أقول عن هذا الجدل بين الرئيس السيسى وشيخ الأزهر حول أهل القرآن

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-11-20


أقول عن هذا الجدل بين الرئيس السيسى وشيخ الأزهر حول أهل القرآن

أولا : عن شيخ الأزهر

1 ـ شيخ الأزهر هاجم تيار القرآنيين  من ورقة كتبوها له ، لم يأت فيها جديد :

2 ـ شيخ الأزهر ينسب التيار القرآنى الى علماء من الهند متناسيا أن الأزهر فى مصر بدأ  الريادة فى الاصلاح الدينى الحقيقى بجهود الامام محمد عبده ، وقد تراجع تلامذته عن مستواه من طه حسين وعلى عبد الرازق ومصطفى عبد الرازق وحتى الشيخ المراغى . ومذ كنت مدرسا مساعدا بجامعة الأزهر بدأت بالبناء على أرساه الامام محمد عبده ، متحملا الإضطهاد بكل أنواعه ، وسار معى كثيرون ، ولا زلنا فى الطريق نجاهد بسواعد عارية وتحت سيف الإضطهاد ، مع هذا فلا نفرض أنفسنا على أحد ولا نفرض رأينا على أحد ولا نطلب أجرا من أحد ، ونعفو ونصفح ما إستطعنا .

3 ـ شيخ الأزهر إستشهد بحديث ( يوشك رجل .. ) ، هذا الحديث صنعه السنيون فى مواجهة القرآنيين فى العصر العباسى  ، وهو يعبر عن جدل فكرى فى العصر العباسى بين السنيين والقرآنيين ، وقبل هذا صناعة هذا الحديث كان جدال الشافعى مع القرآنيين من تلامذة أبى حنيفة . أى إن التيار القرآنى فى تاريخ الفكر للمسلمين بدأ بالإمام أبى حنيفة ، وظل هناك من سار على الطريق يجادل السنيين .

4 ـ الأهم من هذا كله أن خاتم النبيين عليه وعليهم السلام هو أول القرآنيين ، فقد أمره الله جل وعلا أن يستمسك بالقرآن وحده . قال له جل وعلا : (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴿٤٣﴾ الزخرف  ) وأن يتبع القرآن وحده : ( قُل لَّا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّـهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ) ﴿٥٠﴾ الانعام ) (  قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ مِن رَّبِّي ۚ هَـٰذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴿٢٠٣﴾ الاعراف ) (قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٩﴾ الاحقاف )     

5 ـ شيخ الأزهر بإستشهاده بهذا الحديث المصنوع يؤكد إيمانه بأن النبى محمدا عليه السلام كان يعلم الغيب ، وهو بهذا يكفر بالقرآن الكريم الذى يؤكد أن النبى محمدا عليه السلام لم يكن يعلم الغيب وليس له أن يتكلم فيه ، ولا يعرف ماذا سيحدث له أو لغيره فى المستقبل ( الأحقاف 9 ، الآنعام 50 ، والأعراف 188 ) .

6 ـ شيخ الأزهر يؤمن بحديث آخر غير حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم .

6 / 1 : يتمسك بهذا وهو يقترب من الموت ، لا يتعظ بقوله جل وعلا : (أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّـهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ ۖفَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ) ﴿١٨٥﴾الاعراف ). أى لا حديث يؤمن به المؤمن المسلم الحقيقى سوى حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم .

6 / 2 : من يؤمن بحديث آخر يكون مكذبا لحديث رب العزة فى القرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ﴿٤٩﴾ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ ﴿٥٠﴾ المرسلات ) .

6 / 3 : إن الايمان لا يكون إلا بإله واحد هو رب العزة جل وعلا ، وبحديث واحد هو حديثه جل وعلا فى القرآن الكريم ، قال جل وعلا : (تِلْكَ آيَاتُ اللَّـهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّـهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴿٦﴾ الجاثية ) . بعدها يتوعد رب العزة الأفّاكين الآئمين الذين يؤمنون بالأحاديث الشيطانية ومن أجلها يكفرون بالقرآن الكريم ، يقول جل وعلا : ( وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴿٧﴾ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّـهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٨﴾ الجاثية ).

7 ـ شيخ الأزهر من الذين يؤمنون ب ( لهو الحديث ) .

7 / 1 : هناك حديث القرآن الصادق : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ حَدِيثًا ﴿٨٧﴾ النساء ) (  وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّـهِ قِيلًا ﴿١٢٢﴾ النساء ) وهو أحسن الحديث : (اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ) ﴿٢٣﴾ الزمر ).

 7 / 2 : وهناك ( لهو الحديث ) الذى بتمسك به شيخ الأزهر ليضل الناس . قال جل وعلا  عن شيخ الأزهر وأمثاله : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴿٦﴾ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِي أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴿٧﴾ لقمان  ) . حين يقول رب العزة ( ومن الناس ) أى حيث يوجد ناس فمنهم من يقول كذا أو يفعل كذا. وشيخ الأزهر بما يقول وبما يفعل وبما لايفعل يتحقق فيه إعجاز القرآن فى كل ماذكره رب العزة عمّن يكفر بالقرآن الكريم .

8 ـ شيخ الأزهر فى الكلمة التى كتبوها له يكرر نفس الدعوى السقيمة التى تتهم كتاب الله بأنه ليس تاما وليس كاملا ومحتاجا  للبشر فى إستكماله وتفصيله ، فيتكلم عن أن القرآن الكريم لم ترد فيه تفصيلات الصلاة. وقد رددنا على هذا كثيرا بأن الصلاة والصيام والحج تواترت من ملة ابراهيم ، وحدث فيها تحريف ونزل القرآن الكريم يأمر بإتباع ملة ابراهيم حنيفا، ومنهج القرآن فى إصلاح ملة ابراهيم : أنه ما كان بلا تغيير لم يتعرض اليه مثل عدد الركعات ومواقيتها ، وما حدث فيه تحريف أو خلل نزل القرآن يصححه ( الجمعة 9 : ـ  ) والتشريع الجديد نزل القرآن بالتفصيل فيه مثل صلاة الخوف . كان هذا فى الجزء الأول من كتاب الصلاة ، من عشرين عاما ، ونكتب الآن الجزء الثانى عن الصلاة فى تاريخ المسلمين وتواترها .

9 ـ شيخ الأزهر بسعيه فى إثبات أن القرآن ناقص وغير تام يجعل نفسه من الذين يسعون فى آيات الله معاجزين ، قال جل وعلا عنهم : ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿٥١﴾ الحج ) (  وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ ﴿٥﴾ سبأ ) (وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَـٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ﴿٣٨﴾ سبأ ) .

10 ـ شيخ الأزهر يفرض على مصر أحاديث متناقضة أثبتنا تناقضها وتخلفها ، ومنها أحاديث تستحل الدماء . شيخ الأزهر بهذا يصد عن الاسلام الذى نزل قرآنا ورحمة للعالمين ( الأنبياء 107 ) . شيخ الأزهر يستخدم سلطته فى الصّدّ عن سبيل الله ليجعل الدين عوجا . توعّد الله جل وعلا هذا الصنف بالنار: (الأعراف 44 : 45 ،  هود ــ 19 ،  ابراهيم 2 : 3 ).

11 ـ الذى يتصدى لإضلال الناس لا يمكن ان يهتدى حتى لو كان النبى محمد عليه السلام هو الذى يدعوه ، قال جل وعلا : (إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي مَن يُضِلُّ ) ﴿٣٧﴾النحل)  . تخيل شيخا ظل معظم حياته يدعو الى الضلال وبهذا الضلال صارت له مكانة ، هل يمكن أن يتوب ويعلن توبته على الملأ ؟ كتبنا فى هذا مقالا بعنوان ( هل يمكن أن يتوب علنا شيخ الأزهر ).

12 ـ ما قاله شيخ الأزهر عن الاسناد فى الحديث مستشهدا بأقوال المستشرقين يدل على جهل رائع . أثبتنا تناقض الاسناد مع القرآن ومع المنهج العلمى والقضائى فى بحث نشرناه عام 1998 .

 ثانيا : تعليقا عما قاله الرئيس السيسى

1 ـ يمتاز الرئيس السيسى عن سلفه بأنه مثقف وقارىء . وقد فطن الى أهمية الاصلاح الدينى ، ووضعه بذكاء سياسى تحت عنوان ( إصلاح الخطاب الدينى ) ، ودعا شيخ الأزهر وبطانته الى تفعيل الاصلاح فى الخطاب الدينى. أى يطلب من سبب المشكلة أن يقوم بإصلاح المشكلة ، بينما لا يمكن الاصلاح إلا بإزالة السبب. أفشل شيخ الأزهر مشروع الرئيس السيسى فى إصلاح الخطاب الدينى ، وقد إستقوى شيخ الأزهربالنفوذ السعودى . ثم جاء ولى العهد السعودى بإجراءات مفهوم منها عدم الاعتداد بالوهابية التى يتمسك بها شيخ الأزهر ، فلزم شيخ الأزهر الصمت . ثم جاءت مناسبة الاحتفال بالمولد النبوى أمس فظهر الخلاف بين الرئيس والشيخ . هذا مع أنه بمقدور الرئيس السيسى عزل شيخ الأزهر وبطانته ، وهذا الشيخ وبطانته لا ثقل لهم سياسيا ولا شعبيا. !  

2 ـ فى عام 1998 واثناء عملى فى مركز ابن خلدون شاركت فى مشروع لاصلاح التعليم المصرى ليكون أكثر تسامحا مع الأقباط ، وتوليت إصلاح مادة التربية الدينية ، وكتبت ( دليل المعلم ) ومقترحات بديلة لمادة التربية الدينية ، وقمت بتأليف فيلم تسجيلى عن التسامع فى الشعب المصرى ، وسيناريو عن قصة تسامح لمصرى قبطى عاش فى العصر العباسى ، وتم إنتاجهما ضمن المشروع. أعلن الأزهر الحرب علينا وآزرته أجهزة الدولة وكانت النتيجة غلق مركز ابن خلدون وسجن سعد الدين ابراهيم وسجن بعض أهل القرآن ، وهروبى الى امريكا. الآن يأتى فى الأخبار إعلان وزير التعليم المصري عن كتاب واحد لمادة الدين للمسلمين والمسيحيين يركز على الأخلاق ، وهو محتوى مشروع إصلاح التعليم الذى واجهنا به دولة مبارك من حوالى عشرين عاما. كم فقدت مصر من الآثار المدمرة للوهابية وتطرفها وجمود الأزهر خلال هذه المدة ؟ وكم ينتظر مصر إذا ظلت تتردد فى فرض الاصلاح الدينى ؟

3 ـ يرتكز الاصلاح الدينى إسلاميا على المبادىء الآتية :

3 / 1 :الاسلام فى معناه السلوكى هو السلام، وكل إنسان مسالم فهو مسلم بغض النظر عن ملته وإعتقاده ودينه المُعلن . وعلى أساس المسالمة تكون المواطنة الكاملة والمتساوية لجميع سكان مصر، فكل مواطن مسالم فهو مسلم . على النقيض من ذلك فإن الذى يرفع السلاح يقتل الناس ويقوم بالإكراه فى الدين فهو بسلوكه كافر محارب لله جل وعلا ورسوله مستحقا أقصى العقوبة إن لم يتب ، ( المائدة 33 : 34 )  

3 / 2 : الاسلام بمعناه القلبى هو التسليم بأنه لا إله إلا الله جل وعلا دون تقديس لبشر حتى الأنبياء . الله جل وعلا هو الذى سيحكم على الناس يوم القيامة فيما يخص الاسلام القلبى ، وبالتالى فليست وظيفة الدولة هداية الناس وإدخالهم الجنة لأن الهداية مسئولية شخصية ومن إهتدى فالنفسه ومن اساء فعليها ، قال جل وعلا :(مَّنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ) ﴿١٥﴾  الاسراء  ) (فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ ﴿٩٢﴾ النمل )

3 / 3 : يترتب على هذا :

3/ 3 / 1 : أن تقتصر وظيفة الدولة على ضمان العدل والأمن والحرية الدينية والسياسية والاقتصادية للمواطنين وكفالة الفقراء والمحتاجين.

3 / 3 / 2 : ألا تكون فى مصر مؤسسة رسمية تتحكم فى الدين على انهم وكلاء الله جل وعلا لهداية الناس . وبعض الأيات التى تؤكد المسئولية الشخصية فى الهداية أو الضلال تؤكد أن النبى محمدا عليه السلام ليس وكيلا مفوضا من رب العزة جل وعلا ، قال جل وعلا: (فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ) ١٠٨﴾ يونس ) (  فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَلِنَفْسِهِ ۖوَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ ) ٤١﴾ الزمر). (قَدْ جَاءَكُم بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا ۚ وَمَا أَنَا عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ ﴿١٠٤﴾ الانعام ) . إذا كان هذا هو حال النبى نفسه فكيف بغيره ؟

3 / 3 / 3 : إرجاع الأزهر ما كان عليه من تأسيسه عام 972 وحتى 1920 تقريبا ،مجرد مسجد للعبادة تقوم عليه جمعية أهلية تتعيش من التبرعات وخاضعة للإشراف الحكومى ، وإلحاق التعليم الأزهرى قبل الجامعى بوزارة التعليم وتحويل جامعات الأزهر الى جامعة مدنية كباقى الجامعات ، وإلغاء كليات اصول الدين والشريعة والدراسات الاسلامية وإلغاء كل المؤسسات الدينية التابعة للأزهر من الفتاوى ومجمع البحوث ،  وإشراف الدولة على المساجد لتتحول الخطبة فيها الى تعليم للأخلاق الحميدة ، وليس للإنشغال بالسياسة والحكم. هذا يوفر البلايين من ميزانية الدولة ويريحها من عبء حماية فكر دينى ظهر للعالم خطورته ودمويته ويهدد بإحراق مصر.

3 / 3 / 4 أن تكون الحرية الدينية مطلقة للجميع ، تشمل حرية الاعتقاد وحرية العبادات وإقامة الشعائر وبناء دور العبادة ، بل وحرية الدعوة لأى دين أو ملة طالما لا إكراه فى الدين ولا دعوة لاستعمال العنف مثل أكذوبة حد الردة وتغيير المنكر .

4 ـ الاصلاح الدينى هو الأصل لكنه مرتبط بحزمة إصلاح تبدأ بإصلاح تشريعى يؤهل مصر لتحول ديمقراطى سيستغرق أجيالا . هذا الاصلاح التشريعى يلغى كل القيود على الحرية الفكرية والأبداعية والدينية ويلغى الكثير من قانون العقوبات التى تطارد الأبرياء ، واهمها الحبس الاحتياطى . الاصلاح الدينى مرتبط أيضا بمحاربة الفساد والنظام القضائى والاقتصادى وتغول الجيش والشرطة إقتصاديا وإجتماعيا .

5 ـ هذا الاصلاح يستلزم البدء به فورا فى ظل المتغيرات المتسارعة الآن فى المنطقة. يمكن للرئيس السيسى أن يحتل صفحة محترمة فى التاريخ المصرى إذا تولى هذه المهمة وبدأ بها. التحول الديمقراطى إستهلك قرونا فى الغرب حتى تعلم الغرب ثقافة الديمقراطية . وفى مصر الآن قد يستغرق عقودا من الزمان . وبه سيكتسب الرئيس السيسى قلوب المصريين الذين حملوه من قبل الى الرئاسة بُغضا فى الاخوان المسلمين . عليه أن يرد الجميل للمصريين بالافراج عن كل المعتقلين وتعويضهم والبدء فى الاصلاح التشريعى والدينى ليعيش مع المصريين فى أمن وأمان . أتمنى أن يعيش في مصر رئيس سابق يسير فى الشارع آمنا ، يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق بلا خوف ولا وجل. الارهاب الحكومى يجعل القائمين به يعيشون فى رعب لايأمن أحدهم على نفسه ولا يثق فى الآخرين.آن الأوان لأن يستريح الجميع بالاصلاح السلمى .

أخيرا :

(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ﴿٤٤﴾ غافر  )

اجمالي القراءات 8777

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (11)
1   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الثلاثاء ٢٠ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89654]

إضافة للبيان لو تكرمتم دكتوري العزيز


شكرا دكتور أحمد على هذا البيان .... لو تكرمتم أن أضيف إلى البند التاسع من هذا البيان ((شيخ الأزهر بسعيه في إثبات أن القرآن ناقص وغير تام.... الخ)) أعتقد أن شيخ الأزهر لايقصد أن القرآن ناقص فلا أحد يشك بكمال القرآن ولكنه يقصد على ما فهمت أن "الدين" سوف ينقص ويخسر ثلاثة أرباعه لو تم الاستغناء عن السنة !!! يا خسارة نصيب كلام الله عز وجل عند شيخ الأزهر يعدل الربع أي أقل من نصيب كلام منسوب للنبي !!! هذا ظلم كبير لرب العزة ... بارك الله لنا في عمرك وفي علمك  



2   تعليق بواسطة   أبو أيوب الكويتي     في   الثلاثاء ٢٠ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89657]

أما آن لهؤلاء القوم أن يؤمنوا بأن الله أكبر من محمد !


لا إله إلا الله



3   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   الثلاثاء ٢٠ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89658]

لو صدقت النية


شكرا د أحمد على هذا التبيان واؤكد لكم أن الرئيس السيسى يستطيع رمى الكرة فى ملعب الأزهر بأمر واحد يبدو غاية فى البساطة مع أنه شديد التعقيد ومحال تنفيذه وهو أن يطلب من الأزهريين انتخاب مجموعة منهم تكون مهمتهم تنقية الروايات المنسوبة للرسول من الأكاذيب وذلك فى مدة محددة- هذا مع علمنا أن كلها أكاذيب-عندها لن يستطيعوا إبطال رواية واحدة لأنه سيكون اعترافا صريحا  بأنهم كانوا ساكتين على باطل فما ذا كان سبب صمتهم ولم تركوا الناس يتخبطون, هذه واحدة والأخرى أن الروايات المكذوبة متهافته كقطع الدومينو لو سقطت واحدة فسيسقط الكل لأن مفتريات البخارى وغيره اكتسبت حصانتها فقط من جهل الأغلبية بمحتواها فلو فتح الباب للجميع للفحص والتدقيق فلن تبقى لهذه الروايات قائمة ,أما إذا ركبوارؤوسهم وأكدوا أن كل مابين دفتى البخارى صحيح مثلما يدعى بعضهم فتُجرى مناظرة علنية بينهم وبين القرآنيين عندها سيتعرى المستور الفاسد الذى عملوا على تقديسه وحفظه لقرون طويلة وشكرا.



4   تعليق بواسطة   Ben Levante     في   الثلاثاء ٢٠ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89660]

كيف تزيل المشكلة نفسها


السلام عليكم

ياسيدي، السيسي يمثل المؤسسة العسكرية وهذه المؤسسة ليست السبب في المشكلة المصرية وانما هي المشكلة بذاتها. أنت تطلب لتفادي المشكلة أن تلغي المشكلة نفسها، فهل هذا معقول؟ عندما انتخب رجل مدني من الاخوان المسلمين كرئيس للجمهورية، أصبح الاسلام السياسي في مرمى المعارضة القوية آنذاك، وكان بامكان هذه المعارضة أن تفرض التغيير ولو على مراحل. لكنها استعانت بـ "المشكلة" لحل مشكلة. فأي غباء هذا؟ أغلب ما جاء في مقالكم كوصف للاوضاع اتفق معه، لكني اشعر بأن الحلول المقترحة هي عبارة عن امنيات وتكاد تكون مستحيلة. عندي بصيص من الامل في تونس بأن تتحسن الاوضاع وتصبح التجربة التونسية رائدا لغيرها في الدول العربية الاخرى. هذا من كل الصعوبات والعقبات و و و. فالتجربة الديموقراطية وحرية الفكر ليست كبسة زر.


 



5   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الثلاثاء ٢٠ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89661]

نحن نخاطب الخير فيهم .


مناشدتنا أو إقتراحاتنا ، او مطالتنا للحُكام فى الماضى او فى فى الحاضر بضرورة الإصلاح الدينى ، الذى يبدأ بإصلاح (الأزهر والأوقاف ) رغم إضطهادهم لنا تأتى فى إطار مخاطبة ما تبقى فيهم من خير ،  وإعلاءا لقول الحق والبُعد عن كتمانه ،وحُجة وشهادة لنا أمام الله جل جلاله يوم القيامة  ، والله جل جلاله بعد ذلك هو المُستعان وهو نعم المولى ونعم النصير ...    وأعتقد  أن القرءانيين  قد إكتسبوا تعاطف كثير من العرب  ،او على الأقل تحييد موقفهم منهم وتحوله من العداء المباشر إلى  الحياد على الأقل  بعد خروج صراع السيسى والأزهر للعلن فى إحتفالية (مولد النبى ) وسقطات شيخ الأزهر فيه ، وقد لمست هذا فى منشورات وبوستات وتعقيبات كثير من أصدقاء الفيس بوك الذين كانوا يعترضون سابقا  على  منشورات اصحاب الفكر القرءانى و يهاجمونها  على صفحاتهم ،او على صفحات أهل القرءان (الفردية اوعلى صفحات  المجموعات )  وهذه خطوة  جميلة وإضافة إلى الفكر القرءانى فى مواجهة فكر وأصحاب (لهو الحديث ) .



6   تعليق بواسطة   نهاد حداد     في   الأربعاء ٢١ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89662]

خذوا نصف دينكم عن الحميراء كفيل بأن ينسف كل الأحاديث المنسوبة لعائشة


شهادة المرأة لا تجوز ، ولم نر في حديث واحد أن زوجة من أزواج النبي اتحدت مع عائشة في حديث ، إذن لكن اثنتين حتى تُقبل على الأقل شهادتهما وأحاديثهما،! كيف غاب عن صناع الأحاديث أن نسب الاحاديث الى امرأة واحدة يُسقط مشروعيتها ، كيف غابت كل أمهات المؤمنين وبقي فريقان في النها ئيات أحاديث عائشة عند السنة مقابل أحاديث فاطمة الزهراء عند الشيعة ! لماذا غيب السنيون كل نساء النبي ولم يبز,غ إلا نجم عائشة ؟ هل كان النبي عليه السلام وحاشا لله أن يكون كذلك يخص بالنصح عائشة دون غيرها من أزواجه مع إن رب العزة أمره " وبلغ عشيرتك الأقربين " ! الإسلام في خطر ما لم يراجع السنة والشيعة أنفسهم ويطرحوا التساؤلات الحقيقية عوض التعرض للقرآنيين المسالمين الذين يحاولون التذكير بالذكر ليس إلا ! 



7   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٢١ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89663]

شكرا أحبتى ، اكرمكم الله جل وعلا ، وأقول :


1 ـ لا جدوى من شيوخ الأزهر ، ولا جدوى من تنقية البخارى والأحاديث . لنا مقال منشور هنا بعنوان ( السم الهارى فى تنقية البخارى).

2 ـ كلام شيخ الأزهر يؤكد كفره التام بالقرآن .

3 ـ الله جل وعلا أرسل موسى الى فرعون وليس للمصريين الغلابة . ونحن نخاطب الفرعون الحالى منتهزين فرصة خلاف بينه وبين رأس الكهنوت التابع له ، ننصح ونوضح ، لعل وعسى. 

4 ـ تنتهى مسئوليتنا عند النصيحة ، وهذه هى مهمة المصلح . 

8   تعليق بواسطة   مراد الخولى     في   الأربعاء ٢١ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89665]

لابد من توقف الهجوم على السيسى هنا فى الموقع.


البعض هنا كان يهاجم السيسى بشراسة وفى الحقيقة هو رجل يخاف على بلده وكما قلت مؤخرا قعادى فى القاهرة شهرين غصب عنى أفادنى بأشياء لم أكن أعرفها. أنا أشعر ان السيسى لا يكرهنا ولكنه لا يستطيع التخلص من الأخرف الغير شريف لأن السم قد انتشر فى كثير من الملايين.

9   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٢١ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89666]

لا يخلو أى انسان من الخير ، حتى حسنى مبارك


المصلح يخاطب جانب الخير فى نفس الانسان. 

المستبد هو فى الحقيقة عدو لنفسه أولا. لو تعقّل لأدرك أن الخير له وللناس أن يتحرى العدل والقسط لكى ينعم بحب الناس . والناس لديهم إستعداد لهذا . الحكم بالقهر يجعل المستبد مقهورا من الرعب.لا نريد هذا للحاكم ولا نريده للمحكوم.

الحكم بالعدل وبالحب وبالعطاء يوفر البلايين من الأموال ، ويوفر الأعظم منه وهو السكينة وراحة البال ، والشعور بالأمن والأمان. 

حين نهاجم ظالما فلا نهاجم شخصه ، ولكن نهاجم ظلمه حرصا عليه وأملا أن يتوب ويرجع عن ظلمه ، فهذا هو الخير له وللناس.

لا ننسى أن التوبة متاحة حتى للذين اسرفوا على انفسهم . دعاهم رب العزة جل وعلا ألّا يقنطوا من رحمة الله . سبحانه جل وعلا الغفور الرحيم. 

10   تعليق بواسطة   مصطفى اسماعيل حماد     في   السبت ٢٤ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89673]

ليتهم نقلوه كاملا


كنت أتمنى لونُقل المقال كاملا إذن لعمت الفائدة ولعلم الجميع من  يقول الحق ولا يخشى فى الله لومة لائم ,أعدت قراءة المقال مرارا ورأيت كم كان د صبحى بعيد النظر فى مقاله المركز والذى أصاب كبد الحقيقة .شكرا أستاذنا وهبك الله من فضله وسدد خطاك دائما.



11   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   السبت ٢٤ - نوفمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[89674]

شكرا د مصطفى ، أكرمك الله جل وعلا ، و شكرا للدستور على نشر معظم المقال


لم أتوقع أن يبادر القائمون على جريدة الدستور بنشر هذا المقال ، وأعتبر هذا جُرأة منهم يستحقون عليها الشكر والتقدير . لجريدة الدستور تاريخ معى ، نشرت لى بعض المقالات ورفضت نشر بعضها ت أيضا حين كان ابراهيم عيسى رئيس تحريرها . ومنه بحث ( المسكوت عنه من تاريخ عمر بن الخطاب فى الفكر السنى ) . كان هذا فى التسعينيات .وكنت مُتنا لهم فى كل حال. الان الدستور تحت قيادة الاستاذ مجمد الباز اصبحت معقلا للتنوير.

أرجو أن يواصلوا هذا الدور لأن التنوير الدينى تراجع فى مصر مذ تركتها عام 2001 ، بدليل أن كتبى وأبحاثى المنشورة فى التسعينيات وما قبلها تعتبر مفاجئة اليوم. شيخ الأزهر الحالى يؤمن ب ( حد الردة ) بعد أن كان شيخ الازهر السابق يقترب من إنكاره بسبب حملتنا على هذه الاكذوبة بكتابى ( حد الردة ) وعشرات المقالات وقتها. 

الآن يتجمع المتطرفون لتأييد شيخ الأزهر ضد الرئيس السيسى ، مع انه جدل فكرى يقول كل فريق رأيه دون تدخل سياسى . ولكن المتطرفين يتمسكون بدينهم ويريدون أن تدافع عنه الدولة باستمرار بسجن من ينتقده وبمصادرة الرأى الآخر حتى لو جاء عبر الانترنت. آن الأوان لمصر أن تتخفف من عبء الدفاع عن جهل شيوخ الأزهر .

هل ينسون أننى أنا أيضا شيخ أزهرى وأننى أكثرهم علما .؟

أدعو لمصر بالسلامة. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,372,494
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي