تعليق على قضية الفيشاوى وهند الحناوى:
أدعوهم لآبائهم : حتى ولد الزنا يلحق بأبيه فى تشريع الاسلام

آحمد صبحي منصور Ýí 2006-08-06


لا أقصد على الاطلاق تأييد ذلك الفيشاوى فى اتهامه لهند الحناوى بالزنا ولكن أرد على تللك الفتوى السامة التى تسىء للاسلام العظيم فى مبدئه الاساسى وفى قواعده التشريعية وفى أحكامه التفصيلية . انها الفتوى التراثية القائلة بعدم نسب ولد الزنا لأبيه.
هناك فارق بين تشريعات الاسلام وتشريعات الفقهاء المسلمين فى العصور الوسطى والتى لا يزال شيوخ التقليد والجمود فى عصرنا يستشهدون بهم حتى الآن. ومنها أخذوا تلك الفتوى الآثمة يحاولون احياءها فى عصرنا لتضيف الى ضحاياها مولودة بريئة، ظلمها أبوها واستخدم معه فقهاء التخلف لتأكيد الظلم لها وللاسلام معا.
أولا : نبدأ بتشريع القرآن والذى كان أغلبه مطبقا فى هذه الحالة قبل العصر العباسى – عصر التدوين الفقهى .
1- ان الفتوى بعدم صحة نسب ابن الزنا لأبيه تظلم نفسا بريئة لم ترتكب اثما. والظلم محرم فى تشريع الرحمن الذى لا "يريد ظلما للعالمين" ان هذه الفتوىتناقض القسط أو العدل. والقسط هو المبدأ الاسلامى أو المقصد الأعلى فى انزال الكتب السماوية كلها وليس القرآن وحده، انه – أى القسط – هو الهدف الأسمى لارسال كل الرسل والأنبياء وليس خاتم النبيين محمد وحده.اقرأ قوله تعالى " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ."الحديد 25". أى ان فقهاء التقليد والجمود يعملون لاقامة الظلم بديلا عن القسط ، وحسابهم عند ربهم شديد ان لم يتوبوا علنا ويرجعوا عن فتاويهم الضالة السامة.
2- ان هذه الفتوى السامة تناقض أيضا قاعدة أصولية تشريعية تكررت فى القرآن الكريم وهى "ألا تزر وازرة وزر أخرى " أى لا يتحمل برىء مسئولية ذنب لم يقع فيه . وقد تكررت هذه القاعدة الاصولية التشريعية فى القرآن الكريم خمس مرات( الانعام 164 الاسراء 15 فاطر 18 الزمر 7 النجم 38 ) ثم يؤكدها رب العزة جل وعلا فى مواضع كثيرة منها فى سورة النساء وحدها قوله تعالى "ومن يكسب اثما فانما يكسبه على نفسه" آية 111." من يعمل سوءا يجز به." "آية123 " أى أن الجانى وهو الأب المعترف بالزنا هو الذى يجب أن يحكم عليه الفقهاء بالجلد مائة جلدة. أما الوليدة المسكينة فلا يصح مطلقا أن تتحمل خطأ ابيها وتحرم من النسب ، طالما أصبح أبوها معروفا أو يمكن معرفته.
3- ان هذه الفتوى السامة تناقض حكما تشريعيا الاهيا قرآنيا فى وجوب نسبة المولود لأبيه طالما كان معروفا الأب بغض النظر عن مجيئه بزواج شرعى أو زواج فاسد او متنازع فيه او مجيئه بعلاقة غير شرعية. ان الله تعالى يقول " ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله. فان لم تعلموا آباءهم فاخوانكم فى الدين ومواليكم. وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما. ألأحزاب 5 " قد يصرخ فقهاء السوء قائلين ان هذه الآية نزلت فى قصة الصحابى زيد بن حارثة الذى تبناه النبى فنزل القرآن يمنع التبنى ويأمر باعادة نسب الابن بالتبنى لأبيه الأصلى. ولكنهم بذلك يتجاهلون القاعدة القائلة ان خصوص السبب لا يمنع عموم الاستشهاد . أى أن هذه الاية الكريمه تنطبق على الجميع فى وجوب نسبة كل مولود لأبيه اذا علم من هو الأب . ثم ان الله تعالى هنا يربط الحكم الشرعى بالمقصد التشريعى قائلا " هو أقسط عند الله " أى ان نسبة الابن لأبيه الحقيقى الطبيعى هو الأصل الشرعى فى الموضوع لأنه يتفق والقسط أو العدل فى الاسلام وكل الرسالات السماوية. وقد يكون ذلك الابن قد تبناه غير والده حبا فيه ورعاية له – ربما تفوق على رعاية الأب الأصلى ، ولكن هذا لا يمنع أن القسط والعدل فى اعطاء الابن الانتساب الى ابيه كى يتمتع بكل مميزات البنوة من ارث وعزوة وانتماء طبيعى حقيقى لمن جابيعى حقيقى لمن جاء منه .
ثانيا: حين نزل القرآن الكريم أقر كل الانساب على ما هى عليه وباعتراف المجتمع بها. وكان من انواع النكاح والزواج ما نزل القرآن يحرمه ويعتبره فاحشة ومقتا وساء سبيلا، وذلك مثل زواج من تزوجها الأب " " ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء الا ما قد سلف انه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا .""النساء 22" وهذا الوصف للزواج ممن تزوجها الأب جاء أيضا وصفا للزنى بل يفوقه . يقول تعالى" ولاتقربوا الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا".الاسراء 32". وكان هناك انواع من المعاشرة الجنسية حذر منها القرآن واعتبرها من الزنا مثل اتخاذ الخليلات والأخدان ونكاح السفاح "النساء24- ..25المائدة 5 ". وكان هناك كثيرون جاءوا ثمرة لتلك العلاقات التى حرمها الاسلام ، كما كان هناك كثيرون أيضا جاءوا من زنا صريح عن طريق البغايا ذوات الرايات الحمراء اللاتى يمارسن الزنا بدون تمييز مع كل من يدفع الأجر، فكانت اذا ولدت طفلا الحقته بمن تشاء ممن يدخل عليها من زبائنها . كل اولئك الذين جاءوا عن هذا الطريق واعترف المجتمع الجاهلى ببنوته لابيه جاء الاسلام وأقر نسبه لأبيه بغض النظر عن كيفية مجيئه هل بنكاح فاسد ام بزنا صريح .
اشهر حالة من هذا النوع هو الصحابى المشهور عمرو بن العاص .
قيل فيه :اما نسبه فهو عمر بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيّد بن سهم بن عمرو بن هصيص ابن كعب بن لوي القرشي، احد "دهاة العرب الخمس". قال الرازي في تفسيره 8 ص 503، روي أن العاص بن وائل كان يقول : "إن محمدا أبتر لا ابن له يقوم مقامه بعده، فإذا مات انقطع ذكره، واسترحتم منه، وكان قد مات ابنه عبد الله من خديجة"، وهذا قول ابن عباس ومقاتل والكلبي وعامة أهل التفسير. وذكر الفخر الرازي أن أبي جهل وأبي لهب وعقبة بن أبي معيط كانوا يشنئون رسول الله (ص) إلا أن ألهجهم به وأشدهم شنئة العاص ابن وائل. وقد اجمع المفسرون ان الاية الكريمة "ان شانئك هو الابتر" انما نزلت بحق العاص بن وائل. هذا من جهة الاب.
اما من جهة الام وكما جاء عنها في العقد الفريد وبلاغات النساء وروض المناظر وثمرات الاوراق وجمهرة الخطب فاسمها ليلى أشهر بغي بمكة وأرخصهن أجرة، ولما وضعته ادعاه خمسة كلهم أتوها غير أن ليلى ألحقته بالعاص لكونه أقرب شبها به، وأكثر نفقة عليها. ذكرت ذلك أروى بنت الحارث بن عبد المطلب لما وفدت إلى معاوية فقال لها : "مرحبا بك يا عمة ؟ فكيف كنت بعدنا ؟ فقالت : يا بن أخي ؟ لقد كفرت يد النعمة، وأسأت لابن عمك الصحبة، وتسميت بغير اسمك، وأخذت غير حقك، من غير بلاء كان منك ولا من آبائك، ولا سابقة في الاسلام، ولقد كفرتم بما جاء به محمد (ص) فأتعس الله منكم الجدود، وأصعر منكم الخدود، حتى رد الله الحق إلى أهله، وكانت كلمة الله هي العليا، ونبينا محمد (ص) هو المنصور على من ناواه ولو كره المشركون، فكنا أهل البيت أعظم الناس في الدين حظا ونصيبا وقدرا حتى قبض الله نبيه (ص) مغفورا ذنبه، مرفوعا درجته، شريفا عند الله مرضيا، فصرنا أهل البيت منكم بمنزلة قوم موسى من آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، وصار ابن عم سيد المرسلين فيكم بعد نبينا بمنزلة هارون من موسى حيث يقول : يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، ولم يجمع بعد رسول الله لنا شمل، ولم يسهل لنا وعر، وغايتنا الجنة، وغايتكم النار". فقال لها عمرو بن العاص : أيها العجوز الضالة ؟ أقصري من قولك، وغضي من طرفك . قالت : ومن أنت ؟ لا أم لك . قال : عمرو بن العاص . قالت: "يا بن اللخناء النابغة تتكلم وأمك كانت أشهر امرأة بمكة وآخذهن لأجرة، إربع على ظلعك واعن بشأن نفسك فوالله ما أنت من قريش في اللباب من حسبها ولا كريم منصبها، ولقد إدعاك ستة نفر من قريش كله يزعم أنه أبوك فسئلت أمك عنهم فقالت : كلهم أتاني فانظروا أشبههم به فألحقوه به، فغلب عليك شبه العاص بن وائل فلحقت به، ولقد رأيت أمك أيام منى بمكة مع كل عبد عاهر، فأتم بهم فإنك بهم أشبه".
وعدّه الكلبي من الأدعياء في باب - أدعياء الجاهلية - وقال : قال الهيثم : "ومن الأدعياء عمرو بن العاص، وأمه النابغة حبشية".
الخلاصة ان التاريخ يذكر ان عمرو بن العاص كان ابن زنا ولكن حمل اسم ابيه ولم يؤاخذه المجتمع القرشى بخطيئة ابيه وأمه بل ظهر نبوغه السياسى ففاق كثيرين .

قضية أخرى أكثر تعقيدا وأكثر دلالة. فالأب هنا مات دون أن يعلن ان ذلك الولد المجهول الأب هو ابنه لصلبه ، ثمرة لعلاقة آثمة بينه وبين "سمية" احدى العاهرات المشهورات فى ثقيف. انه – اى الابن – زياد ابن أبيه . أشهر قواد الدولة الأموية وأشهر ولاتها على العراق وما يليه شرقا الى أواسط آسيا. نشأ زياد بن أبيه لا يعرف له أبا فاشتهر باسم زياد أبن أبيه . الا ان كونه من ولد زنا لم يقف عائقا دون ظهور نبوغه . اكتسب ثقة أمير المؤمنين على بن أبى طالب فى خلافته فولاه فارس وما يليها من المشرق، فضبط أحوالها ، بمقتل على ظل زياد بن ابيه والى على فى فارس فى موقعه رافضا أن يبايع معاوية. بعث معاوية الى داهية آخر هو المغيرة بن شعبة يستشيره فى زياد ابن أبيه قائلا : داهية العرب ومعه أموال فارس وجنده طوع أمره ." لم يكن زياد يحتاج مالا ولا جاها وليس لدى معاوية ما يقدمه له الا قصة قديمة ترددت فى حياة أبيه أبى سفيان وعلاقته بتلك البغى أم زياد فى الجاهلية ، وأقاويل لبعض الناس زعموا – بعد موت أبى سفيان – انه اعترف لهم انه الوالد الحقيقى لزياد الا انه يخشى اعلان اعترافه به . أبدى معاوية رغبته فى أن يعترف بنسب زياد الى أبيه ليصبح أخا له ويصير اسمه الرسمى زياد بن ابى سفيان فى مقابل انضمام زياد اليه. حمل المغيرة هذا العرض الى زياد فوافق عليه وانضم بجنده وعدته وعتاده وامواله الى معاوية. حدثذلك سنة 44 من الهجرة. والقصة مشهورة فى الحوليات التاريخية الاسلامية.
هذا العمل السياسى لم يعجب بالطبع خصوم معاوية وأتباع على وآله فلم يعترفوا بالنسب الجديد وتمسكوا بتسمية زياد بابن أبيه. بعضهم هاجم معاوية شعرا أشهره ما قاله يزيد بن المفرغ الحميرى:
ألا أبلغ معاوية بن حرب مغلغلة عن الرجل اليمانى
أتغضب أن يقال أبوك عف وترضى أن يقال أبوك زانى؟
فاشهد أن رحمك من زياد كرحم الفيل من ولد الأتانى
الخلاصة هنا أيضا ان أحد الصحابة الذى زعموا انه كان امين النبى على الوحى والذى اصبح خليفة مشهورا للمسلمين الحق ابن زنا بأبيه بعد موته لغرض سياسى واضح ، وقد احتج عليه كثيرون بالشعر وبالنثر ولكن فى كل الروايات التى قيلت فى الموضوع لم يقل أحدهم فى احتجاجه تلك الفتوى السامة بأن الزنا لا يثبت نسبا . السبب بسيط . لم تكن هذه الفتوى الآثمة قد تم اختراعها بعد.

ثالثا : التشريع المدون فى العصر العباسى – خصوصا السنى منه – يناقض التشريع القرآنى فى مقاصده وقواعده وتفصيلاته. وقد اثبتنا هذا فى مؤلفات لنا منشورة هنا منها " لا ناسخ ولا منسوخ فى القرآن الكريم: النسخ فى القرآن يعنى الكتابة والاثبات وليس الحذف والالغاء" و" التأويل " لكن نضيف هنا ملمحا آخر داخليا فى الفقه السنى هو قيام بنائه على التناقض والاختلاف . ومنذ دراستنا المبكرة فى الأزهر تعلمنا عبارة مأثورة كانت تتردد فى كل صفحة عدة مرات هى :" اختلف فيها العلماء" ويعنى المؤلف علماء مذهبه . أى اختلف علماء المذهب الواحد فى كل قضية فقهية ، فكيف بكل العلماء فى كل المذاهب فى كل التفصيلات ؟ ان الاختلافات الفقهية فى هذا الموضوع كثيرة ومتشعبة وبعضها يضحك منها الحزين ، ولكننا لسنا فى مجال الافاضة فى هذا اللغو الفقهى.
فاذا قال بعض الشيوخ او القانونيين عن حكم فقهى انه حكم الشرع أو حكم الشريعة فالأولى به ان يبحث لنفسه عن مهنة أخرى يتوارى بها عن أعين الناس لانه مثل مدرس الرياضيات الذى لا يحفظ جدول الضرب . لا بد ان نعرف أولا الفارق بين الفقه والشريعة الاسلامية . الشريعة الاسلامية هى التشريع الذى جاء فى القرآن الكريم من لدن الله تعالى . أما الفقه وكتب الأحاديث فهى اجتهادات لفقهاء المسلمين متأثرة بعصرهم وظروفهم وشخصياتهم . ولذلك اختلفوا الى مذاهب والى مدارس داخل كل مذهب. والحل الوحيد امامنا أن نجتهد فى ايجاد فقه متطور يلتصق بالقرآن الكريم معبرا عن عصرنا نحن وليس عن عصورالظلام فى القرون الوسطى.
أخيرا
: لقد جاءت قضية هند والفيشاوى لتثبت صحة ما نناضل من أجله .
قلنا ولا زلنا نقول ان الاستبداد بتراكمه يؤدى الى الفساد الاجتماعى والاقتصادى والاخلاقى . وقلنا ولا نزال نقول أن التدين الوهابى السطحى والاحتراف الدينى مقترنان . ولذا نحتاج الى اصلاح دينى سياسى . نحتاج الى مجتمع يعرف الحياء ولا يعرف الخوف ، يعرف التقوى ولا يعرف الرياء والنفاق . يعرف الصراحة والمواجهة ولا يسكت على بؤر الفساد فى داخله حتى تتعفن ويخشى من مناقشتها خوف الفضيحة والعار.
من أسف أن الداء قد تمكن منا حتى أصبح بعض مشاهيرالدعاة الكبار والصغارلا يكذب ابدا الا حين يتكلم. ومنهم من تطارده فى حياته أو بعد موته قصص تخجل العواهر من سماعها . ومع ذلك يتيح المناخ الفاسد لهم ان يستمروا فى الوعظ والارشاد لسبب بسيط أنهم لا يزالون يوهمون الناس انهم ليسوا محتاجين للاصلاح فهم خير أمة أخرجت للناس وان مصيرهم الى الجنة مهما فعلوا بالشفاعة التى زعموها للنبى محمد ، وان المصائب التى تنهال عليهم سببها الغرب وامريكا واسرائيل ، أى لا بد ان نصلح الغرب واسرائيل وامريكا حتى لا يتآمرون علينا. ,بالتالى فانهم يكرهون أى مصلح لأنه يدلهم على أساس الداء ويضع اصبعه على الجرح فيتالمون وينطلقون فى السب للطبيب واتهامه مع انه يرجو لهم الخير ولا يسألهم أجرا .
مبروك هذا المناخ الفاسد على الداعية التقى النقى الذى لا يكذب أبدا الشيخ احمد الفيشاوى عليه سحائب الرحمة والرضوان. ولا عزاء لهند الحناوى وابنتها المسكينة...
آه يا بلد !!

اجمالي القراءات 41255

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4979
اجمالي القراءات : 53,295,662
تعليقات له : 5,323
تعليقات عليه : 14,621
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي