هل الغرب يفهم الإسلام:
هل الغرب يفهم الإسلام

نادي العطار Ýí 2007-05-05


هل الغرب يفهم الإسلام

يظن كثيرا من الناس أن الغرب لا يفهم الإسلام والحق الذي لا مريه فيه أن الغرب يفهم الإسلام ويعرف الدين الإسلامي حق المعرفة ومعرفه الغرب للإسلام ليست من الكتب الإسلامية المؤلفة في موضوعاته وليست من علماء المسلمين الذين يدعون إليه وإنما معرفه الغرب للإسلام هي من كتبهم التي يقدسونها ويعظمونها وهى التوراة والزبور والإنجيل والمعروفة عندهم بالكتاب المقدس وذالك لأن أكثر ما في القران من المعاني موجودة في التوراة والزبور والإنجيل فهم إذا قرؤوا في القران الكريم ومن قبله قارئون لهذه الكتب يجدون فيها كثيرا مما في القران قال تعالى(يعرفونه كما يعرفون أبنائهم) فمن أين يعرفونه هل من كتبهم أم من كتبنا وقد أتت إليهم هذه المعروفة من قراءة كتبهم قال تعالى (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ 192 نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ 193 عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ 194 بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ 195 وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ 196 أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ ) [الشعراء 92-97]
فقوله تعالى عن القران ( وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ) يدل على مجمل ما فيه والتي هي كتب الأولين وإذاهم يقرؤونها فإنهم من قرأتهم لها يعلمون التطابق بين ما في القرآن وما في كتبهم ويعلمون أيضا أن محمدا صلى الله عليه وسلم أمي لا يدرى ما الكتاب ولا الإيمان فمن أعلم محمد بهذا التطابق الموجود في كتبهم؟
وإذا كانوا يعرفون محمدا كما يعرفون أبنائهم؛ فما بال الغرب ينكرونه ويشككون فيه؟ إن إنكارهم له وتشكيكهم فيه يدل على أنهم مستهزئون بكتبهم وغير معظمين لها بل في كتبهم أن محمد إذا أتي فإنه سيكون سيدهم .
ويظهر ذالك في المزمور (110) الذي نصه : "1قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: [اجْلِسْ عَنْ يَمِينِي حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ]."
ومن الامثله الدالة على التطابق بين القران فى المعنى وبين المكتوب في زبر الأولين قوله تعالى ( يَا أُخْتَ هَارُونَ) [مريم 28] فإن هارون أخو موسى عليهما السلام ومريم من سلالته وهذا موجود في الإصحاح الأول من إنجيل لوقا. وقد ذكر لوقا أن إليصابات امرأه ذكريا من نسل هارون وذكر أن مريم قريبتها وعلى هذا تكون مريم من هارون فإن التوراة تفرض زواج البنت في سبطها إذا أرادت أن ترث في أرض إسرائيل وهذا موجود في الأصحاح الأخير من سفر العدد. وإذا صح أن مريم من هارون فإنه يلزم على ذلك أن يكون ابنها تبعا لها لأنه لا أب له فلماذا ينسبونه إلى داود. وبناء عليه يكون ما في القرآن عن قوله تعالى: 
( يَا أُخْتَ هَارُونَ) [مريم 28] موجود في التوراة والإنجيل. فلماذا يغالط الغرب ويقول أنه جاهل بالإسلام ولا يعرف إنهم يعرفون الدين الإسلامي ويعرفون نبيه كما يعرفون أبنائهم؟ والمعرفة عندهم من كتبهم التي يقدسونها لا من أفواه علمائنا.
إن تآليفهم ضد القرآن هى من المغالطات التى نهت التوراة عنها ، ونهى عنها الإنجيل .
وبيان ذلك :
أن الصد عن سبيل الله بأية شبهة من الشبه ؛ هو كحجر يُوضع أمام الأعمى لتعثر به رجله . أو هو كمن يمسك بيد الأعمى ليدله على الطريق فيلقيه فى مفازة مهلكة ، ويقول له : هذا هو الطريق والحق والحياة .
وقد حرمت التوراة وحرم الإنجيل وضع المعاثر أمام الناس لئلا يحمل أحد ذنب أحد . وفرضت على العلماء بيان الحق بغير أجر للسائل ولغير السائل وقال المسيح فى هذا الشأن : " مَجّانا أخذتم مجانا أعطوا " [ متى 10 : 8]
ومن نصوص التوراة :
1- " ملعون من يُضلّ أعمى عن الطريق " [ تث 27 : 18]
2- " وأمام الأعمى لا تضع مَعْثرة " [ لا 18 : 14]
ومن نصوص الأناجيل :
فى الأصحاح الثامن عشر من إنجيل متى :
" في تلك الساعة تقدم التلاميذ إلى يسوع قائلين فمن هو أعظم في ملكوت السماوات فدعا يسوع إليه ولدا وأقامه في وسطهم وقال الحق أقول لكم إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت السماوات فمن وضع نفسه مثل هذا الولد فهو الأعظم في ملكوت السماوات ومن قبل ولدا واحدا مثل هذا باسمي فقد قبلني ومن اعثر احد هؤلاء الصغار المؤمنين بي فخير له ان يعلق في عنقه حجر الرحى ويغرق في لجة البحر ويل للعالم من العثرات فلا بد أن تأتي العثرات ولكن ويل لذلك الإنسان الذي به تأتي العثرة فان اعثرتك يدك أو رجلك فاقطعها والقها عنك خير لك أن تدخل الحياة أعرج أو اقطع من أن تلقى في النار الأبدية ولك يدان أو رجلان وإن اعثرتك عينك فاقلعها والقها عنك خير لك أن تدخل الحياة اعور من أن تلقى في جهنم النار ولك عينان انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار لأني أقول لكم إن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات" [متى 18 : 1-10]
من هذه النصوص التى ذكرناها من كتبهم التى يقدسونها يتبين أنهم يعرفون الدين الإسلامى منها ، ويعرفون أن المغالطات مَنْهى عنها . ومع ذلك يفترون على الله الكذب وهم يعلمون .
وإذا فترضنا جهلهم بما في الكتب القديمة فإن أحد لا يقدر أن يفترض جهلهم بما في كتبهم التي يقرونها في كل صباح ومساء.وصدق الله العظيم حيث يقول: ولكن ( وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ 54 وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ) [الحج 54-55]

يريدون لِيُطْفِؤُوا نور الله

قال الله تعالى: ( يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) [الصف 8] ويقول تعالى: ( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ) [البقرة 217] ويقول تعالى: ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة 109]
من خلال هذه الآيات يتضح للناس جميعا مدى الحقد والحسد والتجني على كتاب الله تعالى.
لقد تعرض القرآن الكريم باعتباره الركيزة الأساسية للإسلام لهجمات كثيرة من الذين كتبوا ضد الإسلام، سواء فى الشرق أو فى الغرب وكان ذلك بدءاً من النصف الثانى للقرن الأول الهجرى / السابع الميلادي، حتى الآن.
ولقد بدأ يوحنا الدمشقى حوالى (650 – 750 تقريبا ) هذا الهجوم بتوجيه عدة انتقادات على النسق العام للقرآن ثم تبعه فى ذلك " أثيميوس زيجابينوس " فى كتابه " العقيدة الشاملة "
لكن أول هجوم مفصل على القرآن كان فى أعمال نيكيتاس البيزنطى فى مقدمة كتاب " نقد الأكاذيب الموجودة فى كتاب العرب المحمديين " ولا نعرف شيئا عن حياته سوى أنه ذاعت شهرته فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر حيث كان مجادلاً لاذعاً ضد الإسلام وكذلك ضد الكنيسة الأرثوذكسية الأرمينية التى انتقدها فى كتاب " دحض الكنيسة الأرمينية " وكذلك ضد الكنيسة الكاثوليكية فى روما "علم القياس الأساسى "
ولكن أكبر هجوم جدلى على القرآن والإسلام هو ما قام به إمبراطور بيزنطة جان كنتاكوزين فى كتابيه " ضد تمجيد الملة المحمدية "، " ضد الصلوات والتراتيل المحمدية " كان هذه الهجوم فى الشرق وباللغة اليونانية، وهناك هجوم على القرآن باللغة السريانية والأرمينية والعربية.
وبسقوط القسطنطينة فى يد المسلمين (1453م)، توقف الهجوم البيزنطى على القرآن والإسلام، وتولت أوربا المسيحية الأمر من بعد، فبدأ الكاردينال نيقولا دى كوزا ( 1401 – 1464م) مسيرة الهجوم الجديدة، وكان بتوجيه من البابا بيوس الثانى كتب نيقولا كتاب " نقد وتفنيد الإسلام " وكذلك رسالة هجاء فى القرآن تحت عنوان " غربلة القرآن " وقسم هذه الرسالة إلى ثلاثة كتب.
فى الكتاب الأول زعم إثبات حقيقة الإنجيل استناداً إلى القرآن، وفى الكتاب الثانى عرض وتوضيح للمذهب الكاثوليكى وفى الكتاب الثالث زعم بعض المتناقضات فى القرآن وقد نشرت هذه الكتب مطبعة بلياندر فى بال بسويسرا سنة (1543م).
وقام عدد من الآباء الدومينيكانيين والجزويت بنشر كتب هاجموا فيها القرآن والإسلام ومنهم:
- دينيس فى كتابه " حول الخداع المحمدى " كولون (1533م).
- ألفونس سينا فى كتابه " التحصين الإيمانى " (ت1491م)
- جان دى تنريكريماتا فى كتابه " بحث للرد على الأخطاء الرئيسية الخادعة لمحمد " روما (1606م)
- لويس فييف فى كتابه " الإيمان المسيحى الحقيقى ضد المحمديين " بال (1543م).
- ميشيل نان فى كتابه " الكنيسة الرومانية اليونانية فى الشكل والمضمون للدين المسيحى ضد القرآن والقرآنيين دفاعا وبرهانا " باريس (1680م)
ولكن أشد الكتب هجوما على القرآن والإسلام ما كتبه " لوودفيجو مراش " (1612-1700م] فى كتاب " عالم النص القرآنى " نشر فى بادوا سنة (1698م)، وهو كتاب فى مجلدين من الحجم الكبير عنوان المجلد الأول " مقدمة فى دحض القرآن "، وقد نشر هذا الكتاب متفرقا فى أربعة أجزاء سنة (1961م)، وفيه تناول مراش حياة محمد حسب المصادر العربية، وتناول المجلد الثانى النص العربى للقرآن مع ترجمة لاتينية وشرح النواحى الغامضة فى النص ثم نقده وتفنيده، وكان مراش يعرف السريانية والعربية والعبرية.
ولقد كتب نللينو دراسة حول مصادر المخطوطات العربية التى قام عليها عمل لودوفيجو مراش حول القرآن، ويكننا القول أن عمل مراش هذا كان الأساس ونقطة الانطلاق للدراسات الجادة فى أوروبا عن القرآن وهو عمل حافل بالأخطاء والمجادلات الساذجة اللامعقولة، وللأسف تكررت نفس هذه الأخطاء وهذه التجاوزات فى كل الدراسات المتصلة بالقرآن والتى قام بها المستشرقون الأوروبيون خلال القرنين التاليين لظهور كتاب مراش.
حقا، فإنه بداية من منتصف القرن التاسع عشر يبذل هؤلاء المستشرقون كل ما فى وسعهم ليبدوا موضوعيين فى كتاباتهم وفى جعل كتاباتهم أكثر دلالة وأكثر جدية وموضوعية، وأكثر تدقيقا فى المنهج اللغوى، لكن دون فائدة، ذلك لأن الدوافع الداخلية التى تضطرم بالحقد فى قلوبهم ضد الإسلام وكتاب الإسلام المقدس ونبى الإسلام ظلت كما هى بل ازدادت تأججا.
وبرغم أن هؤلاء الكتاب قد توفرت لهم أدوات فهم اللغات منذ بداية القرن الأخير حتى يومنا هذا، إضافة إلى توافر نشر المخطوطات، إلا أنهم أصروا على تقديم نظرياتهم الخاطئة، من خلال تصوراتهم الزائفة للقضايا الوهمية التى طرحوها حول القرآن وطرحوا نتائج زائفة توصلوا إليها.
فهل بعد هذا البيان الموجز نقول أن الغرب لا يفهم الإسلام حقا الغرب يفهم الإسلام ويعرف نبي الإسلام وصدق الله العظيم حيث يقول: (وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَّا تَبِعُواْ قِبْلَتَكَ وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ) [البقرة 145]
وحتى لا نطيل الكلام أقول لهم ما هو موجود فى الكتاب المقدس (وَيَكُونُ أَنَّ الإِنْسَانَ الذِي لا يَسْمَعُ لِكَلامِي الذِي يَتَكَلمُ بِهِ بِاسْمِي أَنَا أُطَالِبُهُ.) [التثنية 18]
عند هذا الحد نتوقف والله من وراء القصد.

اجمالي القراءات 16255

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   الأحد ٠٦ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6585]

نعم يفهمه ولكن

الأستاذ المحترم نادي العطار إن الغرب يفهم الإسلام ولكن هذا الفهم لا يأتي من الكتب الإسلامية التي لو استعانوا بها على فهم الإسلام فلن يصلوا إلا إلى نتيجة غير صحيحة في فهم الإسلام ،لأن الفهم الصحيح للإسلام لا يأتي إلا من كتب مقدسة ومحفوظة من التحريف.
ولكن الذي توصلت له من خلال فهمي لبعض ما أوردته في المقال من نصوص من كتبهم المقدسة أنه لا بد لنا من معرفة ولو بسيطة بكتبهم ولغتها لكي يمكننا الدفاع
عن الإسلام من خلال هذه الكتب والمعلومات الصحيحة المتفقة مع القرآن الكريم الذي حفظه رب العزة سبحانه وتعالى
من التحريف فنرد عليهم من داخل كتبهم المقدسة حتى يمكننا دحض حججهم.

2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الأحد ٠٦ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[6593]

الهجوم على الإسلام

الاخ الفاضل -العطار- شكرا على مقالتك
ولكن -اولا الغرب لا يعلم شيئا عن الإسلام الحقيقى
وإنما علمهم عن تدين المسلمين ودياناتهم الارضيه السنيه والشيعيه وووووو
ثانيا --
من اين استقوا معلوماتهم للهجوم على الإسلام اليس من كتب المسلمين المغاوير الاشاوس؟
ثالثا - إن ما يكتبه كتاب الغرب والشرق ضد القرأن الكريم هو نقل وتكرار لما كتبه ابناء الإسلام عنه ايديهم فلا لوم عليهم بل اللوم كل اللوم علينا نحن
رابعا - إذا اردنا الدفاع عن الإسلام فى مقابل كتابات الغرب والشرق ضده فعلينا بنشر المزيد عن الحقائق القرآنيه وترجمتها فى اسرع وقت ممكن واكبر قدر ممكن
ولك وللقراءخالص التحيه والتقدير

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-03-24
مقالات منشورة : 11
اجمالي القراءات : 322,720
تعليقات له : 0
تعليقات عليه : 123
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt