حد الردة والتحريض علي العنف ..

عمرو اسماعيل Ýí 2007-07-26


بعد الجدل الفارغ علي مقال الدكتور علي جمعه في جريدة النيوزويك عن حق المسلم في ترك دينه ثم تراجعه عنه خوفا أو تقية .. فهناك حقيقة يجب أن يفهمها كل من يعترض علي مقال علي جمعه ..أن الكلام عن حد الردة وقتل من يرتد عن دينه اعتمادا علي حديث أحاد..أيا كان هذا الدين .. الاسلام أو غيره .. هو تحريض علي العنف ..ومخالف لكل القوانين الدولية بل والمحلية في مصر .. فالاعلان العالمي لحقوق الانسان والدستور المصري وجميع دساتير العالم الحر تؤكد علي حرية العقيدة .. حرية الاعتقاد وتغيير الاعتقاد بل والدعوة السلمية لأي عقيدة ..


ولكل من لا زالوا يعيشون في العصور الوسطي .. أقول لهم .. أن الدعوة لقتل إنسان لمجرد أنه يغير عقيدته ..هو تحريض علني علي العنف ..يجب أن يصنف من يقوله أنه إرهابي ويعامل علي هذا الأساس ..لأن الحقيقة تقول أن هذه الدعوة الخبيثة هي سبب ما يعانيه العالم الآن من إرهاب مقيت وخاصة ما يعانيه العالم العربي والاسلامي ..وخاصة فيما رأيناه أمس من قتل خسيس وجبان لأبرياء كل جريمتهم أنهم خرجوا فرحين بفوز فريق كرة القدم العراقي علي كوريا ووصوله الي نهائي كأس آسيا .. علي يد مهووس يؤمن مثل يوسف البدري الأكثر هوسا بحد الردة ..
لا يوجد في القرآن أي شيء عن حد اسمه حد الردة أو عن أي عقوبة دنيوية علي من يغير دينه .. .. وحتي الحدود القاسية مثل قطع يد السارق أصبحت لا تطبق الآن لأنها غير موافقة لحقوق الانسان ..وهي حقيقة كل من يحاول أن يلتف حولها هو في الحقيقة يضحك علي نفسه ...كان من باب أولي بهؤلاء المهووسين الذين مازالوا يتكلمون عن حد الردة الغير منصوص عليه في القرآن أن يطالبوا بتطبيق الحدود المنصوص عليها بصراحة ..
ولكن لأنهم يعرفون أنه ليس بقدرتهم أو قدرة أي حكومة حالية في مصر أو حتي في تركيا التي فرح الفارحون بفوز حزب العدالة الذي يدعي البعض أنه اسلامي رغم أنه أعلنها صراحة أنه موافق ولا يعارض النظام العلماني أو الدستور العلماني المطبق في تركيا .. يتكلمون عن شيء يعرفون قبل غيرهم أنه من سابع المستحيلات تطبيقه ..
ولهذا أقول للمفتي ومن اعترض عليه .. أنكم تشغلون الناس بقضية فارغة ليس لها أي مكان الآن في القرن الواحد والعشرين .. قضية حد الردة ..
لا يوجد في القرآن شيء اسمه حد الردة .. وحسب القانون العالمي والدستور المحلي .. من يطالب بتطبيق حد الردة هو في الحقيقة ارهابي محرض علي العنف يجب أن يوضع وراء الاسوار ليتقي الناس شره وشر أفكاره التي انتجت لنا مثل هؤلاء الانتحاريين المهووسين الذين فجروا أنفسهم في مشجعي كرة القدم في العراق فماتوا هباءا ليكون مأواهم جهنم وبأس المصير وقتلوا معهم أبرياء لا ذنب لهم إلا حبهم لبلدهم وحبهم لكرة القدم ..
هناك أحكام في القرآن الكريم لا تطبق الآن مثل أحكام الرق وما ملكت الأيمان وأحكام أهل الذمة لا نتفاء العلة ...حيث أصبح لا يوجد رقيق ولا ماملكت الأيمان ولا يوجد أهل ذمة ..
وهناك حدود لا تطبق الآن رغم ذكرها صراحة في القرآن وليس في أحاديث أحاد ..وكلنا يعرف لماذا لا تطبق .. مهما ادعينا عكس الحقيقة ..
ثم نجد من يشغلون الناس بكلام عن حد ...ليس فيه نص في القرآن ومخالف للقانون الدولي والدساتير المحلية ..اي غباء أكثر من هذا ..
بدلا من التركيز علي أهمية مكارم الأخلاق في الاسلام ..وعن العدالة واحترام حقوق الانسان .. وعن أهمية الشوري ومطابقتها للديمقراطية ..
لقد شغلتنا يا سيادة المفتي بفتوي التبرك ببول الرسول ..كما شغلنا رئيس قسم الحديث بفتوي إرضاع الكبير وهاأنت تشغلنا مرة أخري بقتل المرتد فتفتي وتتراجع .. رغم أن الحقيقة تقول أن من يغير دينه الي دين غير الاسلام هو في الحقيقة غير مرتد ...لأنه لم يختار الدخول في الاسلام بإرادته الحرة .. بل أصبح مسلما بالوراثة وشهادة الميلاد .. تماما مثل أتباع اي دين آخر ..
كفانا تهريجا .. وكفانا فتاوي القهاوي .. ولنحتكم جميعا الي قانون واحد ..وهو القانون الذي يسنه مجلس الشعب المنتخب ..وحسب علمي البسيط لا توجد قوانين تسمح بمعاقبة أي مرتد ..
وليتوقف القضاة عن الحكم في أي قضية إلا بما هو منصوص عليه قانونا ..فالمادة الثانية في الدستور وحسب تفسير المحكمة الدستورية العليا هي فقط للمشرع وليس للقاضي ..ليس للقاضي أن يحكم بهواه ..بل يجب أن يحكم بمواد القانون ..أو يتنحي عن المنصة ..
ماهذا التخلف الذي وصلنا اليه ..
عمرو اسماعيل

اجمالي القراءات 10392

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   آية محمد     في   الأحد ٢٩ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9573]

حد الردة

حد الردة فيه إهانة للدين الإسلامي الحنيف، فهل أصبح الإسلام مؤسسة سرية مثل الماسونية ومن خرج منها يقتل حتى لا يبيح بأسرارها للعالم الخارجي؟
الإسلام أعظم بكثير من أن يجبر منافقين على البقاء بداخله. الإسلام ليس فى حاجة للبشر بل البشر هم من فى حاجة إليه ومن شاء فليؤمن وويفوز بالحياة والآخرة ومن شاء فليكفر وحسابه عند الله.

لا يهين الإسلام إلا هؤلاء الصعاليك المتحدثين بإسمه، إتركوا الدين لله وكفاكم مسلسلات مملة.

شكرا للدكتور عمرو

2   تعليق بواسطة   عمرو اسماعيل     في   الأحد ٢٩ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9590]

منافقين وليس مؤمنين ..

بسبب ما يسمي بحد الردة وصكوك التكفير ..للأسف أصبح هناك منافقين وليس مؤمنين حقيقيين ..
المؤمن الحقيقي هو من يؤمن بالله واليوم الآخر ويعمل صالحا ...بدلا من التفرغ للتكفير والتحريض علي العنف وإعطاء نفسه الحق دون وجه حق أن ينصب نفسه متحدثا رسميا باسم الله ..يكفر هذا ويخون هذا ..ويدخل هذا الجنة ويخرج آخر منها ..
الاسلام الحقيقي أقوي من أن يرتد المئات بل الآلاف ..ويخاطب العقول والقلوب بالكلمة الحسنة والحكمة وليس بالسيف والكرباج ..
الدعوة هي أساسا قدوة وموعظة حسنة ..وليس إرهابا وقتلا وعنفاماديا ومعنويا ..
أشكرك يا بنيتي ..

3   تعليق بواسطة   محمد مهند مراد ايهم     في   الأحد ٢٩ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9592]

كيف يتفق مع العقول

الله سبحانه وتعالى حين فرض عقوبة الزاني اشترط لتطبيقها وجود اربعة شهداء كيف يتفق مع العقول سن تشريع يهدر فيه دم العشرات وربما المئات بناء على شهادة وحيدة ولا يجوز تطبيق الحكم الا بوجود شهيدين وربما اربعة في غيرها لا اقول هذا القول كردي على حد الردة فحسب ولكن في ردي على اي حكم يتبناه اهل السنة بناء على رواية وحيدة كحد الردة وحد الزاني المحصن وغيرها كثير

4   تعليق بواسطة   شريف صادق     في   الإثنين ٣٠ - يوليو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[9618]

اللهم أسألك رفع الغمة عمن يناصروك.

لا حول ولا قوة إلا بك يا ربى ..

المفتى يعلن عما يؤمن به جهرا ..

تقوم الكهنه بمهاجمته ..

فينفى جهرا ويحتفظ بما يؤمن به سرا ..

اللهم لا أسأل إلا أنت .. ولا أستعن إلا بك .. ولا يهمنى رضاء أحدا قبلك .. اللهم انت نعم حسبى ونعم وكيلى .. يا من بدلت سنتك وأقريت انك لن ترسل آيات معجزات تخرق ناموس الكون والحياه .. أسالك وأن تسبب الأسباب الدنيوية لرفع هذة الغمة عن قلوب من يتبعوك ويناصروك.

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-09-30
مقالات منشورة : 131
اجمالي القراءات : 1,410,745
تعليقات له : 1,140
تعليقات عليه : 798
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt