الفشل الجزئى للغربيين فى ابتلاء الحياة الدنيا ف 3 / 2

آحمد صبحي منصور Ýí 2015-04-20


مقدمة :

تكرر فى القرآن الكريم الدعوة للتعقل والتبصر والتفكر والفقه والسمع ، وكلها بمعنى واحد. ولكن يلفت النظر قوله جل وعلا فى خطاب خاص للعرب بأن  نزول القرآن باللسان العربى لعلهم يعقلون :( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) يوسف )( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) الزخرف ). أى لم يكونوا يعقلون فنزل القرآن الكريم باللسان العربى لعلهم يعقلون . ولم يعقل العرب فخسروا الدنيا والآخرة كما سبق بيانه . فما هو حال ( الغرب ) فى التعقل ، وهم الذين لم ينزل القرآن الكريم بلسان من ألسنتهم ؟ .

بعون الله جل وعلا وتوفيقه نقول :

أولا : ماهية التعقل

 لم يرد فى القرآن الكريم مصطلح (العقل )، ولكن جاء إستعماله ( يعقلون ) ومرادفاتها من التبصر والتفكر والتفقه والسمع . أى إن المهم هو إستعمال ذلك العقل ، وبدون إستعماله لا يكون العقل موجودا أى عديم الفائدة. بل يكون الانسان ( الحيوان العاقل ) بدون التعقل أحطّ من الحيوان العادى : ( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ). ومصيرهم الى جهنم ، يقول جل وعلا : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179) الأعراف ). الغفلة عن الحق من مظاهر عدم التعقل ، فما هو التعقل ؟

فما هو التعقل ؟

1 ـ الذكاء ليس تعقلا ، قد يتضمنه ( العقل ) ولكن التعقل شىء مختلف عن الذكاء أو إستعمال الذكاء. النصّاب ذكى وبذكائه يخدع البسطاء . هذا النصاب الذكى يشمل ليس فقط النصاب العادى البسيط الذى يبيع الترام للفلاح القادم للقاهرة ويخدع عشرات الأشخاص فى الطريق والأسواق ووسائل المواصلات ، هناك نصّابون أخطر وأضل سبيلا ، من السياسيين والذين يخلطون السياسة بالدين يخدعون الملايين، وبهذا النصب صاروا زعماء وأسسّوا دولا ودخلوا التاريخ ، منهم معاوية وآل العباس ( محمد بن على بن عبد الله بن عباس ، وذريته السفاح والمنصور ) ، ومنهم فى عصرنا آل سعود وخاتمتهم عبد العزيز مؤسس الدولة السعودية الثالثة الحالية . وهناك الشيخ الدجّال البسيط الذى يخدع النساء والبسطاء ، ولكن هناك شيوخ الدجل الكبار من أئمة الأديان الأرضية المسيحية والمحمدية والبوذية والهندوسية . الدجال العادى والنصاب العادى مصيره الى السجن ، اما النصابون الكبار فهم من عظماء التاريخ. هؤلاء النصّابون ـ جميعا ـ غاية فى الذكاء . ولكنهم ليسوا عقلاء ، لو كانوا عقلاء لأدركوا أن كل نعيم الدنيا فهو لا يساوى لحظة نعيم فى الجنة أو لحظة عذاب فى النار .

وهناك عباقرة فى العلوم الطبيعية ، بإختراعاتهم وإكتشافاتهم تتقدم البشرية . أحدهم يستعمل اقصى ما لديه من ذكاء ونبوغ وهو فى المعمل باحثا مُنقّبا ، ولكنه يترك عقله وهو يقف خاشعا أمام صنم بوذا ( فى اليابان ) أو صنم للمسيح والعذراء فى الغرب .

 2 ـ  التعقل هو أن يُدرك الانسان عاقبة ما يفعل مؤمنا أن الله جل وعلا خلقه ليختبره ويبتليه وأنه جل وعلا أعطاه الحرية والفطرة السليمة لكى يتساءل من طفولته تلك الأسئلة الفلسفية الكبرى عن معنى الوجود وهدفه .  المعنى الأساس للتعقل هو نقيض إستعمال الهوى ، وهذا ما جاء فى قوله جل وعلا : (أَرَأَيْتَ مَنْ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلاَّ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً (44) الفرقان ).

إن من يتحكم فيه هواه يستحيل أن يهتدى خصوصا علماء الدين  الأرضى، إذ يستخدم أحدهم علمه وذكاءه فى إضلال الناس ، وهذا ما كانوا ـ ولا يزالون ـ يفعلونه . ولقد قال جل وعلا عنهم مقدما :( أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (الجاثية 23 )، بل وضرب لهم مثلا بالكلب اللاهث : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) الأعراف ). وينطبق هذا على أئمة المحمديين المقدسين من مالك والشافعى وابن حنبل والغزالى الى ابن تيمية وابن عبد الوهاب وابن باز والشعراوى والقرضاوى . وفى كل الأحوال ، فالهوى يسلب التعقل والهداية من الانسان ويجعله أضل من الحيوان .

ثانيا : الغرب والتعقل فى الدنيا دون الدين

1 ـ و( تعقلت ) أوربا والغرب وتخلصت من  سيطرة أديانها الأرضية ، وإنطلقت تسير فى الأرض وتكتشف وتخترع ، وتؤسس نُظُما سياسية ديمقراطية ، وتعقلت أكثر فإنحازت الى قيمة ( العدل ) وحقوق الانسان وكرامته وحرية الدين التى أكدها القرآن قبلهم بأكثر من عشرة قرون ، بينما لا يزال المحمديون  بأديان مختلفة يتصارعون ، يقتلون أنفسهم بأيديهم بالجهاد المزعوم ، ويهتفون بلا خجل : الله أكبر .!!.

2 ــ بالتعقل والفطرة السليمة وصلت أوربا والغرب الى القيم الاسلامية العليا التى بشّر بها القرآن من قبل . تلك الفطرة التى نسميها ( الضمير ) ، والتى تنحاز الى العدل والحرية والخير والسلام .

3 ــ ولكن الغرب الأوربى والأمريكى ( واليابانى ) توقف بهذا التعقل عند حدود الدنيا بتطبيقه الديمقراطية وحرية الدين وحقوق الانسان وحقوق الأقليات والمرأة بل حتى حقوق الحيوان مع شعار ( العدل للجميع ) أو (  Justice for allكما أن الغرب قد توقف بهذا التعقل الاصلاحى فى داخل حدوده الاقليمية ، دون جهد حقيقى للتبشير بهذه القيم داخل مجتمعات المحمديين ، خصوصا وأن نشر هذه القيم ( الاسلامية القرآنية الأصل ) يرفضها أغلب المحمديين من السادة والغوغاء معا ، ثم لا ننسى إن تقاتل المحمديين يزيد من مبيعات السلاح الغربى ..

4 ــ وصلت أوربا والغرب بالتعقل الى تطبيق القيم الاسلامية ( الفطرية ) فى الحياة الدنيا ، ولكن تركت الايمان العقلى بالله وحده لا شريك له والايمان الحق باليوم الآخر ضحية للفساد الكنسى وخرافاته عن المسيح .

5 ــ ومن عجب أن يصل الغرب بذكائه الى فهم بعض أسرار ومعجزات الخالق جل وعلا فى الكون من الذرّة الى المجرّة  دون أن يؤثر هذا على تغيير رؤيته للخالق جل وعلا . العالم الغربى المتخصص فى الفضاء ينبهر وهو يكتشف آلاء الله جل وعلا ، وكلما تعمق إزداد إنبهارا ، وارتد اليه بصره و(هو حسير ).! ولا يدرك أن الله جل وعلا خلق الموت والحياة ليختبرنا :  ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ (2) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعْ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (3) ثُمَّ ارْجِعْ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (4) الملك ).

لا يزال الغرب العلمى يكتشف آلاء الله منبهرا بما فى داخل الخلية والذرة والمجرة ، دون أن يؤمن بالخالق جل وعلا ؛ ينبهر بمخلوقات ( الخالق ) دون تقديس ( للخالق )، ودون إدراك للإبتلاء الالهى للبشر ، وأنه  جل وعلا خلق السموات والأرض ليختبرنا أينا أحسن عملا : (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً  (7 ) هود ).

6 ــ إن هذا الإعجاز المُبهر فى خلق السماوات والأرض كفيل لأولى الألباب ( العُقلاء ) لكى يخشعوا ، ويتحول إنبهارهم بالخلق الى تقديس للخالق وحده وإنكار لتقديس أى مخلوق كمحمد أو عيسى أو بوذا. إن الله جل وعلا يقول عن المتعقلين أولى الألباب : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)آل عمران )

7 ــ الذكاء الغربى لم يصل الى هذه الدرجة من التعقل.  إقتصر التعقل الغربى على التعامل البشرى ، أو الاسلام السلوكى ، ولكنه أهمل التقوى القلبية وإسلام القلب لله جل وعلا وحده . لو سلّط تعقله على خرافات الكنيسة لأنهى خرافاتها عن تأليه المسيح. ولهذا تجد عجبا ؛ العالم الغربى فى معمله يكتشف مستعملا أقصى ما لديه من ذكاء فى علوم ( الطبيعة ) والكون المادى ( فيزيقا ) ، ولكنه يترك عقله حين يستمع مستسلما لخرافات القسيس حول الاله الذي كان جنينا فى بطن العذراء ، ثم وُلد ، ثم سمح لمخلوقاته أن تقتله وأن تهينه وأن تصلبه تكفيرا عن ذنوبهم ، ثم يقوم قيامته من قبره ، ثم يرجع آخر الزمان ومعه ملائكته .! هذه الخرافات يرفضها الطفل الصغير لو إستعمل عقله ، ولكن العالم الغربى بكل ما أوتى من ذكاء وعبقرية لا يستعمل عقله فيها، لأنه إعتاد عادة سيئة هى أن مجاله هو الفيزيقا والعالم المادى ، أما تلك ( الميتافيزيقا ) فلا مجال للعقل فى نقدها . نجح الغرب فى الدنيا ولكنه يخسر الآخرة . ونحن نتكلم عن الأغلبية وليس على العموم .

ثالثا : فساد المحمديين وصل الى الغرب

 1 ــ اللعنة التى تحيق بالمحمديين حتى الآن سببها رفضهم القرآن وحده مرجعية للإسلام وتكذيبهم به وكفرهم به تعصبا للبخارى وغيرة من أئمة الٍسُّوء ، وإضطهادهم لدُعاة الحق القرآنى الداعين الى الاصلاح السلمى بالاحتكام الى القرآن ، وهو فريضة منسية مُستنكرة . وتتأكّد هذه اللعنة فى أن المحمديين يرتكبون هذا الظلم لله جل وعلا ودينه ورسوله ، وهم معهم القرآن باللسان العربى . أى معهم الهداية فإزدادوا بها طغيانا وكفرا ، والنتيجة أنهم خسروا الدنيا وخسروا الآخرة . وما يحدث الآن فى مقارنة الغرب والمحمديين يؤكد هذا .

2 ــ أوصل المحمديون الوهابيون لعنتهم الى الغرب فشوّهوا صورة الإسلام أكثر فى الغرب . هرب ملايين المحمديين الى الغرب ، لأسباب شتّى ، من أهمها الاضطهاد الدينى والسياسى فى بلادهم الأصلية . جاءوا للغرب يحملون أوزارأديانهم الأرضية فى قلوبهم ، ومنها الكراهية الدينية للغرب الذى يستضيفهم ـ وهى كراهية دينية وتعصب بعثته الوهابية من مرقده . ومن تلك الأوزار إعتبار الوهابيين أن دينهم ( الأرضى ) الشرّير المنتسب زورا للإسلام والمتناقض معه ـ هو أعلى من الأديان الأرضية المسيحية، مع أن الوهابية شرُّ وأضل سبيلا .

3 ــ بالمال السعودى والنفوذ السعودى تسللت الوهابية للغرب وتشعبت منذ عهد الملك فيصل ــ ولا تزال ـ حيث أنفقت السعودية وحدها حوالى مائة مليار دولار فى نشر الوهابية وإفساد العالم وتخريبه وتشويه صورة الاسلام ، ولتفسد مجتمعات ( المحمديين ) فى الغرب . سيطرت الوهابية على المراكز العلمية فى الجامعات الأمريكية المتخصصة فى الاسلام والشرق الأوسط واللغة العربية ، لتمنعها من دراسات علمية تناقش وتنقد الوهابية ، وسيطرت على أغلبية المساجد والمراكز ( الاسلامية ) فى الغرب .

4 ــ وبهذا أفلحت الوهابية السعودية فى تحقيق كارثتين :

4 / 1 :  إفساد الجاليات المحمدية فى الغرب بالوهابية ، ونشأة أرهابيين من داخل تلك الجاليات ترتكب  أعمالا إرهابية فى وطنهم الأمريكى والأوربى ، وخارجه بزعم الجهاد. والان أصبح معروفا إستقطاب ( داعش ) للجيل الثانى من المهاجرين المحمديين .

4 / 2 : المفترض فى المحمديين الأمريكيين والأوربيين ـ الذين نشأوا فى الغرب وتعلموا فيه قيم الحرية الدينية والتسامح والحرية والعدل ـ أن يكتشفوا أصول هذه القيم فى القرآن الكريم فيصبحوا مسلمين حقيقيين ، وأن يقوموا بدور إصلاحى فى بلادهم الأصلية التى لا تزال تحمل أوزار أديانها الأرضية وتحكمها فى تلك البلاد ، ومنتظر أن يكون هؤلاء المسلمون الغربيون الأقدر على إستخدام وسائل الاتصال الحديثة فى نشر ذلك الاصلاح . ولكن الذى حدث هو العكس . إنتقلت الوهابية لتفسد ( مسلمى ) الغرب .

5 ــ ومن المُضحك أن ( المحمدى ) الأمريكى والغربى يستطيع أن يشترى كنيسة أو معبدا يهوديا ويحوّله الى مسجد ، وتُتيح له الثقافة الغربية أن ينشر دينه بين الغربيين ، وفى نفس الوقت فإن هذا ( المحمدى الغربى ) يرفض مجىء بعثات تبشيرية للدعوة لدينها فى بلاد المحمديين ، ولا يتصور ــ مجرد تصوّر ــ ان يتم تحويل مسجد فى مصر أو غيرها الى كنيسة ، والسعودية تمنع بناء كنيسة فى مملكتها ، وتطارد المسيحيين المغتربين فيها لو حدث وأقاموا صلاة مسيحية فى بيوتهم . بل إنه بالنفوذ السعودى تتم مطاردة أهل القرآن المصريين لو صلوا الجمعة أو الجماعة داخل بيوتهم . وهذا ينال الرضى والاستحسان من المحمدى الوهابى الأمريكى ، بل إنه يبذل جهده فى إكراه غير المحمدى على إعتناق دينه المحمدى ، ويبذل جهده وجهاده لمنع المسيحيين المصريين من بناء كنائس جديدة أو إصلاح مرافق كنائسهم القديمة ، ثم يهُلل لداعش وهى تذبح المسيحيين وغيرهم ممن يخالفون دينه ومذهبه . ولا يشعر بالعار والخجل ، بل يتطوع أفراده للقتال مع داعش ..

أخيرا

1 ــ بهذا يتأكد أن المحمديين خسروا الابتلاء ، وخسروا الدنيا والآخرة ، بينما خسر الغرب الآخرة  فقط و كسب الدنيا . بلاد الغرب هى الأكثر رخاءا وثراءا وأمنا ، والغربيون هم الأكثر سعادة وتمتعا بالحياة . أما فى بلاد المحمديين فتجدها تحتكر الضنك والأزمات والشقاء والخوف ( خوف الحاكم من المحكوم وخوف المحكوم من الحاكم ) والارهاب ( إرهاب السُّلطة وارهاب الوهابيين الثائرين ) والقلق والأمراض والمذابح وتجاور الثراء الفاحش للمترفين مع الفقر المُدقع للمحرومين. 

2 ــ يقول جل وعلا عمّن أعرض عن ذكره جل وعلا وعن كتابه : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (127)  طه ).

3 ــ تدبر هذه الآيات الكريمة التى تنطبق على المحمديين وأئمتهم .

تدبرها وقل معى: 

ودائما ..صدق الله العظيم .!!

اجمالي القراءات 9008

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   محمد حسن     في   الثلاثاء ٢١ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78065]

شكرا للمقال الرائع وأعقب بالقول


ألا ليت العقول تشترى ..


2   تعليق بواسطة   سعيد علي     في   الأربعاء ٢٢ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78069]

دائما و أبداً صدق الله العظيم


قالها خاتم النبيين من قبل لأهل التوراة   : ( قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين ) .. ومن أسف أن يوجد بيننا هذا القران الحكيم المحكم هذا الكتاب المعجز هذه الآيات البينات و تراهم يذهبون لكتب البشر !!! و لا حول و لا قوة إلا بالله .



3   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ٢٢ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78072]

أكرمكما الله جل وعلا : محمد حسن وسعيد على


نرجو ان تصل الدعوة بالتعقل الاسلامى الى عموم المسلمين ، وهذه مهمة شباب أهل القرآن . هى الجهاد السلمى الذى لا يكلف كثيرا. 

4   تعليق بواسطة   محمد حسن     في   الأربعاء ٢٢ - أبريل - ٢٠١٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[78077]

فعلا دكتور أحمد


الجهاد السلمي لا يكلف كثيرا , وفي هذا العصر بالإمكان أن يصل إلى كل مكان عبر الإنترنت والفضائيات والإعلام والتطور الهائل , إستخدام القوة أصبح غير مرغوب وفي غير وقته ويكلف الكثير من الدماء والأموال وجراحه لا تندمل  , وخدمه لتجار السلاح والحروب , وبالإمكان الوصول إلى الغايات المنشودة سلميا عبر الدعوة بإستخدام الوسائل المتاحة وهي كثيرة وهائلة . 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 4982
اجمالي القراءات : 53,380,292
تعليقات له : 5,324
تعليقات عليه : 14,623
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي