عن الوعد الالهى : ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16) الفرقان ).

آحمد صبحي منصور Ýí 2018-05-23


عن الوعد الالهى : ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16) الفرقان ).

مقدمة : سؤال يقول : ( الله جل وعلا لا يسأله أحد عما يفعل : ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) الأنبياء ) ، أى ليس مسئولا عن شىء أمام عباده . وهناك تعارض بين هذا وبين آية آخرى هى : ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16) الفرقان ). هل هنا تعارض أم ماذا ؟

المزيد مثل هذا المقال :

 وأقول :

أولا : عن قوله جل وعلا : ( لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23) الأنبياء )

1 ـ الله جل وعلا لا يمكن لأحد أن يسائله عما يفعل . من الذى يستطيع أن يسائل الله جل وعلا ؟ ومتى ؟ وأين ؟

2 ـ لقاء البشر بالله جل وعلا سيكون يوم القيامة . وفيه سيحاسب الله جل وعلا البشر.

3 ـ فى هذا الموقف عند العرض أمام الواحد القهار لا يستطيع مخلوق أن يتكلم إلا بعد إذن الرحمن ورضاه . قال جل وعلا : (رَبِّ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) النبا ) ، أى يسرى هذا على الملائكة الكبار بما فيهم الروح جبريل ، كما يسرى على الأنبياء والصالحين والأشقياء على حد سواء ، قال جل وعلا : (ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) هود ).

4 ـ فى هذا اليوم ستأتى كل نفس تدافع وتجادل عن نفسها ، قال جل وعلا :(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111) النحل  ) . لن تسأل نفس ربها عما فعل ، بل ستكون مسئولة عما فعلت .

ثانيا : عن قوله جل وعلا : ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16) الفرقان )

قال جل وعلا : (قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً (15) لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16 ) الفرقان ) . واضح هنا أن السياق عن وعد الله جل وعلا . وتعبير ( كان على ربك وعدا مسئولا ) يعنى الإلتزام الالهى بتحقيق الوعد الالهى .

ونعطى عنه بعض تفصيلات :

1 ـ عن وعود الله جل وعلا التى تحققت فى الماضى  قبل نزول القرآن الكريم :  

1 / 1 : قال جل وعلا :(ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103)  يونس ) . كان حقا عليه جل وعلا ( إلتزاما عليه ) أن ينجى المؤمنين ،، وتحقق هذا الوعد . وعد بإهلاك الظالمين المجرمين وبأن ينجى المؤمنين فقط . وكان هذا إعجازا ، أن يأتى إهلاك عام للقوم فى نفس المكان والزمان ، فيهلك الكافرين ولا يضرُّ المؤمنين . وتحقق هذا فى الماضى .

 1 / 2 : وتكرر هذا فى قوله جل وعلا : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنْ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) الروم ).  

1/ 3 : تحقق الوعد لبنى إسرائيل بتدمير دولة فرعون وأن يرث بنو اسرائيل مصر بزروعها وجناتها . فى البداية إشتكى بنو اسرائيل لموسى ما يعانونه من عذاب فرعون فقال لهم : (  اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128) قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ (129) الاعراف ). تحقق هذا الوعد ، قال جل وعلا :  ( فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137) الاعراف ) وقال جل وعلا : ( فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) الشعراء ) ، وقال جل وعلا : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ (28) الدخان )

2 ـ وعود تحققت فى زمن نزول القرآن الكريم :

2 / 1 :  قال جل وعلا : (غُلِبَتْ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5 ) وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (6) الروم  ). إنهزمت الروم أمام الفرس . ونزل وعد الله جل وعلا بنصرة الروم بعدئذ فى بضع سنين ، وتحقق الوعد الالهى . ومنشور لنا هنا مقال بهذا الشأن .

2 / 2  :  بعد الهجرة وفى بداية عهدهم بالمدينة  تابعت قريش هجومها عليهم فعاشوا فى خوف ، ونزل وعد الله جل وعلا لهم بأن يمكّن لهم فى الأرض وأن يبدلهم بعد خوفهم أمنا إذا آمنوا . قال جل وعلا فى أوائل ما نزل فى المدينة : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (55) النور ) . تحقق هذا بداية بالانتصار على قريش فى موقعة بدر . وقد نزلت فيها سورة الأنفال ، وفيها يقول جل وعلا يمتنُّ على المؤمنين حين بدت فى بعضهم إرهاصات تمرد : (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (26) الانفال  )  

  2 / 3 : وعد الله جل وعلا المؤمنين قبل موقعة بدر بإلنصر أو الحصول على القافلة التى كانت تتاجر بأموالهم التى سلبتها قريش منهم . وتحقق الوعد بالنصر ، وكانوا يتمنون تحقق الوعد بالقافلة لأنها الأسهل . قال جل وعلا : ( وَإِذْ يَعِدُكُمْ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ (8) الانفال )، وقال جل وعلا عن إنتصار بدر : (وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123) آل عمران )

 2 / 4 : زحفت جيوش الأحزاب لمحاصرة المدينة ، ونزل وعد الله جل وعلا للنبى والمؤمنين بالنصر . بهذا الوعد سخر المنافقون ، قال جل وعلا : ( وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُوراً (12) الاحزاب ). أما المؤمنون الحقيقيون فقد إزدادوا إيمانا وتسليما ، قال جل وعلا عنهم :( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22) مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (24)  . والله جل وعلا هو الذى هزم الأحزاب ، قال جل وعلا فى بداية الحديث عن هذه الموقعة يمتنُّ على المؤمنين : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتْ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً (11) الاحزاب )، وقال جل وعلا فى ختام الحديث عنها : ( وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (25) الاحزاب ).

3 ـ ثم هناك وعود مستقبلية تخص الجنة والنار . ولأنها لن تتحقق إلا فى اليوم الآخر فقد صيغت بأنواع مختلفة من التأكيدات ليؤمن بها الناس . ونعطى أمثلة :

3 / 1 : الإتيان بكلمة ( علينا ) بمعنى الإلتزام . ونستشهد بالآيات التالية : قال جل وعلا : (فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40)  الرعد )  ( إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ (25) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ (26) الغاشية ) (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12)  الليل ) ، وفى موضوع ( الوعد ) نعطى أمثلة :

3 /1  / 1 : ـ  قال جل وعلا عن الجنة : ( لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16 ) الفرقان ). وتعبير ( كان على ربك ) يعنى الالتزام بالتنفيذ . فالله جل وعلا هو الذى إلتزم بأن يوفى بوعده وبعهده .

3 / 1 / 2 : وعن إلتزامه جل وعلا بتنفيذ وعده بالبعث للبشر قال جل وعلا : (  وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (38)النحل):( وعدا عليه) يعنى أنه جل وعلا هو الذى إلتزم به .

3 / 1 / 3 : وعن إلتزامه جل وعلا بقيام الساعة ومجىء اليوم الآخر قال جل وعلا :  (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104) الانبياء  ): ( وعدا  علينا ) يعنى الإلتزام الالهى بالتنفيذ .

3 / 2 : ـ لا مثيل لرب العزة جل وعلا فى الصدق فى وعده وعهده :

3 / 2 / 1  :  قال جل وعلا عن وعده بالجنة لمن يستحقها بعمله وإيمانه وتقواه : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللَّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ قِيلاً (122) النساء ). أى إن وعده هو الحق . وليس اصدق منه جل وعلا قولا .

3 / 2  / 2 : ويقول جل وعلا عن نفس الوعد لمن يُقتل فى سبيله جل وعلا : ( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111) التوبة ) . هنا التساؤل الالهى : ( ومن أوفى بعهده من الله ) ؟!

 3 / 3  : وهذا يعنى أنه جل وعلا ( لا يخلف الميعاد ) . وتكرر هذا :

3 / 3 / 1 : قال جل وعلا : (لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) الزمر )، ومثله قوله جل وعلا : (لَكِنْ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ (20) الزمر )، أيضا قوله جل وعلا : (  وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْئَسْ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (31)  الرعد )

3 / 3 / 2 :  وكانوا يستعجلون عذاب يوم القيامة  فأكّد رب العزة إنه لن يخلف وعده ، هى مسألة توقيت وإختلاف فى الزمن : قال جل وعلا : ( وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47)  الحج 47 ). وأشار رب العزة الى أن الأمر الالهى قد صدر فعلا ، ويبقى التنفيذ بالزمن الأرضى ، قال جل وعلا : ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1) النحل )

3/ 3 / 3 : هذا ، والمؤمن باليوم الآخر يدعو ربه جل وعلا قائلا : ( رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ (9) آل عمران )  

3 / 4 : تعبيرات أخرى

3 / 4 / 1 : قال جل وعلا عن الجنة : (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً (61) مريم ). التأكيد هنا بقوله جل وعلا : ( كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً )

3 / 4 / 2 : قال جل وعلا عن هول الساعة : (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً (18) المزمل ). التأكيد هنا بتعبير ( كان وعده مفعولا ) .

3 / 4 / 3 : بالتهديد المباشر للكافريم بالقرآن الكريم حين يُتلى عليهم ، قال جل وعلا : (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكُمْ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (72) الحج  )

3 / 4 / 4 : بالإخبار عما سيقوله أهل الجنة عن صدق وعده جل وعلا :

3 / 4 / 4 / 1 : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74) الزمر )

3 / 4 / 4 / 2 : وقال جل وعلا : ( وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (44) الاعراف )

3 / 4 / 5 : فى الرد على تحريفات وتخريفات الكافرين . زعموا أكذوبة الخروج من النار ، والتى رددتها أحاديث أئمة الكفر فى المحمديين . وقد ردّ رب العزة عليهم بإستفهام  توبيخى : ( وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً قُلْ أَاتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (80) البقرة ) ثم جاء التوضيح : ( بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) البقرة ).

3 / 4 / 6 : ثم هذا التأكيد الثقيل عن العذاب الذى ينتظر الظالمين ، وخصوصا المستبدين الذين يتمنى الناس زوالهم ويتعجبون من تأخير عقابهم . قال جل وعلا : ( وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43) وَأَنذِرْ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعْ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (44) وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمْ الأَمْثَالَ (45) وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46)ابراهيم ) هذا وعد الاهى قال جل وعلا عنه : (  فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47) ابراهيم ).

4 ـ قد يأتى الوعد الالهى بدون كلمة الوعد أو العهد .

4 / 1 : فى جمع القرآن وحفظه وبيانه ، وهو لا يزال معنا ، قال جل وعلا : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر )، وقال جل وعلا : (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19 ) القيامة )

4 / 2 :  فى ( آيات ) الله القرآنية التى ستتكشف فيما بعد ، وهذا ما يحدث الآن ، فيما يعرف بالاعجاز العلمى فى القرآن الكريم . قال جل وعلا :  (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت )

4/ 3 : فى أحداث مستقبلية حدثت للعرب بعد موت النبى فى الفتنة الكبرى وما بعدها مما لا يزال مستمرا بين الشيعة والسنة . قال جل وعلا : (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) الانعام )

4 / 4 : وفى اليوم الآخر يقول جل وعلا :  (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنْ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (5)  النبا ) .

4 / 5 : وعن القرآن الكريم عموما يقول جل وعلا : (إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ (87) وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ (88) ص ).

أخيرا :

1 ـ قوله جل وعلا عن وعده : ( كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَسْئُولاً (16) الفرقان ). يختلف عن مسئولية البشر يوم الحساب ، ومنها قوله جل وعلا : ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولاً (34) الاسراء ) ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً (36) الاسراء )( وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبَارَ وَكَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولاً (15) الاحزاب ).

2 ـ هو اسلوب المشاكلة البلاغى الذى يخاطب البشر بأفهامهم . 

اجمالي القراءات 6260

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (3)
1   تعليق بواسطة   نور مصطفى على     في   الأربعاء ٢٣ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88689]

بارك الله فيك


مقالة رائعة دكتور كعادتك تغطى اى موضوع من كل جوانبه ادامك الله وبارك الله فيك .



2   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الجمعة ٢٥ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88707]

عندما يعدُ الله جل و علا .


أسلوب المشاكلة هو أسلوب تبسيط المعنى مع أن التباين هائل و شتان بين الخالق جل و علا و مخلوقاته .. هذا الإله العظيم الرؤوف القدير الرحيم جل و علا يضع للإنسان مجالا بسيطا للمقارنة منها يدرك و يعي القدرة الهائلة لهذا الإله العظيم لو كان مؤمنا بالقران الكريم و كفى به مصدرا وحيدا للتشريع الإلهي الخاتم  .

ما أعظم الخالق جل و علا و ما أجمل أساليب التشبيه و التبسيط و صدق سبحانه جل و علا : و لقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر .

نقطة أخرى : العقل الجمعي في عدم إدراك الإستثناء :

يقول الله جل و علا : ( وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً (22) مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (24 ) ) هنا تبدأ الآية بشمولية ( المؤمنون الذين رأوا الأحزاب ) ثم هنا تصفية لهؤلاء المؤمنين فمنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ( أي و منهم رجال كذبوا ) لذا فهو سيجزي الصادقين فقط و هناك فسحة و وقت للمنافقين للعودة إلى الصدق و التوبة .

أسلوب المشاكلة يجعلك تفهم المعنى لو أدركت عظمة الخالق جل و علا و أنه ليس كمثله شئ .

حفظكم الله جل و علا فما أرقى ما تكتب و ما أجمل ما تتدبر و محظوظين هم الذي يقراون لك .. دمت العود الذي يعبق المكان بالإحراق ! – و حتى بدون الإشعال فالعود هو العود و تزداد رائحته عبقا ذكيا مع الوقت .

 



3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الجمعة ٢٥ - مايو - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
[88708]

شكرا يا نور ، وشكرا يا سعيد ، وكل عام وأنتم بخير ، واقول :


1 ـ حين أقوم بمراجعة  هذا المقال ـ  أو  غيره ـ أرى أننى أغفلت بعض الأشياء ، أو تأتينى أفكار جديدة ، وقد أفكر فى إعادة صياغة المقال ، وهذا مستحيل نظرا لمحدودية الجهد والوقت . هذا يؤكد أننا لا يمكن أن نحيط بالقرآن الكريم علما . تظل هناك محيطات مجهولة تنتظر أجيالا من الراسخين فى العلم ليسبحوا فى تدبرها . وفعلا فلا زلنا على حافة التدبر القرآنى . ونحمد الله جل وعلا أن كنا أول من قرأ القرآن تدبرا بعد أن إتخذه المحمديون مهجورا قرونا من الزمان . لذا أسعد كثيرا بأى إضافة من أبنائى (أو بناتى ) تزيدنى علما أو تفتح نافذة جديدة فى التفكير . ويظل تدبر القرآن الكريم متعة عقلية ، أحسّ بها ، عكس المقالات والأبحاث التاريخية التى ترهقنى ـ ولكن لا بد منها .

2 ـ أسلوب المشاكلة هو ناحية بلاغية لم تحظ بإهتمام الدارسين فى البلاغة العربية ، ربما لأنه لا يوجد كثيرا فى الأدب العربى من شعر ونثر . ولكن هذا الاسلوب البلاغى واضح جدا فى القرآن الكريم ، بل هو أساس فى تدبره ، لأنه يقوم بتقريب المعنى فيما يخص ( فعل ) الله جل وعلا الى ذهنية البشر . 

3 ـ كل عام وأنتم بخير. 

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4981
اجمالي القراءات : 53,365,851
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي