وزوجناهم بحور عين "ومع الحور العين الزوجات لقوله بسورة يس "هم وأزواجهم فى ظلال على الأرائك متكئون "
-الصحاف وهى أطباق الطعام وهى من ذهب هى والأكواب لقوله بسورة الزخرف "يطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب ".
-من حديث الجنة:
لا يسمع المسلمون فى الجنة لاغية أى أى كلمة باطل مصداق لقوله بسورة الغاشية "فى جنة عالية لا يسمعون فيها لاغية وهم ينظرون لما فيها لقوله بسورة المطففين "على الأرائك ينظرون "ومن يراهم يشاهد نضرة النعيم أى فرحة المتاع فى نفوسهم لقوله بسورة المطففين "تعرف فى وجوههم نضرة النعيم "ورزق الجنة لا ينفد أى لا ينتهى لقوله بسورة ص"إن هذا لرزقنا ما له من نفاد "وهم يأتيهم فى النهار وهو البكرة وفى العشى وهو الليل لقوله بسورة مريم "ولهم فيها بكرة وعشيا "والله ينزع الغل وهو الكراهية من نفوس المسلمين تجاه بعضهم التى كانت فى الدنيا وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "ونزعنا ما فى صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين " وهم لا يصيبهم فى الجنة نصب أى تعب ومن يدخلها لا يخرج منها أبدا لقوله بسورة الحجر "لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "والمسلمون يتقابلون مع بعضهم فيقولون إنا كنا فى الدنيا خائفين فتفضل الله علينا ومنع عنا النار إنا كنا نطيعه من قبل إنه المحسن النافع وفى هذا قال تعالى بسورة الطور "وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل فى أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم "و تساءلوا فقال أحدهم :إنى كان لى صاحب مضل يقول هل أنت مصدق أننا إذا توفينا وأصبحنا ترابا وعظاما إنا مبعوثون فيقال لهم هل أنتم مطلعون فيطلعون على النار فيرى كل واحد قرينه فى أرض الجحيم فيقول له تالله لقد كدت لتردين فى النار ولولا رحمة إلهى لكنت من المعذبين وفى هذا قال تعالى بسورة الصافات "فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قال قائل منهم إنى كان لى قرين يقول أإنك لمن المصدقين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمدينون قال هل أنتم مطلعون فاطلع فرءاه فى سواء الجحيم قال تالله إن كدت لتردين ولولا نعمة ربى لكنت من المحضرين "يقولون كما بسورة فاطر "الحمد لله الذى أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور الذى أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب "ويقولون كما بسورة الأعراف "الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا أن هدانا الله لقد جاءت رسل ربنا بالحق "
-مساحة الجنة مساحة الجنة هى عرض أى مساحة السموات والأرض لقوله بسورة آل عمران "وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ".
-الحوار مع المنافقين والكفار :إن المسلمين يتساءلون عن الكفار فيسألونهم ما أدخلكم النار فيقولون لم نك من المطعين ولم نك نعطى المحتاج وكنا نكذب مع المكذبين وكنا نكفر بيوم الجزاء حتى جاءنا الموت وفى هذا قال تعالى بسورة المدثر "إلا أصحاب اليمين فى جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم فى سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين "ويقول المنافقون والمنافقات للمؤمنين :انتظرونا نأخذ من أعمالكم فيقال لهم عودوا فخذوا عملا صالحا ثم يفصل بينهم بسياج له باب من جهة المسلمين الرحمة ومن جهة المنافقين العذاب وهم ينادون المؤمنين ألم نكن ناصريكم قالوا بلى وهو استهزاء ولكنكم أضررتم أنفسكم وتربصتم وشككتم وخدعتكم الأقوال حتى حدث أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا تقبل منكم فدية ولا من الذين كذبوا مثواكم جهنم هى ناصرتكم وقبح المقام وفى هذا قال تعالى بسورة الحديد "يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين أمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وغرتكم الأمانى حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لايؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هى مولاكم وبئس المصير"ويوم القيامة يقسم الكفار :والله ما لبثنا غير ساعة فيرد المسلمون لقد لبثتم فى كتاب الله حتى يوم القيامة فهذا يوم القيامة ولكنكم كنتم لا تعلمون وفى هذا قال تعالى بسورة الروم "ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم فى كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون"ويوم القيامة ينادى الكفار من النار على المسلمين فى الجنة :أن أرسلوا لنا من الماء عندكم أو مما رزقكم الله فيقول المسلمون إن الله حرمهما على الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين "وقال المسلمون لهم إنا قد لقينا ما قال ربنا صدقا فهل لقيتم ما قال لكم ربكم صدقا قالوا نعم فنادى منادى بينهم أن غضب الله على الكافرين وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ".
-الخلود :
هو البقاء دون موت والكفار والمسلمون خالدون فى النار والجنة مصداق لقوله تعالى بسورة البينة "إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين فى نار جهنم خالدين فيها "و "إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا " والدليل أنهم لا يذوقون سوى موتة النفخة وفى هذا قال تعالى بسورة الدخان "لا يذوقون فيها إلا الموتة الأولى "
-عيسى والله :
فى يوم القيامة يقول الله لعيسى (ص):هل أنت قلت للناس اعبدونى ووالدتى ربين من سوى الله فقال عيسى ("ص)طاعتك ما يحق لى أن أزعم الذى ليس لى بحق إن كنت قلته فقد عرفته تعرف الذى فى نفسى ولا أعرف الذى فى نفسك إنك أنت عارف الأسرار ما قلت لهم إلا الذى قلت لى أن أطيعوا الله إلهى وإلهكم وكنت عليهم شهيدا ما عشت معهم فلما أمتنى كنت أنت الشهيد عليهم وأنت على كل أمر شهيد إن تعاقبهم فهم خلقك وإن ترحمهم فإنك أنت العزيز القاضى فقال الله هذا يوم يفيد الصادقين صدقهم لهم حدائق تسير من أسفلها الأنهار باقين فيها دوما قبل الله منه وقبلوا منه ذلك النصر العظيم وفى هذا قال تعالى بسورة المائدة "وإذ قال الله يا عيسى أأنت قلت للناس اتخذونى وأمى إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لى أن أقول ما ليس لى بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما فى نفسى ولا أعلم ما فى نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ".
الأعراف :
هى السور الذى بين الجنة والنار ويقف على السور بعض المسلمين خاطبوا من فى الجنة فقالوا :سلام عليكم أى الخير لكم ولم يدخل أصحاب الأعراف الجنة وهم يتمنون وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون "وإذا نظروا تجاه النار قالوا إلهنا لا تدخلنا مع القوم الكافرين وفى هذا قال "وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين "وخاطبوا فى النار رجالا يعرفونهم من علاماتهم فقالوا لهم :ما أفادكم جمعكم وما كنتم تكفرون فيقول الله لأصحاب الأعراف أهؤلاء الذين حلفتم لا يدخلهم الله الجنة اسكنوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وهذا يعنى أن سبب وقوفهم على الأعراف هو حلفهم فى الدنيا أن بعض الناس لا يدخلون الجنة وفى هذا قال تعالى "ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم الله برحمة ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ".
-أسماء الجنة : منها :المفاز لقوله بسورة النبأ"إن للمتقين مفازا "والنعيم لقوله بسورة الغاشية "إن الأبرار لفى نعيم "جنات عدن لقوله بسورة البينة "جزاؤهم عند ربهم جنات عدن "الجنة لقوله بسورة الغاشية "فى جنة عالية "والمقام الأمين لقوله بسورة الدخان "إن المتقين فى مقام أمين "ودار المقامة لقوله بسورة فاطر "الذى أحلنا دار المقامة " والغرفة لقوله بسورة الفرقان "أولئك يجزون الغرفة بما صبروا "ودار السلام لقوله بسورة الأنعام "لهم دار السلام عند ربهم "والحسنى لقوله بسورة النساء "وكلا وعد الله الحسنى".
-درجات الجنة :الجنة درجتان الأولى للمقربين وهم المجاهدين والثانية للقاعدين من المسلمين وهم أصحاب اليمين وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى "وقال بسورة الواقعة "فأما من كان من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين ".
-عدد جنات المسلم :لكل مسلم مقرب سابق جنتان ولكل مسلم من أهل اليمين جنتان دونها أى أقل منهما وفى هذا قال تعالى بسورة الرحمن "ولمن خاف مقام ربه جنتان "وقال "ومن دونهما جنتان ".
دخول الجنة بغير حساب :
إن الله يدخل المسلمين الجنة ويرزقهم فيها بغير حساب أى دون عقاب يمسهم وفى هذا قال تعالى بسورة النور "ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب "وقال بسورة الزمر "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب "وقال بسورة البقرة "والذين اتقوا فوقهم يوم القيامة والله يرزق من يشاء بغير حساب "وقد فهم البعض خطأ قوله "بغير حساب "فهما خاطئا بمعنى دون تقدير وهو ما يخالف أن لكل شىء تقدير مصداق لقوله تعالى بسورة الحجر "وإن من شىء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم "وفهم بعضا أخر فهما خاطئا أخر وهو أن الصابرون جزء من المسلمين وهم الذين لا يعاقبون فقط وأما باقى المسلمين فيعاقبون فى النار وهو ما يخالف قوله تعالى بسورة الزمر "لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون "فأى مسلم لا يمسه سوء أى أذى أى عقاب فى الأخرة وبدليل قوله بسورة النمل "وهم من فزع يومئذ آمنون "فأمن كل مسلم يعنى أنه لا يصيبه أى عقاب فى يوم القيامة
أصحاب الجنة:
هم المسلمون أى الذين أمنوا وعملوا الصالحات مصداق لقوله بسورة البقرة "والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة "وهم المطيعين لله ورسوله (ص)مصداق لقوله تعالى بسورة النساء"ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات "وهم الصادقين لقوله بسورة المائدة "قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات "وهم الذين أحسنوا مصداق لقوله تعالى بسورة يونس "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة " وهم المتقين مصداق لقوله بسورة الشعراء "وأزلفت الجنة للمتقين "وهم المسلمون مصداق لقوله بسورة الزخرف "الذين أمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ادخلوا الجنة "وهم أهل الإستقامة مصداق لقوله بسورة الأحقاف "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة "وهم الخائفين مقام الله الناهين النفس عن الهوى مصداق لقوله بسورة النازعات "وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى "
المسلمون لا يدخلون النار أبدا :
الأدلة هى :
-أنهم مبعدون عن النار وهذا يعنى كونهم فى الجنة حيث اشتهت أنفسهم وفى هذا قال تعالى بسورة الأنبياء "إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون "
-أن الفزع الأكبر وهو النار لا يحزنهم أى لا يخيفهم لأنهم لا يذوقونه وفى هذا قال بسورة الأنبياء "لا يحزنهم الفزع الأكبر "
-أن المسلمون لا يمسهم أى يصيبهم نصب أى تعب ولا يخرجون من الجنة أبدا وفى هذا قال تعالى بسورة الحجر "لا يمسهم فيها نصب وما هم منها بمخرجين "
-أن المسلمون لا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أى لا يصيبهم حزن ولا هوان وهذا يعنى أنهم لا يدخلون النار أبدا وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوهم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة "
-أن المسلمين لا خوف أى لا عقاب عليهم والمراد لا يحزنون أى لا يخافون من العقاب وفى هذا قال تعالى بسورة يونس "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين أمنوا وكانوا يتقون "
-أن المسلمون أمنون من الفزع وهو العقاب مصداق لقوله تعالى بسورة النمل "من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ أمنون "
-أن المسلمون لا يمسهم السوء أى لا يصيبهم العقاب وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "وينجى الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون "
-قوله تعالى بسورة فصلت "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون "القول يدلنا على أن الملائكة تبشر المسلمين عند الموت بالجنة ولو كان لهم نار لقالوا لهم ولم يطلبوا منهم عدم الخوف والحزن لأنهم فى تلك الحال وهى دخول المسلمين النار لفترة سيكونون كاذبين فى قولهم لا تخافوا ولا تحزنوا
-قوله بسورة الفجر "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعى إلى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى"القول يعنى أن المسلم عند الموت لابد أن يرضيه الله وليس معقولا أن يرضيه بإدخاله النار لفترة وإنما المعقول أن يرضيه كما قال فى نهاية القول بدخول الجنة .
-قوله بسورة النساء "ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم "فالله لا يعذب من شكره وأمن به .
وحكاية دخول المسلمين النار لبعض الوقت حكاية موضوعة وضعها اليهود وغيرهم حتى تماثل قول اليهود الذى حكاه الله فى قوله بسورة البقرة "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة "وهو قول أريد به تحليل عمل الذنوب بدعوى أن الله يدخل الكل النار ثم يدخلهم بعد ذلك الجنة
والأدلة على عدم خروج من يدخل النار أبدا منها قوله تعالى بسورة البقرة "وما هم بخارجين من النار "فهنا لا أحد يخرج من النار وقوله بسورة البقرة "واتقوا النار التى وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين "فهنا النار معدة للكفار فقط

اجمالي القراءات 120731

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   زهير الجوهر     في   الخميس ٢٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[34950]

تعقيب ضروري

تحياتي أخ رضا


التعامل مع الآيات الغيبية في القرآن (مثل الموجود في هذا المقال) يختلف عن التعامل مع الآيات التي تتناول الأحكام الشرعية.  فمع الغيبيات لابد من التصريح أولا بأننا لانعرف تأويلها وأنما ندرك تفسير ظاهريا لهذه الآيات, لكننا في كل الأحوال لم نقف على حقيق معناها وما ترمز اليه. من جهة أخرى التعامل مع ايات الأحكام الشرعية يستلزم أخذها على ظاهرها. وبالتالي فنحن لانعرف حقيقة ماالمقصود بالحور العين والولدان المخلدون وووو..... كذلك نفس الشيء ينطبق على أوصاف النار ومدة البقاء فيها, والمرجح عندي أنها رموز لاشياء أخرى سوف ندركها عندها.


يقول جل تعالى:سورة الرعد - سورة 13 - آية 35

مثل الجنة التي وعد المتقون تجري من تحتها الانهار اكلها دائم وظلها تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار



هل ينظرون الا تاويله يوم ياتي تاويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا او نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا انفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون


هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب


راجع مقالي الأخير عن التأويل, وهنا تأويل القرآن معناه أدراك المعنى المقصود من الآيات الغيبية في القرآن.


ووضح القرآن بأن الله وحده هو من يعلم ذلك.


مع التقدير


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2409
اجمالي القراءات : 19,148,789
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 511
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt