بداية أرحب بك في موقعك أهل القرآن ..وأتمنى لك كل التوفيق إفادة واستفادة ، واسمح لي أن أحيلك لرابط يدور حول نفسك موضوعك ..http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=12775

شكرا لكم ودمتم بكل الخير 

أخي الفاضل محمد علي.. شكرا لمرورك العاطر وترحيبك الوافر وسعيد أنني بينكم يا أهل القرآن وجئت ليستفيد ويفيد ونناقش بعضنا بعضا بعيدا عن التكفير والتفسيق والدخول في السرائر كما يفعل الآخرون.

قلتَ: "الخيانة : ليس مشروطا أن تكون جنسية , فمن الممكن أن زوجة سيدنا نوح عليه السلام اصطفت مع قومه ضد زوجها .... فالخيانة تقع على عدة أوجه."

جوابي: الخيانة لها أوجه كثيرة، فخيانة الأزواج غير خيانة الوطن والأصدقاء، لكنني هنا أتكلم عن خيانة الأزواج وهي تعني خيانة الفراش لا غير ولم يذكر القرآن أن زوجة نوح قد وقفت مع قومها ضده، بل كانت كافرة به وسكت. ثم وقوف الزوجة ضد زوجها لا يدخل ضمن بند الخيانة ولكن ضمن بند الولاء والموالاة. حتى الزوجة التي ترفع قضية ما ضد زوجها لا تعتبر خائنة له والتعبير القرآني واضح (كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا) أي خيانة زوجية.

................

ثم قلت: "أبن سيدنا نوح عليه السلام : أهلك لأنه كافر و ليس لسبب أخر"

جوابي: وهل قلت أن الله تعالى أغرقه لأنه فقط ليس ابن نوح!! أم أنني قلت أن هذا الابن المزعوم ناهيك عن كفره بدعوة نوح أيضا ليس ابنه شرعيا لأنه جاء عن طريق عمل غير صالح.

............................................

ثم قلت: "كلمة أهل : تخدم النسب كما تخدم الاختصاص"

جوابي: اتفق معك ولا عاقل يجادل به ويكفي أن موقعنا المبارك اسمه (أهل القرآن) ولا يعني أننا أقرباء أو أخوة بالنسب؛ لكن عندما يقول الله تعالى لنوح عليه السلام (وأهلك إلا من سبق عليه القول) فهي لا تعني المؤمنين به لأنه قال (ومن آمن معك) فيتضح من السياق أن المولى سبحانه قصد أهل البيت فلهذا اعتقد نوحا عليه السلام أن ابنه سينجو بناء على الوعد الإلهي

ممتن مرة أخرى لمرورك ونقاشك وترحيبك

قديرتي لطيفة سعيد... شكرا لك على حفاوة الترحيب وأنا من رواد هذا الموقع منذ فترة ليست بالقصيرة، وقرأت لك الكثير وما شاء الله عليك والرابط فعلا قريب جدا من كلامي لكن تناول الموضوع من زاوية أخرى وهذا هو معنى الاثراء والإفادة والاستفادة.. لكن أجد معنى قوله تعالى (ليس من أهلك) بما طرحته هنا من أدلة وشواهد أقرب للصواب.. ولهذا تلاشت عاطفة الأبوة بعدما عرف نبي الله نوح الحقيقة أن ابنه ناهيك عن كفره به أنه عمل غير صالح.

وافر تقديري واحترامي 

قلنا إن منهج التدبر القرآنى : أن تدخل على القرآن بدون رأى مسبق ، وأن تقوم بتحديد المصطلح القرآنى من داخل القرآن نفسه لأن للقرآن الكريم مصطلحاته الخاصة . وقلت أنت عن الملمح الأول وهو عدم الدخول برأى مسبق . وكنت أتمنى أن تأخذ بالملمح الثانى ، وهو تحديد المصطلح القرآنى ( الخيانة ) من خلال القرآن نفسه . عليك أن تراجع هذا المصطلح فى القرآن كله لترى هل هو خاص بالزواج أم بموضوع الايمان والكفر . وهل تم وصف امرأة العزيز بالخيانة عندما راودت يوسف عن نفسه ؟

ثم عليك أن تراجع الآيات فى قصة نوح . فالله جل وعلا قال : ( وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (40) هود ) ، فالزوجة والابن مستثنيان مقدما من ركوب السفينة . وقال جل وعلا : ( وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ ) أى هو تقرير إلاهى بأنه ابن نوح ، ثم قال جل وعلا عنهما (  وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ (43) ، أى بين الابن والأب . ونسى نوح قول رب العزة له بألا يحمل معه فى السفينة من سبق عليه القول من أهله ، وهذا يعنى أن أبنه الذى لم يحمله فى السفينة وكان من الغارقين لا يصح أن يكون من أهله لأنه عمل غير صالح . نسى نوح هذا ودعا ربه : (   وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (45) أى تخيل أن وعد الله جل وعلا يشمل ابنه الذى كان من الغارقين الكافرين ، فجاءه اللوم من رب العزة : ( قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (46) هود ) .

هذه وجهة نظرى . ونحترم وجهة نظرك . 

اهلا بك استاذ قاسم ...ويا ريت يكون حجم الخط اكبر فى المقالات القادمة لتسهيل القراءة لبعض القراء وانا منهم .

- اخى الكريم لو دخلت على فهم النص حرفيا فإن إجابة رب العالمين على نوح عليه السلام جاءت (إنه ليس من اهلك )) وليس  (( إنه ليس إبنك ) كما قال نوح ( إن إبنى .......) . وبالتالى فانا اختلف معك كلية فى فهم هذه النقطة وانا من المؤمنين 100% بأن  (ابن نوح - هو إبنه من صلبه ) .

= بخصوص الخيانة

ليس دفاعا عن زوجات انبياء الله (نوح ولوط عليهماالسلام )، ولكن لفهم النص . فإن الخيانة هنا لا تعنى ابدا ابدا ابدا إرتكاب الفاحشة . فإرتكاب الفاحشة ورد فى القرآن بمُصطلحات ( الفاحشة - الزنا ) وان مُصطلح الخيانة بمعنى الزنا هو مُصطلح شعبى دارج بين الناس وليس من مصطلحات القرآن فى الفاحشة والزنا ..... فالخيانة هنا وطبقا للسياق القرآنى فى قصصه عن نوح ولوط واقوامهما ليست فى عدم الإيمان بالله ورسالته ورسله فقط ، ولكن ، هى الوقوف مع الكُفر  والباطل ومناصرة قومهما على  (نوح ولوط عليهما السلام ) وهى اشد وأكبر خيانة /او بالمعنى الدارج الآن -هى (( الخيانة العظمى )).

=

بالنسبة لمُضاعفة عقاب زوجات النبى عليه السلام لو وقعن فى الفاحشة ... فهذا تشريع إلاهى ربانى من التشريعات الخاصة بالنبى وازواجه ....ولاحظ أن الآية الكريمة  تحدثت عن الزنا ب (الفاحشة ) ولم تذكرها ب( الخيانة الزوجية ) .

==  ولوبالحسابات العقلية والمنطقية وعرض الأحداث  ونتائجها على القرآن الكريم فإن ( عائشة بنت ابى بكر ) هى أكبر خائنة لله ورسوله ورسالته بما فعلته فى المسلمين بعد موت النبى عليه السلام  وحتى اليوم ،وإلى أن تقوم الساعة .

من منظور معكوس وبصورة أجمل وأطهر واعمق فإن (امرأة فرعون عليها السلام ) هى خائنة لزوجها الإله فرعون ،ولكنها لم تتآمر عليه ،ولكنها إعتزلته وقومه وملأه ،ودعت ربها سبحانه وتعالى أن يُنجيها من فرعون وملأه وأن يُنجيها من القوم الظالمين .

=وفى النهاية  فإن خيانة زوجات (نوح ولوط عليهما السلام ) لهما ،وكذلك كُفر ابن نوح بالله  ،او كُفر آزر ابو (خليل الله إبراهيم عليه السلام ) بالله ،وكُفر ابو لهب عم (النبى محمد عليه السلام ) بالله وبرسالته ،لن يُنقص من مكانة الأنبياء عليهما السلام ..

كما أن إيمان إمرأة فرعون عليها السلام بالله رب العالمين  لا يرفع من مكانة فرعون نفسه .

=تحياتى .

أهلا و سهلا و مرحبا بك أخا عزيزا و قلما جميلا .. شدني المقال حقيقة و تبقى وجهة نظر رائعة و محترمة و أقول : القصص القراني للعظة و العبرة و في قصة نوح عليه السلام يتمثل إستكبار الملأ و هي عادة سار عليها الملأ في كل مجتمع هذا الإستكبار بداية للظلم و الإستبداد و قهر المصلحين .. البحث في القصة نفسها عن قضايا أخرى ليست للعبرة و العظة ضربا من الإبتعاد عن الهدف منها و يدخلنا في قضايا أخرى لا فائدة منها في التدبر القرآني و هو الأصل إلا إذا كانت هذه القضايا مؤشرات لفهم موضوع معين من خلال المصطلح القراني - وجه نظر لا أكثر و لا أقل - .

دمت بود و أهلا بك في بيت الدكتور أحمد .

عميد المكان الجميل ودكتورنا الأصيل.. الحوار الذي يأتي بفائدة هو أن آتي بفكرة وتأتي أنت بفكرة فنخرج نحن الاثنان بفكرتين. يعلم الله لا أدخل القرآن برأي أريد إثباته لكن كثرة قراءة الآيات قد توحي لك بفكرة ما فتعاود الكرَّة في النظر والتدبر والتأمل فإما تتأكد لك كما رأيتُ أنا، وإما أن ترى نقيضها كما رأيتَ أنت وبقية الأفاضل.

هذا الطرح يحتمل وجهين، إما ابن نوح ابنه حقيقة وإما لا؛ لا يوجد وجه ثالث. وحيث تحديد مصطلح (الخيانة) من القرآن فقد رجعت لهذه الكلمة فوجدتها ذكرت في ثلاثة مواضع، اثنتان تتعلق بالنبي وأعدائه وواحدة تتعلق بزوجة نوح ولوط أي خيانة زوجية، ومصطلح الخيانة ليس مصطلحا شعبيا كما ذكر الأخ الفاضل عثمان علي، بل هو مصطلح قرآني بحت وتعلم أن لا ترادف في القرآن وأن الكلمة تحتمل أكثر من معنى والسياق هو من يحدد ذلك.

ليس شرطا دكتورنا ما يذكر الله تعالى بكتابه يكون تقريرا إلهيا به والأدلة كثيرة، فمثلا قوله تعالى (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى(فهذا كلام أم مريم وليس اقرارا إلهيا بذلك رغم أن الله تعالى ذكره. فقولك: "وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ )أى هو تقرير إلاهى بأنه ابن نوح).  ليس دليلا على أنه ابنه بل عادة القصص القرآني أن يسرد القصة بتسلسل وموضوعية وكما حدثت، ففي اللحظة التي نادى نوح ابنه كان يعتقد أن ابنه فقال تعالى (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ) يا بني اركب معنا. ثم أعلمه الله تعالى بالحقيقة. ثم إن الرجل الكبير في السن قد ينادي أي الولد والشاب يا بني وليس شرطا ان يكون ابنه.

أيضا كلمة (بينهما) قد تأتي بين أي شيئين حتى لو لم يكن بينهما أي رابط، لقد فهم نوح وحي الله تعالى (وأهلك إلا من سبق عليه القول) أنها تخص زوجته فقط وإلا لما أمر ابنه بالركوب معهم، ولما غرق جاء ربه من شده حزنه معاتبا (رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ) فعلى ماذا بنى عتابه إن لم يكن معتقدا أن ابنه من أهله حقا. ثم ما معنى (إنه عمل غير صالح) لماذا لم يقل له إنه لم يكن صالحا أو كان كافرا كما أخبرنا ربنا عن ابليس أنه كان من الكافرين ولم يقل إنه عمل غير صالح!! لماذا جاءت هذه اللفظة الدقيقة عمل وربطها بغير صالح!!

شكرا لسعة صدرك دكتور وثق أنني لست ممن يتزمت برأيه فأنا طالب معرفة وحقيقة لكن مطالعتي للسياق كاملا تؤكد أن زوجة النبي قد تخون زوجها وأن الأنبياء بشر مثلنا يتعرضون لما نتعرض ولا فرق بيننا وبينهم سوى الوحي (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي).. محبتي الشديدة لك دكتور