ردا على مقال بذىء لجريدة الشعب

آحمد صبحي منصور Ýí 2006-08-06


بسم الله الرحمن الرحيم
هاجمتنى جريدة الشعب المصرية الاليكترونية - المعبرة عن الاخوان المسلمين - - هجوما فاق كل الحدود فى البذاءة والفحش . بعثت الرد التالى لهم فنشروا الرد ناقصا مبتورا. أننى أشكرللحوار المتمدن تفضلها بنشر ردى كاملا مع سؤال برىء يقول اذا كانوا يفعلون بنا ذلك وهم ضحايا لسلطة العسكر فماذا لو تولوا الحكم بعد العسكر؟

المزيد مثل هذا المقال :

أحمد صبحى منصور
هذا هو الرد الكامل الذى لم تنشره الشعب:-


الأخ الأستاذ مجدى حسين
لقد نشرت جريدتكم فى عددها الصادر يوم الجمعة الموافق الثامن من يولية 2005 مقالا تحت عنوان " لكل مسيلمة سجاح : كلمة عن احمد صبحى منصور " حوى المقال المذكور هجوما بذيئا على شخصى تعدى كل الحدود. لا أعتقد ان عنوانا بهذا الوضوح قد مر عليك دون أن تقرأ محتواه. بغض النظر عن ذلك فان من حقى ان تنشر لى ردى فى "الشعب "تعليقا على هذا المقال. هذا ما تمليه الأعراف الصحفية والأخلاق المهنية والشرف الانسانى والموقف السياسى الحكيم.
لا أصدق ان انسانا مثلك تعرض للظلم – مثلى – ثم ينشر مقالا بذيئا يظلم فيه الآخرين ويفترى عليهم بالاثم والعدوان لمجرد الاختلاف فى الرأى ..!
وشكرا
د. أحمد صبحى منصور


رد الدكتور أحمد صبحى منصور على مقال " لكل مسيلمة سجاح : كلمة عن احمد صبحى منصور " المنشور بجريدة الشعب فى عددها الصادر يوم الجمعة الموافق الثامن من يولية2005

أولا : ملأ الكاتب مقاله الطويل ببذاءات قد لا تعبر عن جريدة الشعب ولكنها بالتأكيد
تعبر عن مستواه الخلقى وأصله ومنبته . ومنها قوله عنى :". هذا العريان الطـ..ـز، الذى يحب التجميز، يرى أنه قادر على التنبؤ، لا نبوءة واحدة بل ثلاث نبوءات فى عينه وعين كل عدو للإسلام والمسلمين، كل نبوءة تنطح النبوءة التى قبلها، أما رسول الله فقد أصدر "جنابُه الواطى" هو ومسيلمته بشأنه فرمانا كاوبوويًّا بأنه لا ولن يعرف شيئا من أمور الغيب"- - -

بغض النظر عما هبط اليه الكاتب من بذاءات فاننى احترم حق كل انسان فى اختياره العقيدى ، لأن الاسلام فى اعتقادى هو الذى يؤكد الحق المطلق لكل انسان فى فكره وعقيدته، وهو الذى يؤكد على أن هداية البشر ليست وظيفة خاتم النبيين عليه وعليهم جميعا السلام، فهو لا يستطيع أن يهدى من أحب ، وليس عليه هداهم، بل كل انسان مسئول عن نفسه ان اهتدى فلنفسه وان أساء فعليها. ويوم القيامة سيقف كل منا أمام الواحد القهار ليواجه عاقبة اختياره. كل ما قلت من أدلة قرآنية منشور على الانترنت ومتاح للجميع، ولكل انسان الحق فى أن يقبله أو يرفضه ، وأنا مسئول عما أكتب ، وأرجو من الله تعالى ان أموت علي ما اعتقده وأن أبعث عليه وأن أكون شهيدا على ما قلت وما عانيت من أجله. كما أننى أرضى له ما ارتضاه لنفسه وأتمنى له ان يموت متمسكا بعقيدته المخالفة لعقيدتى، ثم يحكم بيننا الواحد القهار جل وعلا.

ثانيا: كى لا يكون ردى على ذلك الكاتب شخصيا فاننى احلل من خلال مقاله المنهج الذى ينتمى اليه والذى تنبت فيه ثقافة التطرف والارهاب ومن أجلها يوصف الاسلام بأبشع التهم . تحليلى لهذا المنهج سيقترن بتوضيح موقفى منه وردى عليه أملا فى تبرئة الاسلام العظيم من هذا الافك المتوارث . كما سيتناول التحليل أيضا أسلوب التعبير عن هذا المنهج الذى ينتمى اليه الكاتب .
المنهج الذى يقوم عليه دين الكاتب يقوم على ركيزتين أساسيتين هما : عدم اكتمال الاسلام بالقرآن ، وأن كلام القرآن عن المشركين محصور فقط فى عصرالنزول ومقصود به مشركو العرب فقط وقت النبى محمد عليه السلام ولا يمتد الى عصرنا أو أى عصر . هناك ملامح أخرى فرعية لهذا المنهج لا محل لذكرها لأنها لم تظهر فى هذا المقال.
الركيزتان المشار اليهما يمكن ايجازهما فى كلمة واحدة، ان هذا المنهج لا يفرق بين الاسلام كدين الاهى والمسلمين كبشر, وهى نفس النظرة العلمانية الغربية للاسلام والتى تحاسب الاسلام على جرائم المسلمين . هذه الرؤية تحقق هدفا أساسيا للمتعصبين ضد الاسلام وتعطيهم الحجة والبرهان على أنه دين التخلف والتعصب والارهاب والتزمت. وهذه الرؤية نفسها تحقق للاخوان المسلمين ودعاة الدولة الدينية هدفهم الايديولوجى ، اذ طالما فهموا أن المسلمين هم أنفسهم الاسلام وهم مرجعيته الالهية المقدسة فلا داعى لأى اصلاح دينى بالقرآن ، والخطاب القرآنى يخص مرحلة تاريخية انتهت وفق ما يعرف بأسباب النزول، وعليه فان الفريضة الغائبة هى فقط اقامة دولة الخلافة .
نتوقف مع الركيزة الأولى للمنهج:
هل اكتمل الاسلام بالقرآن ام ظل ناقصا ليكمله المسلمون فيما بعد ؟
1- الذى أومن به هو ما أكده القرآن بأن الاسلام قد اكتمل بنزول القرآن " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الاسلام دينا " ( المائدة 3 ) وقد تكفل الله تعالى بحفظ القرآن ليكون حجة على الناس جميعا الى قيام الساعة.وأنزل القرآن كتابا مبينا يشرح نفسه بنفسه ، مافرط فى شىء يستلزم الايضاح فى الاسلام ، بل نزل تبيانا لكل شىء يحتاج التبيين، وهذا ما آمنت به بعد أن قرأت القرآن قراءة علمية موضوعية وفق مصطلحاته ومفاهيمه الخاصة المخالفة لمفاهيم التراث، تلك المصطلحات القرآنية التى يشرحها القرآن بنفسه بحيث تتضح لكل من يتدبر القرآن . لذلك كان سهلا رصد تلك الفجوة –بل التناقض – بين الاسلام كما جاء فى القرآن – والمسلمين فى تراثهم وتاريخهم. ولعلاج تلك الفجوة أمر الله تعالى المسلمين بالاحتكام الى القرآن وحده والتمسك به وحده. وجاء فيه تفصيل لقصص الانبياء يؤكد بشريتهم ، وتفصيل لأصناف الصحابة حول خاتم النبيين منهم من كان من السابقين ومنهم من توسط ومنهم من نافق ومن تاب ومن لم يتب. وكل ذلك لوضع فاصل مانع بين الاسلام كدين الاهى معصوم ومبادىء وتشريعات منزهة عن الخطأ – وبين المسلمين كبشر يطيعون ويعصون.
بسبب السياسة واقامة امبراطورية عربية وقع المسلمون فى تناقض مع تشريعات القرآن ، وعولج هذا الخطأ بخطيئة أعظم هو تبرير الخطأ بمنهج دينى مزورنسبوه لله تعالى وللنبى تحت اسم السنة وجعلوها وحيا من السماء، وبدأوا كتابتها بعد موت النبى بقرنين من الزمان، وبذلك ارتكبوا عصيانا لأمر النبى نفسه بعدم كتابة أى شىء من أقاويله مع القرآن ، كما كان هذا التدوين اتهاما صريحا للنبى بأنه ما بلغ الرسالة كاملة بأن ترك جزءا منها يتم تدوينه فيما بعد كما كان تحديا وتكذيبا لقوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم .."
على أساس المنهج القرآنى الذى يؤكد اكتمال الاسلام باكتمال القرآن فان أى زيادة فى دين الاسلام مرفوضة، ولذا قلت انه ليس فى الاسلام شيخ أو امام أكبروأقول ليس فيه أيضا تلك المصطلحات بمفاهيمها الخاصة لدى معتنقيها من طوائف المسلمين مثل روح الله أو آية الله أو حجة الاسلام أو منارة الاسلام أو أمير المؤمنين والفقه والسنة والنسخ وعلم الكلام والنحو والعروض والتشيع والتصوف والحلول والاتحاد ووحدة الوجود والعترة المقدسة والصحابة والسلف الصالح والتترس والحجاب والنقاب .. الخ كل تلك المفاهيم يجب أن تنسبها للمسلمين وليس للاسلام. بعضها جاء فى القرآن بمفهوم مناقض لما استعمله المسلمون مثل النسخ والسنة والتعزيروالاسلام والايمان.
ان من حق كل انسان أن يكتب وان يجتهد وأن يصيب وأن يخطئ ، يسرى ذلك على البخارى ومسلم والشافعى وابن تيمية وابن عبد الوهاب والعقاد وطه حسين والغزالى وجولد زيهر وماسينيون .. الخ . كتاباتهم لا دخل لها بالدين الذى تم نزولا ، ولكنها تنتمى الى الفكر البشرى الذى يعبر عن صاحبه ولك ان تتفق أو تختلف معه لأنه بشر مثلك وقد وضع اسمه كمؤلف على كتابه. لكنه اذا نسب كلامه الى الوحى فالخطيئة هنا فى افترائه على الله تعالى ورسوله ، ولكن يظل ما كتبه معبرا عن عقليته واعتقاده وعصره وبيئته ولا شأن له بدين الله تعالى. وبهذا يقف الاسلام بعيدا عن أوزار المسلمين وفضائلهم أيضا. ان أحسنوا فلأنفسهم وان أساءوا فعليها.

2-خلافا لكل ما جاء فى القرآن فان الكاتب الذى يهاجمنا يؤمن أن الاسلام لم يكتمل بالقرآن ،أى أن الله تعالى أنزل كتابا ناقصا موجزا غامضا يحتاج الى البشر كى يكملوه ويصلحوه ويفسروه ويشرحوه. ، وأن هناك جزءا من الدين لم يبلغه خاتم النبيين عليه وعليهم السلام ،أى انه لم يبلغ الرسالة ولم يؤد الأمانة. ولذلك يعتبر القرآن مجرد مصدر من مصادر الدين الاسلامى خاضعا لتأويلات و"تفسيرات " و"نسخ " المصادر البشرية الأخرى، ويعتبر أئمة الحديث والفقه مصادر للدين الالهى – أى آلهة مقدسة – فيهاجمنا لأننا نناقشهم ونعتبرهم بشرا يخطئون ويصيبون. ولذلك لا يفرق بين الدين الاسلامى والفكر البشرى للمسلمين ويرى ان لا ضير من أن يكون شيخ الأزهر الامام الأعظم للمسلمين ، وبالتالى من حق المسلمين حتى الآن اضافة ما يشاءون الى الدين الاسلامى لأنه لا يزال فى حالة نقصان مستمر.
من حقه أن يؤمن بما شاء وأن يكفر كيف شاء ونحترم حقه فى الاختيار، كما أن من حقى أيضا أن أكفر بالآلهة الأخرى من الائمة والأولياء والوحى الضال ، كما ان من حقى كمفكر اسلامى حريص على اصلاح قومه أن أدعوهم الى الحق القرآنى ليس بالتكفير وانما بالعظة والتذكير.

الركيزة الأخرى من المنهج هى هل كلام القرآن عن المشركين والكافرين قاصر فقط على وقت نزول القرآن أم هو مستمر الى قيام الساعة ؟

لم يقل الله تعالى يا ايهاالمشركون من أهل مكة ، أو ياكفار قريش ، بل لم تأت كلمة قريش الا فى مرة واحدة فى سورة قصيرة تحمل خصائص تلك القبيلة. نزل القرآن يخاطب البشر جميعا يقول يابنى آدم – يا أيها الناس – أو يخاطب عموم أهل الكتاب أو عموم المشركين وكل الكفار مستعملا اسم الموصول " يا أيها الذين أوتو الكتاب – يا أيها الذين هادوا – الذين أشركوا – الذين كفروا – الذين نافقوا- أو مستعملا "أل مثل : الكافرون – المشركين – الفاسقين – المنافقون . كل ذلك ليؤكد ان الخطاب ينطبق على كل من يتصف بتلك الصفة الى قيام الساعة. وفى المقابل استعمل نفس الاسلوب مع الذين آمنوا – والذين عملوا الصالحات – الذين أخبتوا لربهم – الخاشعين والخاشعات ، المقيمى الصلاة... ألخ . لينطبق الحكم على كل من يتصف به مهما اختلف الزمان والمكان . ولهذا أورد قصص الأنبياء وقصص الأمم السابقة ليتعظ المسلمون فى عهد النبى ومن بعد عهده الى قيام الساعة. القرآن كتاب فى الهداية أساسا نزل لهداية البشر جميعا ، ومن خلال الهداية يأتى التشريع والقيم العليا والأخلاق وتتناثر لمحات تشى باعجاز الخالق تعالى فى الكون والخلق . كل ذلك لهداية الانسان من عصر نزول القرآن الى قيام الساعة حيث جاء القرآن آخر كتاب سماوى للبشرية.
الذين كرهوا ما أنزل الله تعالى فى عهد النبى طلبوا منه ان يأتيهم بكتاب آخر غير القرآن أو أن يبدله ( يونس 15) والذين كرهوا القرآن بعد موت النبى محمد عليه السلام استعملوا فى هجره اساليب شتى منها التفسير والتأويل واختراع الاحاديث واكذوبة النسخ بمعنى الحذف .. وحصر معنى الآية فيما يسمى بأسباب النزول. ومع انهم يقولون بأن سبب النزول لايلغى عموم الاستشهاد بالآية الا ان هذه الحجة كانت ذريعة للعلمانيين اللاحقين فى عصرنا لكى يقولوا بتاريخية النص القرآنى ، بمعنى ان القرآن جاءتشريعا لعصره فقط ولا شأن له بعصرنا ، وهذا بالضبط ما يقوله ذلك الكاتب حين أعياه الرد على أدلتنا القرآنية فافترى ان هذه الآيات انما هى لخطاب المشركين فى عهد النبى فقط يقول باسلوبه البذىء :" أما الآيات القرآنية التى يستشهد بها الضالّ المارق فهى، كما سبق القول وكما نعيده الآن، قد نزلت فى حق الكافرين من أهل مكة الوثنيين، لا فى حق المسلمين .."
أقول فماذا اذا كررها المسلمون هل لهم حصانة من العذاب ؟
على ذلك فلا داعى للاحتكام الى القرآن والاهتداء به لأن المسلمين منذ موت النبى وحتى الآن معصومون من الخطا السلوكى والعقيدى، وأن الشيطان قد قدم استقالته عجزا ويأسا من اضلالهم . ذلك تكذيب لماجاء فى القرآن عن استمرار الشيطان فى اغوائه ووقوع أكثرية البشر – ومنهم المسلمون – فى حبائله، وتكذيب قول الرحمن عن المنافقين والذين فى قلوبهم مرض وهم من الصحابة المسلمين، وتكذيب آيات التشريع القرآنى التى تتوعد من لم يلتزم بها بالخلود فى النار برغم اسلامه الظاهرى.. تقريبا تكذيب لمعظم آيات القرآن ، وانكار العقل والواقع حين نزعم ان المسلمين معصومون من الوقوع فى الشرك والكفرولا شأن لهم بخطاب القرآن فى العقائد.
حين بدأ حسن البنا دعوة الأخوان المسلمين فى مصروفق العقيدة السلفية الوهابية واجهته مشكلة التصوف الذى يدين به معظم المسلمين فى مصر والذى تعتبره الدعوة الوهابية كفرا يستحق الجهاد الحربى. لم يكن فى مقدور حسن البنا باخوانه المصريين رفع راية الجهاد وقتال كل المصريين كما فعل الأخوان الآخرون الذين رباهم عبد العزيز آل سعود وبسيوفهم نجح فى تكوين الدولة السعودية الثالثة. وعلى منوالهم أسس البنا بأموال ابن سعود حركة الاخوان المسلمين فى مصرالتى تختلف ظروفها عن نجد والجزيرة العربية. لذا اتبع حسن البنا اسلوب التقية وقام بتجميع كل المسلمين حول هدف واحد هو الوصول للحكم ، وحتى لا تتجدد دعوة الاصلاح الاسلامى - التى بعثها من مرقدها محمد عبده ثم أطفأها رشيد رضا الأب الروحى لحسن البنا – فان الجدل العقيدى جرى ابعاده وتأجيله الى اجل غير مسمى لصالح السياسة والوصول للحكم ، وتم الاكتفاء برفع شعارات عامة ": القرآن دستورنا " الحاكمية الالهية" " تطبيق الشريعة" "الاسلام هو الحل". وأصبح من المحرمات ان تسأل " كيف يتم تطبيق الشريعة ؟ وماهى الشريعة المراد تطبيقها؟؟ وحين تجرأ الدكتور فرج فودة على تحديهم بهذه الأسئلة قتلوه فى اجابة صريحة وواضحة على منهجهم الدموى . ولذلك فهم يرتعشون خوفا من الاصلاح الدينى الذى يظهرهم على حقيقتهم أعداء للاسلام يريدون التكسب باسمه فقط للوصول للسلطة. و المخرج من هذه الأزمة يتلخص فى اعتبار الاسلام هو ما يفعله المسلمون وان خطاب القرآن فى العقائد وغيرها لا شأن للمسلمين بها طالما أسلموا ونطقوا " الشهادتين ". وحين كتبت كتاب " المسلم العاصى" سنة 1987 ثاروا وكتب فهمى هويدى فى تكفيرى تحت عنوان :"السنة بين الاجتراء والافتراء" لأن كتابى يفتح بابا مسكوتا عنه وهو اصلاح المسلمين فى عقائدهم وأخلاقهم بالقرآن. وهم يرون القرآن لا شأن له باصلاح المسلمين.
نكتفى بهذا فى الاشارة لمنهج الاخوان الفكرى والدينى الذى يسير عليه الكاتب ، فماذا عن اسلوبه فى التعبير عن منهجه حين يناقش المخالف له فى الرأى ؟

الأسلوب:-
يتركز اسلوبهم فى العادة بقتل المخالف لهم فى الرأى اذا عجزوا عن رد حجته ، وهذا ما فعلوه مع صديقى الراحل فرج فودة. وللتمهيد للقتل المادى للخصم يبدأون باغتياله معنويا بتحقيره والافتراء عليه بأكاذيب تطعنه فى دينه وشرفه وتصمه بالعداء للاسلام وموالاة الغرب الكافر.
هذه الملامح تجدها فى اسلوب هذا الكاتب الذى جعل مقاله هجوما على شخصى وليسترعورة ردوده المضحكة وأدلته الواهية فقد أفرط فى بذاءته كما استعمل التلفيق والكذب والافتراء.
فى التلفيق : استشهد بما قلته فى مقالى عن شيخ الأزهر من أننى تنبأت بنبوءات تحقق منها اثنتان وأخشى أن تتحقق الثالثة. واتخذ من ذلك اتهاما لى بأننى أسند علم الغيب لنفسى فى الوقت الذى أنفى فيه علم الغيب للنبى محمد عليه السلام.
يقول عنى ببذاءته المعهودة:"ليس ذلك فحسب، بل إن الست سجاح الكاهنة تدَّعِى لنفسها القدرة على التنبؤ، فى الوقت الذى تنفى فيه نفيا قاطعا جامعا مانعا أن يستطيع الرسول الأكرم معرفة أى شىء من أنباء الغيب، مع أن القرآن الكريم يذكر أن الله سبحانه قد يطلعه على بعض هذا الغيب إكراما له أو تثبيتا لنبوته أو تدعيما لإيمان المؤمنين أو تحديا لشرك المشركين...! يقول متنبئنا المحروس فى نفس المقال الذى يهاجم فيه الشيخ طنطاوى .."
أرد عليه بالتالى
1- انه قد كذب على الله تعالى وكذب بآياته بزعمه أن النبى محمد أعطاه الله تعالى علم الغيب.
2- ان التنبؤالعلمى ليس من الغيب الالهى فى شىء. انه اجتهاد علمى يرصد الأحداث ويستنطقها ويتوقع أن يحدث كذا اذا استمر كذا. هذه الافتراضات والتوقعات المبنية على تحليلات واجتهادات احدى مظاهر العلم البشرى ولها متخصصون فى السياسة والاقتصاد وحتى الأرصاد الجوية،وتستقى معلوماتها بامكانات البشر وقد تصدق وقد تخطىء طبقا للظروف، ولا شأن لها اطلاقا بالعلم الالهى للغيب الذى أعطى الله تعالى العلم به لبعض الانبياء ولم يكن منهم بتأكيد القرآن الكريم خاتم النبيين عليه وعليهم السلام.
3- اذا كنت قد استنتجت تنبؤات من خلال البحث وحدث بعضها فان الكاتب نفسه فى نفس المقال قد تنبأ لى كذبا بأننى سأدعى النبوة ، وأخذ يهاجمنى بسفالة منقطعة النظير على نبوءته التى لن تتحقق أبدا . ومع ذلك فاننى لن أتخذ من نبوءته الكاذبة حجة على ادعائه النبوة كما فعل معى .

فى التلفيق المقترن بالكذب
يتحدث عن اموالى المزعومة والتى حصلت عليها فى الماضى من مركز ابن خلدون وأحصل عليها الان من أمريكا . ولأنه لا يجد الدليل على أكاذيبه فانه يلجأ للتلفيق والكذب والتناقض فى الرأى.
يقول عنى ببذاءته المعهودة :"وبالمناسبة أيضا فهذا الذى يدَّعِى دائما الفقر ومعاناة شظف العيش فى بلاد العم سام (السَّامُ عليه هو وعمه سام، آمين يا رب العالمين!) هو هو نفسه الذى كان يكتب جميع الدراسات والأبحاث تقريبا لمركز ابن خلدون بما يعنى ذلك من دخول الأموال التى لا حصر لها فى كرشه بصفته مستشار المركز (أَىْ فَرْخته أُمّ كِشْك!). ودليلنا على ذلك أنهم فى المركز كانوا قد أَعْطَوْا عبد الرحيم على هذا (رغم ما قالوه فيه من أنه لا يصلح للكتابة فى الشؤون الإسلامية) مبلغ خمسة آلاف جنيه تحت الحساب مقابل إعداد بحثٍ لا راح ولا جاء من وجهة نظرهم، فماذا كانوا سيعطونه على البحث حين يكتمل ويقبلونه؟ وماذا كان هو (المستشار الكبير) يأخذ لقاء ما كانوا يكلفونه به من دراسات تهاجم الإسلام وتطعن فى القرآن والحديث وكبار الصحابة وتكفِّر المسلمين على بَكْرَة أبيهم منذ الصحابة فنازلاً حتى عصرنا هذا وإلى ما شاء الله، اللهم إلا من كفر بمحمد ودينه وآمن برسول الميثاق أبى شخَّة؟ ومما له مغزاه فى هذا السياق أن ابنه الصغير جدا (حسبما كتب هو فى مقال له يخاطب فيه هذا الولد)، حين فكَّر فى القضاء على مشكلات مصر الاقتصادية، لم يخطر له إلا رقم البليون دولار قائلا إنه يمكنه أن يحل كل تلك المشاكل بذلك المبلغ، فما معنى هذا؟ إن أبناءنا حتى الكبار منهم الذى تخرجوا وأصبحت لهم مرتبات لا يفكرون فى امتلاك مثل هذا المبلغ ولا ربعه ولا عشره ولا واحدا على الألف ولا على الألفين منه، وأقصى ما يبلغه خيالهم هو بضعة عشرات من الآلاف، ومثلهم أنا فى ذلك، إذ كل إنسان إنما يتكلم عما يعرف، فما الذى عرّف الولد الصغير ابن صاحبتنا سجاح بمبلغ البليون دولار، إلا إذا كان هذا المبلغ هو من أحاديث الحياة اليومية فى بيتهم على الأقل تبعا لواقع المركز الخلدونى الذى تغدق عليه أمريكا بالملايين "
"ومع هذا فصاحبنا يشكو مما يقاسيه الآن فى بلاد العم سام (ربنا يسمّم بدنه هو وعمه سام، عَمَى الدِّبَبَة!)، ولو لم أكن أعرف خبيئة أمره لتقطع قلبى حزنا عليه... ، ولظننت أنه (يا كبدى عليه!) قد اتخذ من أحد الأحواش فى جبّانة نيويورك أو شيكاغو أو فرجينيا مهجعا له ولأولاده ليلا، أما بالنهار فيقفون على باب إحدى الكنائس (الكنائس لا المساجد، لأن مثله لا علاقة له بمساجد المسلمين) يمدون أيديهم إلى الداخلين والخارجين وهو يصيحون فى صوت واحد منغَّم، وقد عصب كل منهم عينيه وربط ذراعه إلى كتفه فى صورة من الصور التى تفتن الجاحظ فاضح حِيَل المُكْدِين، قائلين: "عَشَا الغَلابَى عليك يا رب"! يا لبجاسة الباجسين!"
أرد بالتالى:
1- مركز ابن خلدون هو المركز الوحيد الذى كنت أحصل منه على مرتب ثابت، وكان عملى فى معظمه تطوعيا فى الجهات الأخرى، وهذا يشمل التأليف والندوات وغيرها. كان الدخل يكفينى ولكن لم يمكننى من الحصول على شقة باسمى أو شراء سيارة ، ظللت أعيش فى نفس الحى الشعبى فى الشقة التى استأجرتها وأنا مدرس مساعد بالأزهروأنجبت فيها كل أولادى الستة. استمر هذا اثناء عملى فى المركز من 1995 الى 2000 .. فأين الملايين التى يتحدث عنها؟
2- جئت الى أمريكا لاجئا سياسيا منذ اكتوبر 2001 من حوالى أربع سنوات لم أعمل فيها سوى 15 شهرا فقط . منها ثلاثة أشهر فى الوقفية الأمريكية للديمقراطية، وعام آخر فى جامعة هارفارد . ومر علىّ الآن أكثر من عام بدون عمل فاضطررت الى اخراج ابنى سامح من المدرسة ليعمل كى نستطيع دفع الايجار. حتى الآن لم أمتلك سيارة فى أمريكا وربما اكون الوحيد فيها الذى لا يمتلك سيارة ومع ذلك أعيش فقيرا سعيدا بحريتى وبمعايشتى لشعب متحضر لا ينتمى اليه – والحمد لله تعالى – كاتب هذا المقال البذىء.
هذه حقائق أفخر باعلانها .

ثم يصل التلفيق المقترن بالكذب والافتراء الى درجة أنه يتهمنى أننى فى المستقبل سأدعى النبوة ، ثم يرتب على هذا الافتراض الكاذب بذاءاته
وهجومه. أى أنه لم يجد فى الماضى والحاضر ما يعينه على الشتم فافترض اننى سأقع فى جريمة ادعاء النبوة ليصب لعناته وبذاءاته كيف شاء .
هو بالتأكيد قرأ ما كتبت ، ومنذ كتابى الأول " السيد البدوى بين الحقيقة والخرافة " سنة 1982 والى الان وكل ما أصف به النبى محمدا أنه"النبى الخاتم "أو " خاتم الأنبياء" " خاتم النبيين ". السبب اننى لا أستطيع ان أقول عنه ما يقوله الآخرون من تأليه يناقض القرآن كقولهم عنه " سيد الانبياء أو أشرف المرسلين".. التزمت بالوصف القرآنى له وتركت ما يخالف عقيدة الاسلام . اذا كان محمد هو خاتم الانبياء فى عقيدتى فكيف أخالف عقيدتى وأدعى النبوة لنفسى كافرا بالقرآن الذى وهبته حياتى ؟
أن سبب الخصومة العقيدية بيننا أننى – كما سبق – أومن باكتمال الاسلام بانتهاء القرآن نزولا وبموت خاتم النبيين وانقطاع الوحى وبقاء القرآن حجة على البشر الى قيام الساعة. فهل من يؤمن بهذا ويعانى الاضطهاد بسبب تلك العقيدة يمكن أن يخالفها مدعيا النبوة ؟
لقد بنى افتراءه على علاقتى الماضية والمنتهية برشاد خليفة والتى كتبت فيها مرارا , وأفخر بموقفى فيها. ومع أنها قصة قديمة أحتسبها عند ربى جل وعلا الا أن الخصوم يحلو لهم تكرارها ويضطرونى لاعادة الرد والتوضيح.
باختصار شديد : بعد اطلاق سراحى من السجن فى أواخر 1987 وغلق الأبواب فى وجهى والخوف على حياتى اضطررت للهجرة لأمريكا لاجئا مقيما عند رشاد خليفة الذى أراد استغلال وضعى لاجئا لديه فى أن يعلن النبوة ويرغمنى بالوعد والوعيد ان أبارك كذبته، خصوصا وهو الذى يتولى كل امورى ومنها طلبى للجوء السياسى ولا أعرف غيره فى غربتى. تحديته وثرت عليه وتركته هائما على وجهى فى توسان وعشت فيها فى حال لا يعلمه الا الله تعالى منتظرا موعد المؤتمر الذى سيعقده رشاد لتكريس نبوته المزعومة. وبالتعاون مع بعض الخارجين على رشاد تم توزيع انكارى لنبوته وردى على كل دعاويه . مما أفشل المؤتمر وهربت بعدها من مخبئى فى توسان الى سان فرانسسكو ، ومكثت فيها عدة أشهرقبل أن أعود الى مصر لأجد رشاد قد أعد لى ألغاما كثيرة فى انتظارى . حين تركته خارجا عليه ظل يرسل باسمى رسالات بذيئة الى الأزهر وشيوخه حتى يحرق مراكب عودتى الى مصر، أحدثت تلك الرسائل ضجة هائلة ، وكان أثرها سيئا علىّ حين رجعت أذ اعتقلونى فى المطار وحققوا معى ليلتين من أسوا ما مر بى فى حياتى وحين تأكدوا من براءتى أفرجوا عنى. ألغاما اخرى وضعها رشاد فى الجهات الأمريكية الرسمية عبر نفوذه ترتب عليها رفض السفارة الأمريكية اعطائى تأشيرة لمدة اسبوعين فى منتصف التسعينيات لأحضر مؤتمرا عن حقوق الانسان نظمته جامعة برنستون. حصلت على التأشيرة بعد كثير من الاتصالات المضنية مما مكننى اللحاق بالطائرة قبيل اقلاعها. ومكثت أيام المؤتمر فقط طبقا للمكتوب فى جواز السفر وعدت للقاهرة.
وبعد هروبى الأخير لأمريكا مزودا باكثر من مائة وثيقة تؤكد اضطهادى أسرعت ادارة الهجرة بالموافقة على منحى اللجوء السياسى ، وكان لا بد من الحصول على الملف القديم الذى قدمه رشاد عنى باعتباره كان الكفيل الرسمى عنى وقتها ، وكانت مفاجأة قاسية لى ولغما انفجر فى وجهى ، اذ ملأه بافتراءات عنى استوجبت اتخاذ قرارات ضدى لم أكن أعلم بها حين كنت فى أمريكا وحين تركتها عائدا لبلدى .
حققت الأجهزة المختصة فى هذا الملف القديم وتعطل حصولى على اللجوء السياسى ستة أشهر. هذا ما جنيته بسبب وقوفى ضد رشاد حين ادعى النبوة.
كان من الممكن ان أجاريه الى ان أقف على قدمى واتركه، كما كان يمكننى أيضا ان أنافق الشيوخ حين عطلوا رسالتى فى الدكتوراه ثلاث سنين لأخضع لجهلهم وأغير ما اكتب، وكان ممكنا أن أنافقهم حين أوقفونى عن العمل وصادروا مستحقاتى المالية ومنعونى من السفر والتدريس والترقية لأستاذ مساعد ، وكان ممكنا أن أنافقهم حين وضعونى فى السجن متهما بانكار السنة . لم يحدث على الاطلاق أن استعملت رخصة " الا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان " لأننى وضعت فى قلبى انه لا يوجد مخلوق على وجه الأرض يستطيع اكراه"أحمد صبحى منصور"على أن يقول غير ما يعتقده. وهذا هو سر كراهية ذلك الكاتب لى ولجوئه للكذب والافتراء وافتراض المستحيل كى يحقق الاغتيال المعنوى – اغتيال الشخصية – توطئة للقتل المادى.

يقول عنى :"وانتهى المطاف به إلى اللحاق برشاد خليفة ومرافقته زمنا فى أمريكا ثم انفصل عنه وعاد إلى مصر معلنا رفضه لادعائه الرسالة، " هنا يعترف بالحق الا أنه سرعان ما يناقض نفسه كاذبا ملفقا مفتريا مكررا لبذاءاته فيقول :" بالمناسبة فإن سجاح كانت قد أعلنت فى بداية المسرحية الهزلية أنها لا توافق مسيلمة على دعواه الرسالة، لكن بعد اجتماع الخيمة التى طيَّبها لها مسيلمة بالطيوب الحادة النفاذة التى تعمل عمل السحر فى النساء، وبعد...وبعد...عادت فسلمت قلاعها له! مبارك عليك يا سجاح تسليم القلاع! أما الخطوة الثالثة فقد تكون ادعاءها النبوة ذاتها، ويومها لن يعزّ عليها أن تتنصل مما قالته هى ومسيلمتها من قبل، إذ من الممكن جدا أن تقول إن النبوة التى تدّعيها تختلف عن النبوة التى كانت تقول إن محمدا قد وضع بمجيئه بدعوته حدا لها! "
هنا تصل به بذاءته الى الحد الذى يطلق على شخصى اسم "سجاح" ويجعله عنوانا للمقال المكتوب عنى . وسجاح هى المرأة الحقيرة التى ادعت النبوة وتحالفت مع مسيلمة الكذاب وتزوجته. وهى بذاءة لا تليق الا بمثله ومن كان فى مستواه . ثم يتنبأ هو بالخطوة التالية الثالثة المستقبلية وهى اننى سأدعى النبوة . هذا هو أدب الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة لدى هذا الكاتب فى جريدة الشعب الاسلامية !!
ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم !!
يعود"الكاتب الاسلامى " فييقول عنى وعن رشاد الكذاب :
" أما مسيلمة وسجاح فهما اللذان يحرصان على إطلاق الألقاب على نفسيهما، حتى لو كانت ألقابا كفرية كلقب "الرسول"، الذى يمكن أن يتلقب بعده الشيخ أحمد بلقب "النبوة" إذا ما اقتضت ظروف الخيانة والعداء لدين محمد صلى الله عليه وسلم أن يعلن النبوة بدوره! ألم يكن يعترض فى البداية على ادعاء رشاد "ساعة لقلبك" بأنه رسول، ثم لَحَسَ هذا الاعتراض وأصبح الكاهن الأكبر فى معبد المغدور الكافر عليه لعنة الله؟ فما الذى يمنعه من أن ينتقل من هذا إلى ادعاء النبوة لنفسه؟ "
أى أنه أيضا يتنبأ لى بادعاء النبوة بنفس الاسلوب القذر اياه ..
ويقول على نفس المنوال يخاطبنى :
"سؤالنا إلى سجاح الأمريكية: بأَىِّ كتاب (ولن أقول: "أَمْ بِأَيّةِ سُنّةٍ؟" لأنك ترفضين الإيمان بالسنة بوصفها كفرًا وشِرْكًا يا أيتها الكاهنة التى تكفِّر المسلمين أجمعين!)، بأَىِّ كتابٍ تَرَيْنَ أن لقب "شيخ الأزهر أو الأمام الأكبر" لا يجوز إطلاقه على الشيخ طنطاوى وأمثاله؟ هاتى لنا آية من القرآن، يا من تكررين أنك لا تؤمنين إلا بما ورد فى القرآن، تدل على صدق ما تقولين! وأتحداك أن تجدى مثل هذه الآية ولو طلعتْ روحك من بدنك ورجعتْ إليه مليون مرة! هل كان النبى صلى الله عليه وسلم يلقَّب بــ"شيخ الأزهر" أو بــ"الإمام الأكبر" ونهى القرآن الكريم أن يلقَّب بذلك أى شخص غيره؟ أتحداك يا سجاح أن تأتينا على ذلك ولو بآية واحدة أو بنصف أو بربع أو حتى بعُشْر آية! إن الذى نعرفه أن النبى والرسول محمدا هو آخر الأنبياء والمرسلين، ومع ذلك فقد صدرت الأوامر الأمريكية لمسيلمتك يا سجاح بأن يسرق لقبَ "الرسول" حتى يُحْدِث ثغرة فى جدار الإسلام تهز إيمان المسلمين وتربك عقيدتهم وتشوش عليهم الأمر كله، ثم تابعتِه أنت على ذلك العهر العقيدى يا من تتظاهرين بالشرف (على طريقة توفيق الدقن: "أحسن من الشرف ما فيش"!)، فخالفتما بذلك ما جاء فى القرآن الكريم بتفرقتكما الحلمنتيشية بين النبى والرسول، والزعم بأن رشاد "ساعة لقلبك" إنما هو "رسول" وليس "نبيا"، وذلك حتى تَهْرُبَا من النص القرآنى الذى يقول: "ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكن رسولَ الله وخاتم النبيين"
"العجيب من سَجَاحنا بعد ذلك كله حرصُها على إضافة الألقاب لنفسها، فهى تكتب تحت اسمها فى عنوان المقال الذى ننظر فيه أنها "المدير السابق لرواق ابن خلدون والمستشار الاسلامي السابق للمركز". فكيف تحللين لنفسك أيتها الكاهنة سجاح ما تحرِّمينه على الشيخ طنطاوى؟ ألأنك تَأَمْرَكْتِ تَرَيْنَ أن من حقك كسر القوانين التى تسنّينها أنت نفسك دون أن يكون لأحد أية صلاحية لمساءلتك؟ لا يا سجاح، هذا لا يصحّ! "
" وسجاحنا نفسها أكبر برهان على ما نقول، فرغم أن الجميع يعرف ارتباطها بأمريكا وأهداف أمريكا فى المنطقة وضرب الإسلام فها هى ذى تكتب ما تريد ويُحْتَفَى به أعظم الاحتفاء ويُنْشَر لها فى المواقع الألكترونية المختلفة، بل تخصَّص لها بعضُ المواقع تخصيصا، دون أن يمنعها من الكلام والكتابة مانعٌ أيًّا كان. "

ان الكاتب اياه قد كتب نحو أربعين صفحة فى مقاله ينقل عنى ثم برد بأدلة مضحكة يعرف هو أنها لا تستقيم كرد علمى مقنع لذلك أجهد نفسه فى السب والشتم والافتراء والكذب والبذاءة يهدف الى اغتيالى معنويا حتى يقرأ مقالته أحد مجانين التطرف ويقتنع بها فيقوم بقتلى متصورا أن ذلك هو جواز سفره الى الجنة.
من ناحيتى أطمئنه أننى أدعو الله تعالى ان أموت قتلا فى سبيل ما أومن به لتتحقق لى الشهادة بمعناها القرآنى ومعناها الشائع.
ان زمنا يتطاول فيه أمثال هذا الكاتب على أمثالى ليس جديرا أن ينال اعجابى ولا يستحق أن أتمسك بالحياة فيه . بئس الزمن وبئس طغاته وبئس الأفاقون من مناضليه ومهرجيه ودعاته ..
سأظل فى طريقى ما بقيت حيا أدعو الى الى اصلاح المسلمين بكتاب الله تعالى منكرا استغلال الاسلام فى دنيا السياسة ومنكرا كل أكاذيب التراث التى تشوه الاسلام العظيم راضيا ما سيحدث لى محتسبا ما ألقاه فى سبيل ربى جل وعلا معرضا عن الجاهلين مهما قالوا من بذاءة وسفاهة وأكاذيب الى ان يحكم بيننا الواحد القهار جل وعلا. والى أن يأتى يوم الدين أقول لخصومى فى العقيدة والدين : "اعملوا على مكانتكم انا عاملون وانتظروا انا منتظرون".
أحمد صبحى منصور

اجمالي القراءات 19229

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4984
اجمالي القراءات : 53,446,474
تعليقات له : 5,328
تعليقات عليه : 14,628
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي