القرآن الكريم كما أعرفه

احمد شعبان Ýí 2008-12-23


في أي بحث علمي جاد لابد من عمل تعريف إجرائي لموضرع ألبحث .
ومجال بحوثنا جميعا من داخل القرآن الكريم ، وعليه فمن المفترض وجود رؤية كتعريف لدى كل من يبحث في هذا ألكتاب .
ولكن المشكلة أن معظم الباحثين لم يلتفتوا لهذا الأمر ، لذا سار كل منهم في اتجاه مغاير لاتجاهات الآخرين ، وتلاشى وجود الأساس المعرفي الذي يمكن الاتكاء عليه للتعامل مع هذا الكتاب ، وأصبح البحث يتم فيه كل حسب فهمه دون رؤية موضوعية لنطقه ومحتواه، فازدادت رقعة الاختلاف ، والذي يكرس له البغاة منا .


وأعتقد فى عدم وجود الأمل لدينا في أن يكون لنا بهذا الكتاب وجود إلا بالاتفاق حول تعريف موحد لهذا الكتاب وتصور لشبكة العلاقات فيه مع حتمية العمل على إظهار هذا التعريف والعمل به ليكون جهدنا على أساس موضوعي وليس ذاتي كما يزعم ويبنى على أساسه دعاة إنكار الأديان والإله واليوم الآخر .
فمن ينظر إلى ساحة العمل الإسلامي يجد أن حجمها كبير جدا وكثيف حتى أصبح لا يرى منه شيئا ذا بال بسبب الظلال الكثيفة التي أنتجتها الفوضى الفكرية التي نعيشها ، لذا لا نجد له ملامح ، وبمرور الزمن يزداد كثافة وتزيد عتمته ، الظروف المحيطة بكل منا تدفعه دفعا إلى الفساد إلا من رحم ربي .
لا تقل لي بسبب حاكم أو محكوم أو ديني أو علماني ، ولكن قل لي عن الصالح والطالح في كل من الفئات السابقة ، المشكلة في فساد المجتمعات العربية بعامة داخل كل الفئات.
والمسلمون القدامى قد اختلفوا ونتيجة هذا الاختلاف إنتاج فكري مختلف ( ليس متنوع ) ، والاختلاف هو الثبات عند هذا الإنتاج وعدم تطويره ليتكامل ، وإذا ما ألقينا عليه الضوء ممثلا في من يحاولون تجديد الفكر الديني فسنجد أن هذا الضوء يتلاشى داخل هذه الضبابية ، ويزداد الاختلاف تفاقما ، وهذا جميعه بسبب عدم وجود منهج علمي يلتزم به ، وعلميا لا يخترق هذه الضبابية سوى الليزر ( النور ) .
من هنا لابد من البحث عن النور في القرآن الكريم حتى تنقشع هذه الضبابية المعتمة ، وهذا النور هو الأساس العلمي الواجب تكوين معارفنا بناء عليه -
إن كل الأديان تدعوا إلى التوحيد حول لا إله إلا الله بالاختيار الحر ، وبينت القيم الواجب التمثل بها ، وجعل الإنسان حرا في كل ما يعمل ، وداخل كل جماعة تنظيم بما ارتأته هذه الجماعة كفيلا بالحفاظ على هذا النظام .
ومن هنا أتذكر قول الله عز وجل ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
وعليه يبقى السؤال الأكثر أهمية وإلحاحا هو : كيف نغير ما بأنفسنا ؟ هذا هو مربط الفرس .
الدكتور دويكات يعرض الآن لرؤية أحد الكتاب ( النيلي ) حول التعريف بالمادة الأساسية التي نكتب بها جميعا ألا وهى ( القرآن الكريم ) من حيث النطق والمعنى تحت عنوان " النظام القرآني " .
وقد تلاحظ أن العديد من الكتاب تجاهل الاشتراك في الحوار كناقد لرؤية النيلي سواء بالرفض مع إبداء الأسباب أو القبول مع محاولة تقديم إضافات ، رغم أن هذا الأمر يعني الجميع .
ومن جانب آخر حين الكتابة حول موضوع يترك المعقبون الموضوع الأساسي، ويتمسكون بجزئية يستغرقنا فيها الحوار وننتهي دون بحث الموضوع الأصلي .
وحين الإعلان على أن تكون كل الكتابات لابد وأن تعتمد على القرآن الكريم دون المرويات ( شروط النشر ) ، نجد من يعجز عن الرد بالقرآن فيقدم الرد من المرويات
من هذه الملاحظات يتأكد لنا أننا نتعامل مع القرآن الكريم بصورة تراثية نفسية ( ذاتية ) غير منضبطة علميا .
لذا كانت النتيجة الحتمية لما نحن عليه عدم الجدوى مما نكتب .
ولأن معلوماتنا أغزر وأوسع من سابقينا وفي ظل هذا الاختلاف ، لذا كان لزاما أن يزداد العقد انفراطا مما كان عليه ، عكس المفروض من التلاحم والتكامل فيما بيننا شريطة وجود الأساس المعرفي المتفق عليه ، حتى نقدم رؤية موحدة موضوعية تكون لنا انطلاقة لتقديم كل ما هو مفيد للإنسانية .
وبالنظر إلى تجربة الغرب المسيحي عندما وجدوا لديهم هذا الحال قرروا أن يعتبروا دينهم ذاتي وكل منهم له الحق بأن يؤمن بالله حسب رؤيته وأخلوا الساحة للجهد البشري الحر كي يتفاعل .
هنا لابد وأن نسائل أنفسنا ، هل نعمل مثلما فعل بعض أصحاب الديانات السابقة ، ونعتبر ديننا أيضا ذاتي ونتجه بجهدنا البشري لكي يتكامل مع باقي الجهود الإنسانية وما نتج عنها من أمراض وفساد مثلما نتج عنها من تطوير وهذا ما يطالب به كم كبير وخصوصا من مثقفي هذه المجتمعات لما يرونه من ارتباكنا بالدين .
وهذا ما فعلته الكثير من دولنا الإسلامية ، وخاصة وأن الفساد والارتباك الفكري لدينا أكثر كثيرا مما لدى غيرنا
ولكن ماذا عن الإسلام كإسلام ممثلا في القرآن الكريم ، هل هو مثل الأديان السابقة ممثلة في كتبها حين النظر بموضوعية وبعيدا عن الإطالة نجد أن هذا الكتاب لفظا ومعنى من عند الله جل جلاله ، وهذه هى الميزة التي يمتاز بها هذا الكتاب عن الكتب السابقة ، وتعهد الله بحفظه منذ إنزاله وحتى قيام الساعة .
والله سبحانه وتعالى قد وصف ذاته بكل المثل العليا ( الأسماء الحسنى ) " ولله المثل الأعلى " .
ومن أهم المثل العليا التي نعيشها هي المنهجية العلمية ( ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم ....
وعليه يجب أن نتعامل مع هذا الكتاب بهذه المنهجية ولا غيرها .
وعند هذه النقطة تذكرت موضوع الحوار والاختيار الذي أطلقه الدكتور منصور مشكورا .
ومن الجدير بالذكر أن أسرد في عجالة معرفتي بالدكتور منصور .
بدأت بقراءتي لمقال بجريدة الأهرام للدكتور يحيى الرخاوي بعنوان الإيمانية يبحث فيه موضوعيا عن مخرج لأزماتنا في الفكر الديني ، فحاولت مقابلة الدكتور الرخاوي وقابلته ، فأشار على أن أقرأ للدكتور منصور وأهداني خمسة أعداد من مجلة الإنسان والتطور التي يصدرها ، وقرأت للدكتور منصور خمس دراسات تربوا كل منها على العشرين صفحة ، فانبهرت بها لأني وجدتها كتبت جميعا بموضوعية لم أقرأ مثلها في كل ما وقع تحت يدي حتى ذلك الحين .
وقابلت الدكتور منصور وعرضت عليه فكرة النور والليزر ، فسجلها في جدول الندوات .
ومن يومها وأنا دائم حضور ندوات مركز ابن خلدون ( الرواق ) ، وجاء ميعاد ندوتي .
وبعد العرض أبدى الدكتور منصور انبهاره بالفكرة وتندر على علماء الأزهر بها ، وكان من الحضور من كتاب هذا الموقع الدكتور عثمان والأستاذ عساكر والأساتذة شريف ومحمد منصور ، ومن العاملين بمركز ابن خلدون الآن كل ممن زالوا على قيد الحياة ، لأن هذا المركز الذي أنشأه الدكتور سعد الدين إبراهيم عبارة عن واحة فكرية ، يجد فيها كل من يدخلها ذاته ، وقد يجد المساعدة في تنمية قدراته وتحقيق ذاته . ومن هنا كان الدكتور منصور هو نجم هذه الواحة لذا كان عن جدارة أحد امتدادات مركز ابن خلدون حيث أنشأ هذا الموقع وأيضا المركز العالمي للقرآن ، وحتى عمل بيت الحرية ممثلة في الأستاذ شريف منصور هو امتداد أيضا لمركز ابن خلدون لأن كل من الأستاذين شريف ومحمد تم بناء قدراتهم بمركز ابن خلدون ، وباعتباري ممن يمثلون مركز ابن خلدون ورغم غيبة الدكتور سعد عن المركز إلا أن إدارته الممثلة في المهندس احمد رزق شقيق الدكتور سعد قد تركني ليكون الموقع أحد مكونات ضفيرتي الفكرية كي أساهم بجهدي الفكري على هذا الموقع في إطار إصلاح الفكر الديني لأن المركز يأمل في ازدهار هذا الموقع باعتباره واحة فكرية داخل المركز العالمي للقرآن وبيت الحرية ليكونو المنارة التي تنير حياة أمتنا والعالم أجمع،.
أردت أن أقول من خلال هذه المعرفة بأن الامتداد يعبر عن تكامل ويؤدي إلى نجاح ، وما علينا سوى أن نجعل هذا النجاح مباركا / منظما / متسقا حتى ينتج نجاحات أخرى
من هذا المنطلق نعود إلى مسألة الحوار والاختيار .
ونحن الآن في مرحلة الحوار ، وعليه يجب أن نسائل أنفسنا إلى متى ستستمر هذه المرحلة ؟
وما دمنا قد قررنا مرحلة للحوار وأخرى للاختيار فلابد وأن يكون لقرارنا هذا منطق ، فمثلا سنبقى في مرحلة الحوار حتى نجد ما نختاره فتبدأ مرحلة الاختيار .
ولكن هل هناك جدوى من الانتظار ، وخاصة في وجود العديد من المسلمين الذين فقدوا الأمل في الإصلاح ، ولم يجدوا أمامهم إلا تحقيق مصالحهم دون النظر للصالح العام ، وحين الحديث عن الإصلاح تجد من يفاجئك بالقول لقد انتظرنا 14 قرنا هل ننتظر أخرى .
وأتساءل لما لا نبدأ بالمنهجية العلمية ولو على هامش أعمالنا ؟
لما لا نحاول التطبيق العملي لآية النور حتى يكون برهانا ساطعا للكافة على موضوعية القرآن الكريم ؟ .
وخصوصا وأنا اعتبر كل من على هذا الموقع وزواره وغيرهم سفراء للقرآن الكريم .
ولا ينتقصا سوى توحيد الجهد لتقديم هذا الكتاب بصورة غير مختلفة .
وأعتقد أن المناقشة حول هذا الموضوع ستكون مثمرة بإذن الله تعالى .
وفقنا الله سبحانه وتعالى لما يحبه ويرضاه جميعا لما يحبه ويرضاه .

اجمالي القراءات 19800

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (9)
1   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الثلاثاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31465]

لا يوجد الا هذا الحل ..

فعلا هذا هو الحل الوحيد
وبالنظر إلى تجربة الغرب المسيحي عندما وجدوا لديهم هذا الحال قرروا أن يعتبروا دينهم ذاتي وكل منهم له الحق بأن يؤمن بالله حسب رؤيته وأخلوا الساحة للجهد البشري الحر كي يتفاعل .

2   تعليق بواسطة   زهير قوطرش     في   الثلاثاء ٢٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31471]

أخي أحمد

واضح من مقالتك هذه ,أنك تحمل هم أو هموم المسلمين ,وخاصة في دعوتك الصادقة لفهم القرآن الكريم من خلال العمل المشترك لايجاد مفاتيح واسرار هذا الكتاب العظيم .صدقني أن أغلب الذين يكتبون على هذا الموقع الكريم لهم نفس الهم .كل منهم  يحاول التجديف بالاتجاه الذي يراه صحيحاً .ومشكلتنا هي  أن نحدد اتجاه السير حتى لاتتوزع القدرات الكامنة عند الأخوة بشكل غير منظم .وهذا يتوقف على مدى مشاركة الأخوة الهادفة الى الى تكملة أخر ما توصلنا أليه من معارف قرانية جديدة . وان نحاول تكملة بعضنا البعض. وأن ننتهي من الجدل في الأمور الثانوية والتي هي مضيعة للوقت.لهذا لابد من تدخل الادارة برئاسة الدكتور  أحمد والقائمين على الموقع وذلك لوضع الخطوط والمسارات التي يجب علينا أن نسير عليها من أجل حصول أكبر قدر ممكن من الفائدة. تفائلنا خيراً بالابحاث القرآنية .ومع كل أسف خفت شعلة هذا الأمل بعد حدوث حالة الملل. وأيضاً باب التأصيل الذي مازال يراوح في مكانه.المسؤولية تقع على الجميع .وكم كنت أرجو من ادارة الموقع أن تفعل طاولة للحوار ,من أجل التباحث  في امور تطوير الموقع نحو الأفضل نوعياً.وكيفية إعادة تفعيل ابواب البحث والتأصيل.


3   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الأربعاء ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31485]

أخي العزيز الدكتور / عمرو اسماعيل

تحية طيبة وبع


نعم أخي هو الحل الوحيد ولكن الآن ، وبعد إتمام إصلاح الفكر الديني على أساس موضوعي ، فلا بد وأن نعيد النظر في ترتيب أولوياتنا .


ودمت بكل خير .


4   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الأربعاء ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31487]

أخي المحترم الأستاذ / زهير قرطوش

تحية مباركة طيبة وبعد


فعلا أنا وجميع كتاب الموقع مهمومون بهموم فهم المسلمين لدينهم ، لذا كل منا يقدم عصارة فهمه لخدمة هذا الهدف .


وما أطالب به هو المنهجية العلمية لتوحيد قوانا ، وفي الحقيقة عند الإعلان عن قاعة البحث القرآني وقاعة التأصيل القرآني كدت أطير فرحا لإحساسي بنهاية انقشاع الغمة عنا ، وأنا أعلم أن هذا الإعلان قد قدم بصورة مخلصة ، والمشكلة في عدم تفعيله حتى الآن .


وأود بعد إتفاقنا على المنهج وتقديم تصور عن المنظومة القرآنية ، أن نفتح بابا نضع فيه ما تم الاستقرار عليه من فهم لأي من آيات أو موضوعات القرآن الكريم ، حتى لا يعيد البعض منا عرضه فيكون ضياعا للوقت ، مع وضعها في مكانها الصحيح من تلكم المنظومة .


وبذلك تتحدد لدينا وتتضح شبكة العلاقات بالقرآن الكريم ، وبتتالي العمل تتضح لنا تلك المنظومة .


وإلى الملتقى أخي / زهير .


والسلام


5   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الخميس ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31597]

هذا سبيلي



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأستاذ الكبير أحمد شعبان

بعد قراءة هذه المقالة تذكرت مقالة سابقة لك ( أين المسير ) وكنت قد علقت عليها وسوف أذكرك ببعض ذلك التعليق

( قرأت تعليقات المتكأكئون فأحزنني ما قرأت وتذكرت ما حدث مع الأستاذ نيازي عز الدين وكيف سارت الأمور معه وأنا أخشى أن يحدث معك هذا

أليس ما يقدمونه من مبررات لتكريس هذا الاختلاف هو العلم البغي

وأرجوا أن لا تكون هذه المقالة هي بداية العد التنازلي لابتعادك عن هذا الموقع الذي أعتبره نافذة لأتعرف عليك منها فأنت الوحيد الذي يؤنس غربتي في هذه العشوائية )

وما قرأته في هذه المقالة هو امتداد لتلك النظرة المتشائمة والتي أخشى عليك منها وكل فقرة في هذه المقالة هي عنوان لمقالة قابلة للنقاش فما الذي تريد أن تناقشه معنا

يقول الفيلسوف كانت ( إن كل مشكلة كلية تتألف من مشاكل جزئية ولحل المشكلة الكلية يجب علينا حل المشاكل الجزئية أولا ) وأنت تضع بين أيدينا مجموعة مشاكل كلية وتقول دعونا نتحاور لحلها دفعة وواحدة فكيف ذلك وأنت صاحب مقالة ( نسق معرفي جديد للفكر الإسلامي ) و ( إشكالية الخلاف ) والتي أدعوك لإعادة قراءتها من جديد

وأعتقد أن هذا الإحباط الذي قرأته في هذه المقالة ناتج عن تعليق أحد الإخوة ( عمار نجم ) رقم (31303 ) والذي كما أظن لم يقرأ باقي مقالاتك علما بأن هذا الأخ هو الأكثر موضوعية في النقاش في هذا الموقع والأقل شططا

على كل حال أعود لأذكرك بقوله تعالى

{ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125

{لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }البقرة272

{وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكُواْ وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ }الأنعام107

{قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ }هود28

{لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ }الشعراء3

{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنكِيلاً }النساء84

والحمد لله رب العالمين


6   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الجمعة ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31609]

أنا أحسن الظن بأهل القرآن

أخي الحبيب الأستاذ / إبراهيم إبراهيم


تحية مباركة طيبة وبعد

أود أن أشكرك شكرا جزيلا على هذا التعليق ولكن لي بعض الملاحظات عليه

أولا : أنا لا أسيء الظن بأحد ، وقد اعتدت على العمل دون أن ألتفت حولي خوفا من شيء ، ولا يعنيني كثيرا أن أدرك النجاح أو لا أدركه ، فلا تخشى على يا أخي " فالله خير حافظا " .

ثانيا : موضوع الفيلسوف " كانت " فأود أن أحيطك علما بأن هذا الفيلسوف ممن قال الله فيهم " أفئدتهم هواء " فالرجل لا يؤمن بأي نظرة كلية لأنه غير مؤمن بالأديان ، لذا فهو ينظر في التراكم المعرفي الناتج عن العلم الطبيعي ويكون روابط قيما بين تلك المعارف ، لذا كانت مقولته النظر في الجزئيات والتدرج منها إلى الكليات .

أما ما كتبته كان عن معرفتي بالقرآن الكريم وهى معرفة مبنية على ما جاء فيه من جزئيات وأيضا على الوصف العام له " رؤية عامة شمولية " وبناء علي ذلك فأنا أنظر للجزئيات من خلال الرؤية الكلية له ، حتى لا تخرج مني أي جزئية عن إطارها العام ..

ثالثا : أما عن نصيحتك لي بأن أعيد قراءة ما كتبته ، فأرجوك يا أخي أن كنت ترى في ذلك تناقضا أو أي ملاحظة أن تنبهني بسرعة إليها ، فأنا لا أبغي غير الحق بكل الترحاب .

رابعا : أما ما قرأته في هذه المقالة من إحباط : في الحقيقة أنا لا أختار الموضوعات إلا آنيا حسب ما يفتح به الله على ، ولكن يمكن أن تتعرف على ما أثارني حقيقة وهو عزوف الاخوة على الموقع عن مناقشة ما كتبه الدكتور دويكات ول كتاب النظام القرآني للنيلي ، وهو ضروري وجوهري للباحثين في القرآن الكريم لكي نتعرف على ما نعمل به وهو القرآن الكريم ، علاوة على خوفي وحبي لمن أكتب إليهم وهو الذي دفعني للكتابة بهذه النبرة التي تراها تنم عن إحباط ، وأنا أراها بلورة لما أراه ويجب أن نسير عليه، وكل ما هنالك أنني متلهف على أن أرفع من مستوى معرفتي ومعارف من حولي حتى نصل إلى أرضية مشتركة " قواعد ثابتة " ممثلة في قوانين مثل قوانين علم الطبيعة والرياضيات ننطلق منها دون اختلاف .

وفي كثير من الأحيان أضع عنصر الوقت أمامي ، وأرى كيف يتطور العالم ، وبالتالي نحن في تدهور مستمر فأحزن

أما الآيات التي ذكرتها سيادتكم فمعظمها يحدد علاقة دعوة الإيمان لمن هم ليسوا عليه ، أما ما نتحدث به هو لإخواننا في الإيمان وخاصة ونحن جميعا يفترض فينا أننا باحثين عن الحقيقة .

أما موضوع مداخلات الأستاذ الفاضل عمار نجم فأنا سعيد جدا بها لأنه يتعمق داخل الأشياء ، ولكن ما يمكنني أن آخذه عليه الزيادة في تعمقه للأشياء والتي قد أراها ظاهرة ( مجرد وجهة نظر ) .

وأرجوك يا أخي ألا تحرمنا من مداخلاتك القيمة .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . .


7   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الجمعة ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31651]

هذا سبيلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الأستاذ الكبير أحمد شعبان



حفظكم الله



بداية أنا لم أقل أنك تسيء الظن بأحد وأعلم من أخاطب وأنا أيضا لا أسيء الظن بأحد ولكنه نوع من الحرص والتنبيه أما قولي ( فأحزنني ما قرأت وتذكرت ما حدث مع الأستاذ نيازي عز الدين ) فأرجوا أن لا تفهمه بمعنى إساءة الظن بالآخرين ولكن كما هو حالك حزني آت من أنهم لم يحاولوا فهم ما يقول هذا الرجل ولم يحاوروه بموضوعية كما هو حاصل في هذا الموقع وهذا ما أراه صبغه له وأنا أعلم أن الأنا منزوعة منك لذلك تراني أتابع مقالاتك وتعليقاتك فلو أحسستها عندك لابتعدت عنك



أما بالنسبة للفيلسوف كانت فلقد ذكرت اسمه حتى لا يأتي من يقول لي أن هذه الجملة من عند( كانت) ليزايد علينا وأنا أعترف بأني قد بدأت فهمي للنص القرآني من خلال هذه الفلسفة ل(كانت ) ولغيره من الفلاسفة فلو لم أستخدم تلك الطرق في إعمال العقل لما وصلت لما أنا الآن عليه ولبقيت تحت وطأت الفكر السلفي وحتى أنت لا تستطيع أن تنكر فضل تلك الفلسفات التي دفعت الإنسانية لما عليه الآن فلو كانت الفلسفة السلفية هي الفلسفة التي تعمل الإنسانية بمنهجها لرأيتني آت إليك على ظهر حمار من ناحية أخرى أنت تطرح موضوع النور والليزر فلماذا لا نقول أن هذا الطرح مشكوك لأن صاحب النقلة النوعية التي أوصلتنا لمعرفة أشعة الليزر ( آينشتاين ) هو رجل من أصول يهودية وهو من عمل الشيطان ودعك من هذا



قال الله تعالى {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ }القصص69



فهل تعلم ما في صدر ذلك الرجل



ودعنا ننظر للجانب المشرق من القمر

يتبع


8   تعليق بواسطة   إبراهيم إبراهيم     في   الجمعة ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31652]

هذا سبيلي

لقد قلت



( أما ما كتبته كان عن معرفتي بالقرآن الكريم وهى معرفة مبنية على ما جاء فيه من جزئيات وأيضا على الوصف العام له " رؤية عامة شمولية " وبناء علي ذلك فأنا أنظر للجزئيات من خلال الرؤية الكلية له ، حتى لا تخرج مني أي جزئية عن إطارها العام ..)



أي أنك تصف طريقة إعمال عقلك لما تستنتجه من القرآن الكريم أليست هذه هي نفسها فلسفت ( كانت ) ولكن بتصرف بسيط



عندما نصحتك بأن تعيد قراءة كتاباتك السابقة لم أقصد بأنك صاحب أقوال متناقضة ولكن ما أردت أن أقوله بأن صاحب تلك المقالات والعقل المتنور يجب أن لا يقع تحت تأثير الانفعال وهذا ما اعترفت أنت به في الفقرة الرابعة بقولك ( في الحقيقة أنا لا أختار الموضوعات إلا آنيا حسب ما يفتح به الله على ) وسوف أعتبر حتى هذه الجملة انفعاليه و لن آخذها عليك ولن أقوم بتفنيدها ولن أناقشها



أما ما جاء بعد تلك الجملة في الفقرة الرابعة وحزنك على ما أصاب كتابات الأستاذ دويكات من إهمال لتلك المقالات التي كتبها كتلخيص لطريقة النيلي في فهم النص القرآني وعزوف الإخوة عن المشاركة في النقاش فأحب أن أقول لك بأني وعدة مرات كنت سأضيف عليها تعليق وبدايته تقديم الشكر للأستاذ دويكات على هذا العمل والجهد الذي قدمه ويقدمه ولكن بسبب ظروفي تأخرت في هذا الأمر وليس إهمال من ناحية ثانية كنت أرى أن يتم الأستاذ دويكات عمله ويقدم لنا ملخص لبحثه ولفلسفة النيلي بعدها نقوم بالحوار أما أن نقوم بالنقاش في هذه المرحلة فأعتقد بأن هذا سوف يهدر وقت الأستاذ دويكات ويشعره بالملل والإحباط لاسيما وكما تعلم فهناك الكثيرين على هذا الموقع ما يزالون متأثرين بالفلسفة السلفية



أما ما أهتم له فهي كتاباتك وما ستقدمه أنت لرفع مستوى من حولك وليث النيلي لأنه فارق الحياة ولا مجال لنقاشه



و من ناحية تدهورنا المستمر قال الله تعالى



{أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر8



{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ }إبراهيم27



فكل ما هو فوق إرادتنا هو مشيئة الله



أما من ناحية الآيات التي أستشهد ها والتي أعلم بأنها لا تروقك طريقة هذا الاستشهاد وهذا بسبب تفاوت التراكم المعرفي بيننا فأذكرك بقوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ }النحل125 فهذه الآية أول من نطقا هو سيدنا محمد فهل نقول بأن هذه الآية موجهة لسيدنا محمد ونحن غير مكلفين بما تحتوي طبعا لا فهذه الآية هي أمر لنا وهي الطريقة التي يجب أن نتبعها في الدعوة وكذلك قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُواْ بَيْنَ اللّهِ وَرُسُلِهِ وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُواْ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }النساء150 ألا يوجد بين المسلمين من هو على هذا الحال إن كان عامدا أو بدون عمد



أما من ناحية الأخ عمار نجم فأعتقد بأنه مشكور على هذا العمق في تعليقاته لأنه بدون هذا العمق لن نستفيد من التعليق فنحن لا نريد من يداهننا أو يهاترنا وإنما نريد حوار موضوعي لكي يدفعنا باتجاه الحقيقة وهذا ما يفعله الأخ عمار ولا أعتقد أنه يناقش كما وصفت (مجرد وجهات نظر ) (أي أنه سفسطائي ) فالذي يتكلم بهذا العمق لابد أنه صاحب فكر وما علينا هو أن ندفعه كي يقوم بطرحه وأقرب مثال هو الأخ سامر الغنام ( الليل سابقا ) والحوار الموضوعي أشبهه بورق الشحذ لكل فكرة جديدة من أجل أن تظهر بطريقة سليمة وواضحة



أما من ناحية المقالة موضوعنا الحالي فأرجو منك إعادة كتابة كل فقرة منها بمقالة خاصة حتى نتمكن من الحوار بكل موضوع من مواضيعها على إنفراد وبشكل موضوعي هذا إن أردت



وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى



والحمد لله رب العالمين


9   تعليق بواسطة   احمد شعبان     في   الجمعة ٢٦ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[31659]

أخي الحبيب / إبراهيم إبراهيم

تحية مباركة طيبة وبعد

شكرا أخي على نصائحك الغالية والتي أضعها في اعتباري دائما .

وأنا لا أنكر الفلسفات ، وقد تعلمت منها الكثير وخصوصا مسألة ترتيب الأفكار متسلحا بالمناهج العلمية التي مارستها في عملي .

أما قولي ( وجهة نظر ) فأنا أقصد بها نفسي وليس الأستاذ عمار .

وقولي عن زيادة تعمقه ، فأنا لا أخفي عليك في بعض الأحيان يكون الموضوع مطروح أمامه منطقيا ويصر على قول السلف بل ويتحجج بهم ، فمثلا موضوع ( يوقد ) يصر على حتمية النار رغم أن الآية الكريمة لم تقل ذلك ، علاوة على أن لدينا أساليب حديثة للوقود ، فمثلا ألا يمكنني أن أوقد تحت إناء بسخان كهربائي دون نار ، وقد يكون ذلك غير معروفا لدى الأقدمين فهل معنى ذلك نتمسك برؤيتهم ، وقد طالت المداخلات حول هذه النقطة بالذات ، ولم نتناقش حول الموضوع الأصلي .

أما قولي ( في الحقيقة أنا لا أختار الموضوعات إلا آنيا حسب ما يفتح به الله على ) لم يكن في الحقيقة انفعالا بقدر ما هو حاصل فعلا ، فأنا أترك نفسي دائما للتداعي الحر ، والموضوع الذي يخطر على بالي وأراه متكاملا ومناسبا للحظته أقوم بكتابته ، ليس على فترة واحدة ولكن على فترات متعددة وحين أراه مرضي بالنسبة لي أقول بعرضه .

أما من ناحية إعادة كتابة الفقرات بصورة موسعة فسأحاول أن أفعل بإذن الله تعالى ، ولكن المشكلة عندي فيما يمكن أن يقال عنه الاقتصاد اللساني حرصا مني على وقت القارئ أقوم بكتابة الموضوعات الرئيسية فيما قل ودل .

وأخيرا الحمد لله أننا أنا وأنت لا نسئ الظن بأحد ، وعلى الله قصد السبيل .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .


 


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-09-27
مقالات منشورة : 144
اجمالي القراءات : 2,210,076
تعليقات له : 1,291
تعليقات عليه : 915
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt